المعارضة تطلق معركة «وبشّر الصابرين» بريف اللاذقية... و«النصرة» تشوش

اشتباكات في محيط بلدة بريف الرقة يحاول «داعش» استعادتها

امرأة هربت من مدينة الرقة مع أطفالها مع اقتراب موعد انطلاق المعركة على المدينة التي يتخذ منها تنظيم {داعش} عاصمة له في سوريا (رويترز)
امرأة هربت من مدينة الرقة مع أطفالها مع اقتراب موعد انطلاق المعركة على المدينة التي يتخذ منها تنظيم {داعش} عاصمة له في سوريا (رويترز)
TT

المعارضة تطلق معركة «وبشّر الصابرين» بريف اللاذقية... و«النصرة» تشوش

امرأة هربت من مدينة الرقة مع أطفالها مع اقتراب موعد انطلاق المعركة على المدينة التي يتخذ منها تنظيم {داعش} عاصمة له في سوريا (رويترز)
امرأة هربت من مدينة الرقة مع أطفالها مع اقتراب موعد انطلاق المعركة على المدينة التي يتخذ منها تنظيم {داعش} عاصمة له في سوريا (رويترز)

أطلقت فصائل المعارضة المسلّحة المنضوية ضمن تشكيلات الجيش الحرّ، عملية عسكرية جديدة ضدّ النظام السوري في ريف اللاذقية الشمالي، حملت اسم «وبشّر الصابرين»، قالت إن هدفها الردّ على المجزرة التي ذهب ضحيتها مئات القتلى والمصابين بالسلاح الكيميائي في مدينة خان شيخون، وتخفيف الضغط عن الفصائل في جبهات دمشق والغوطة وحماة، لكن «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) أعلنت عن معركة موازية باسم «فإنكم غالبون»، في ريف اللاذقية أيضاً، ما أدى بمعارضين إلى التحذير من أن تؤدي مهمّة الأخيرة إلى «فرملة أي تحّرك عسكري دولي في سوريا، بعد مجزرة خان شيخون، والتهديد الأميركي العالي النبرة».
الحملة العسكرية التي تخوضها تشكيلات الجيش الحرّ، شاركت فيها فصائل، أبرزها حركة «أحرار الشام»، «فيلق الشام»، «الفرقة الساحلية الأولى»، «اللواء العاشر»، بالإضافة إلى فصائل أخرى، واستهلّت العملية بقصف مدفعي وصاروخي على التجمعات العسكرية لقوات النظام والميليشيات الموالية له، في محاور كنسبا ورشا وقلعة شلف في جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي.
وأعلن الناشط الإعلامي في ريف اللاذقية عمر الجبلاوي، أن المعركة بدأت عن الخامسة من فجر أمس بقصف مركز وكثيف على تجمعات قوات النظام وميليشياته في قلعة شلف وكنسبا ومحيطهما. وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «الثوار استخدموا المدفعية الثقيلة وقذائف الدبابات والصواريخ في قصفهم لمواقع قوات الأسد، وحققوا إصابات مباشرة». وقال: «المرحلة الثانية التي تبدأ بالاقتحام، ستحددها غرفة عمليات الثوار في الساعات المقبلة».
من جهته، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن انفجارات عنيفة ومتتالية، هزّت منذ صباح أمس، الجبال الشمالية بريف اللاذقية، وأفاد بأن «الانفجارات ناجمة عن قصف مكثف من قبل فصائل المعارضة على تمركزات ومواقع قوات النظام في منطقتي شلف وكنسبا بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي»، مؤكداً أن «المعركة تهدف إلى استعادة السيطرة على ناحية كنسبا وقلعة شلف ومحيطهما».
في هذا الوقت، شدد المعارض السياسي السوري عبد الرحمن الحاج، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على «أهمية معركة الساحل التي تظهر هزالة نظام الأسد، وقدرة المعارضة على إظهار الصورة الحقيقية لهذا النظام، ليس في اللاذقية فحسب، بل في دمشق والغوطة وحماة وغيرها».
وتنطوي معركة اللاذقية على بُعدٍ سياسي، أيضاً، إذ اعتبر الحاج أن «قدرة المعارضة على فتح جبهة جديدة بوجه نظام الأسد وحلفائه، تشكّل رسالة سياسية مهمّة، تفيد بأن المعارضة ما زالت قوية، وأن قدرة النظام على الحسم العسكري بعيدة جداً، رغم الدعم الروسي اللامحدود»، لكنه حذّر من أنه «إذا بقي الردّ الدولي على مجزرة الكيماوي في خان شيخون باهتاً، فهناك خشية من الذهاب إلى تصعيد أكبر وأن يستخدم نظام الأسد الغازات السامة على نطاق أوسع».
وعبّر عبد الرحمن الحاج وهو خبير في شؤون الجماعات الإسلامية، عن استيائه من مشاركة «هيئة تحرير الشام» في معركة ريف اللاذقية، ورأى أنها «تعبّر عن رسالة سلبية، ستخدم النظام بشكل أساسي، لأن هناك خشية من إمكانية تقويض أي تحرك عسكري دولي في سوريا بعد مجزرة خان شيخون، وبعد التصريحات الأميركية العالية النبرة ضدّ نظام الأسد».
وهنا أوضح الناشط الإعلامي المعارض عمر جبلاوي، أن «معركة الجيش الحرّ في ريف اللاذقية منفصلة عن معركة هيئة تحرير الشام». وقال: «صحيح مصلحة الطرفين تتقاطع الآن عند مهاجمة النظام، لكن كل طرف يخوض المعركة من محور مختلف عن الآخر، والدليل أن كل معركة لها اسم بعيد عن الآخر».
ميدانياً أيضاً، اندلعت صباح أمس معارك عنيفة، بين قوات النظام مدعومة بقوات النخبة في «حزب الله» من جهة، وبين تنظيم داعش من جانب أخرى، على أطراف مطار الجراح العسكري (مطار كشيش) في ريف حلب الشرقي، حيث تمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم في المنطقة والوصول إلى أسوار المطار العسكري، وترافقت الاشتباكات مع قصف عنيف ومكثف من قوات النظام بالقذائف المدفعية والصاروخية وقصف من كتائب المدفعية الروسية المساندة للنظام، على محاور القتال ومواقع مقاتلي «داعش» في المطار ومحيطه.
ورغم خسارة تنظيم داعش لعشرات البلدات والقرى والمزارع في ريفي حلب الشمالي الشرقي والشرقي، فإنه لا يزال يهدد قوات النظام في مدينة حلب، ثاني كبرى المدن السورية، عبر قطع الشريان الرئيسي، أي الطريق الواصل بين مدينة حلب وأثريا بريف حماة عبر منطقة خناصر.
في هذا الوقت، تواصلت الاشتباكات في الريف الشرقي لمدينة الطبقة، بين تنظيم داعش، وبين قوات سوريا الديمقراطية التي يدعمها التحالف الدولي بقيادة واشنطن، وأعلن المرصد السوري أن «قسد» مدعومة بطائرات التحالف، تمكنت ظهر أمس من السيطرة على قرية الصفصافة بعد محاصرتها. وأكد المرصد أن «معارك تدور في محيط البلدة، حيث يحاول مقاتلون من تنظيم داعش استعادتها مجدداً، وقد أسفرت المعارك عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.