أردوغان يثير لغطا جديدا بتدخله في قضية بيوت الطلبة

حزب الحرية والعدالة يواجه انقساما بين المحافظين المؤيدين لرئيس الوزراء والمعتدلين من فريق غل

أردوغان يثير لغطا جديدا بتدخله في قضية بيوت الطلبة
TT

أردوغان يثير لغطا جديدا بتدخله في قضية بيوت الطلبة

أردوغان يثير لغطا جديدا بتدخله في قضية بيوت الطلبة

منذ صعوده إلى سدة الحكم منذ أكثر من عشر سنوات، فعل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الكثير من الأشياء التي جعلت شريحة كبيرة من الشعب التركي تنفر منه بسبب تدخلاته الواضحة في شؤونهم الخاصة، بالإضافة إلى تصرفه الغريب عندما ألقى كلمة انتقد فيها بشدة الخبز الأبيض.
وقد رأى قطاع كبير من الأتراك، الذين أيدوا إصلاحات أردوغان الديمقراطية والتي كان من بينها فرض مزيد من الرقابة المدنية على الجيش، في تلك التصريحات نوعا من عدم اللياقة، ودليلا على تصاعد اللهجة السلطوية عند رئيس الوزراء. وقد أسهم ذلك في موجة الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي ضربت تركيا صيف العام الحالي ومثلت الأزمة الأخطر التي واجهت أردوغان وحزبه الإسلامي الحاكم، العدالة والتنمية، منذ تقلده السلطة في البلاد.
وبعد أن كان رئيس الوزراء قد خفف من لهجته، التي سببت الكثير من الخلاف والشقاق، على مدار الأشهر القليلة التي تلت الاضطرابات، عاود أردوغان الكرة مؤخرا بإثارته عاصفة جديدة من الاحتجاجات، عندما صرح الأسبوع الحالي برغبته في حظر بيوت الطلبة المختلطة في الجامعات الحكومية، وزاد على ذلك النُزُل البعيدة عن الحرم الجامعي التي يسكنها الطلبة من الجنسين. ومرة أخرى، تشعل كلمات أردوغان حربا ثقافية شعواء تستدعي إلى السطح الخلافات الشديدة بين العلمانيين والإسلاميين، وتثير ذلك النوع من اللغط الذي لا يفضله حتى أعضاء حزبه الذين كانوا يأملون في تجنب عواقب احتجاجات الصيف الماضي قبل خوض الاستحقاق الانتخابي المقبل.
وقد نقلت وسائل الإعلام التركية عن أردوغان في اجتماع الحكومة الأسبوعي قوله لنواب حزبه في البرلمان «من الممكن أن يحدث أي شيء، فيصرخ أولياء الأمور (أين دور الدولة؟).. هذه الإجراءات تُتخذ حتى نوضح للجميع أن الدولة موجودة وتقوم بدورها. وكحكومة محافظة وديمقراطية، ينبغي لنا أن نتدخل». ويبدو أردوغان في تصريحه هذا وكأنه يقدم أوراق اعتماده كسياسي محافظ، كما يريد أن يرسل رسالة مفادها أن الحكومة لديها معلومات استخباراتية عما يجري دخل بيوت الطلبة المختلطة.
وقد خصصت البرامج الحوارية التلفزيونية، التي غالبا ما تتناول عددا من القضايا الثابتة، يوم الأربعاء، جزءا كبيرا من وقتها لمناقشة حالة الخلاف التي فجرتها تصريحات أردوغان. وبدا بعض كتاب الأعمدة في الصحف وقد راق لهم صب الزيت على النار في القضية، خاصة أن أردوغان قد عاد لتسديد سياط كلماته نحو التيارات الثقافية بعدما هدأت عاصفة الاحتجاجات الصيفية.
يقول إزغي باساران، الصحافي في صحيفة «راديكال» ذات التوجه اليساري «إننا الآن نقف وجها لوجه ضد رئيس وزراء يعتقد أن لديه الحق في فرض آرائه الأخلاقية على بيوتنا، وفرض الرقابة على حرياتنا الشخصية مستخدما في ذلك محافظيه وقوات أمنه».
ومع إثارته لحالة جديدة من اللغط الثقافي، يخاطر أردوغان بتهييج مشاعر منتقديه الذين لعبوا دورا مؤثرا في احتجاجات الصيف. ولكن بالأخذ في الاعتبار حقيقة أن المجتمع التركي مُنقسم إلى حد كبير يستطيع أردوغان اللعب على مشاعر مؤيديه من المحافظين قُبيل الاستحقاق الانتخابي المقبل.
تقول إزغي كورتال، طالبة في قسم التاريخ في جامعة البوسفور «اخترت العيش في مدينة جامعية مخصصة للطالبات فقط، وأنا سعيدة بهذا الاختيار. لكنني على الجانب الآخر لا أؤيد تصريحات أردوغان، فما دخل رئيس الوزراء في هذا الأمر الشخصي؟». وفي إشارة إلى احتجاجات الصيف التي اندلعت بسبب حديقة مركز جيزي، تضيف كورتال «لقد اعتقدنا أنه فهم الرسالة التي بعثنا له بها من خلال احتجاجات جيزي، وهي أنه يجب ألا يتدخل في الحياة الشخصية للناس، لكن أعتقد أننا أخطانا التقدير».
وتأتي حالة اللغط الجديدة مع مساعي تركيا لاستئناف المفاوضات المتعثرة منذ فترة طويلة للانضمام للاتحاد الأوروبي. وتبدو جهود أنقرة الخارجية لبسط نفوذها على الشرق الأوسط في حالة من عدم التوازن بعد الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي الذي كانت تدعمه الحكومة التركية، فضلا عن سياستها في دعم حركة التمرد في سوريا في الوقت الذي يسعى فيه المجتمع الدولي للتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الأزمة.
وقد خرج أردوغان من احتجاجات جيزي قويا أكثر من ذي قبل على المستوى الداخلي، حيث وقف إلى جانبه قاعدته الدينية المحافظة التي تشكل ما يقرب من نصف مجموع الناخبين، رغم أن صورة تركيا على المستوى الخارجي قد أصابها الكثير من الضرر. بيد أن الاحتجاجات أشعلت جدلا شديدا وسط قيادات حزب العدالة والتنمية عن توجهات الحزب ومستقبل الديمقراطية في تركيا، في الوقت الذي تسير فيه البلاد باتجاه استحقاقات انتخابية تبدأ العام المقبل بانتخابات المجالس المحلية التي تمثل اختبارا حقيقيا لشعبية أردوغان على مستوى القواعد الشعبية.
وتشير كل اللقاءات التي أُجريت مؤخرا مع مسؤولي الحزب والدبلوماسيين الغربيين وكذلك الخبراء الأجانب، الذين فضلوا عدم الكشف عن هويتهم، إلى أن حزب العدالة والتنمية يعاني حاليا من خلافات حادة بين أعضائه. فهناك خلاف لا تخطئه العين بين أولئك الذين يؤيدون أردوغان دون قيد أو شرط، والأعضاء الأكثر اعتدالا الذين يصطفون خلف الرئيس التوافقي عبد الله غل ويشاركون المحتجون مخاوفهم.
وقد ألقت موجة الغضب، التي اندلعت ضد تصريحات رئيس الوزراء عن بيوت الطلبة المختلطة والأسلوب الذي يقترحه في تلك المسألة، الضوء على تلك المخاوف. فقد أفيد بأن إحدى الدوائر التي يمثلها نائب من حزب العدالة والتنمية في البرلمان، غالبية سكانها من مريدي الداعية الإسلامي محمد فتح الله كولن، تسودها حالة من التناقض بشأن التصويت لصالح حزب أردوغان في الانتخابات القادمة من عدمه.
وكان السبب وراء اشتعال احتجاجات الصيف الماضي هو خطط الحكومة لإزالة متنزه جيزي، آخر المساحات الخضراء في قلب اسطنبول، وتحويله إلى مركز تجاري. وتحولت تلك الاحتجاجات إلى موجة أوسع من التوبيخ للحكومة، كان من أبرز نتائجها أن قاد أردوغان تحركا يرمي إلى توسيع سلطات مؤسسة الرئاسة، وهو التحرك الذي يبدو تحقيقه مستحيلا على الأقل في الوقت الراهن.
بيد أنه من المحتمل أن يخوض أردوغان انتخابات الرئاسة العام المقبل حتى إذا لم تتحقق الجهود الرامية إلى توسيع سلطات الرئيس، وهذا ما يستدعي سؤالا مهما وهو: من ذلك الشخص الذي يستطيع أن يحتل منصب رئيس الوزراء ذي السلطات الكبيرة؟ واحد من الاحتمالات، التي تتم مناقشتها داخل وخارج أروقة الحزب، هو أن يحدث نوع من تبادل المواقع بين غل وأردوغان على غرار ما حدث في روسيا بين فلاديمير بوتين وديمتري ميدفيديف. لكن أردوغان يأمل في تجنب ذلك السيناريو، تبعا للقاءات التي أجريت مؤخرا مع مسؤولي الحزب والدبلوماسيين الغربيين وكذلك الخبراء الأجانب، لأن بعض استطلاعات الرأي تشير إلى تمتع غل بشعبية أوسع من تلك التي يتمتع بها أردوغان بين الشعب التركي.
وسوف تشكل انتخابات المجالس المحلية، التي ستشهد صراعا شديدا على منصب عمدة إسطنبول، اختبارا لأردوغان وطموحه في البقاء في السلطة لعقد آخر حتى عام 2023 عندما تحل الذكرى المئوية لميلاد الجمهورية التركية الحديثة. وسوف يمهد الأداء القوي لحزب العدالة والتنمية في تلك الانتخابات الطريق أمام اعتلاء أردوغان لكرسي الرئاسة وبالتالي تتجدد جهوده لإعادة هيكلة مؤسسة الرئاسة، كما يقول المحللون.
ويعد استقطاب الناخبين عن طريق إثارة مسائل خلافية مثل تلك المتعلقة ببيوت الطلبة استراتيجية انتخابية يتميز بها أردوغان، كما يقول أحد الخبراء. ويقول محلل آخر إن ذلك الأسلوب مقتبس من كتاب كارل روف، أحد مستشاري الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش، والذي عمل أيضا مستشارا للحزب الجمهوري.
ومثل كثير من المسائل الخلافية التي أثارها أردوغان، يقول أيوب كان، رئيس تحرير صحيفة «راديكال»: «لنكن أمناء مع أنفسنا، فعلى الرغم من الصراحة التي تؤذي مشاعر البعض، فأنا لا أفهم شيئا، ما هو السبب وراء إثارة ذلك اللغط؟ إذا كان هناك من شخص يعرف فليوضح لي رجاء».

* أسهم في إعداد التقرير سيبنام آرسو وسيليان يغينسو



إيلون والتريليون... على ماذا ينفق ماسك ثروته الخيالية؟

إيلون ماسك... يعيش في بيت صغير وينفق الكثير على السيارات والطائرات الخاصة (رويترز – يوتيوب – شركة «غلف ستريم»)
إيلون ماسك... يعيش في بيت صغير وينفق الكثير على السيارات والطائرات الخاصة (رويترز – يوتيوب – شركة «غلف ستريم»)
TT

إيلون والتريليون... على ماذا ينفق ماسك ثروته الخيالية؟

إيلون ماسك... يعيش في بيت صغير وينفق الكثير على السيارات والطائرات الخاصة (رويترز – يوتيوب – شركة «غلف ستريم»)
إيلون ماسك... يعيش في بيت صغير وينفق الكثير على السيارات والطائرات الخاصة (رويترز – يوتيوب – شركة «غلف ستريم»)

«عندما وصلت إلى كندا في سن الـ17، كانت بحوزتي 3 أشياء فقط: 2500 دولار، وحقيبة ملابس، وحقيبة كتب». نوبة حنين إلى بداياته المتواضعة أصابت إيلون ماسك بعد أن أُعلن أنه سيصبح أول تريليونير في العالم، فنشر تلك الجملة المؤثرة على منصته «إكس».

احتفالاً بموافقة المساهمين في شركته «تسلا» على أكبر حزمة أجور في تاريخ الشركات؛ ما يخوّله الحصول على أسهم بقيمة تريليون دولار خلال العقد المقبل، صعد ماسك إلى المسرح متمايلاً برفقة روبوتات راقصة.

الرئيس التنفيذي لشركة السيارات الكهربائية «تسلا»، والمعروف أيضاً بلقب «أغنى أغنياء العالم»، يُراكم المليارات كما الأنفاس. وهذه المرة، الرقم خياليّ إلى درجةٍ تفوق التصوّر والقدرة على العَدّ. فالتريليون دولار يساوي ألف مليار، أما بلُغة الملايين فهو يعادل مليون مليون دولار.

ماسك والفراش المثقوب

مَن يراقب إيلون ماسك ويتابع أخباره، يلاحظ أنه بسيط الهندام ولا يرتدي ملابس باهظة من توقيع دور أزياء عالمية. كما لا تُعرف له رحلات استجمام على متن اليخوت الفارهة. فهو يعتمد أسلوب حياة لا يعكس بشيءٍ الأموال التي بحوزته.

تشهد شريكته السابقة وأمّ 3 من أولاده الـ14، المغنية الكندية غرايمز، على أسلوب العيش المتقشّف الذي يعتمده. في حوار مع مجلة «فانيتي فير» عام 2022 قالت إن ماسك «لا يعيش كملياردير، بل يعيش أحياناً تحت خط الفقر». وكشفت غرايمز أنها طلبت منه مرةً شراء فراش جديد بعد أن عثرت على ثقبٍ في الفراش القديم، لكنه رفض.

حتى داخل مكتب ترمب في البيت الأبيض اعتمد ماسك هنداماً بسيطاً (أ.ب)

إيلون ماسك يقيم في بيت مساحته 37 متراً

عام 2019 ومع تَزايد ملايينه، قرر إيلون ماسك الاستثمار في العقارات. ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» حينذاك أنه أنفق 100 مليون دولار على 7 منازل اشتراها خلال 7 سنوات، وهي كلها متجاورة، في منطقة بيلير كاليفورنيا. لكن ما هي إلا سنة واحدة حتى تخلّى ماسك عن أحلامه العقارية، معلناً أنه سوف يبيع غالبية ممتلكاته المادية، وأنه لن يملك منزلاً؛ «لأن الاستحواذ على أملاك كثيرة يثقل الكاهل»، وفق تعبيره. وبعد أن باع المنازل الـ7 مقابل 128 مليون دولار، انتقل في 2021 إلى بيته الذي ما زال يقيم فيه حتى اليوم.

كانت المفاجأة أنه استبدل بالقصور الشاسعة حيث المسابح وملاعب التنس وقاعات الاحتفالات، بيتاً جاهزاً صغيراً مساحته 37 متراً مربّعاً، تبلغ قيمته 50 ألف دولار، وهو من أملاك شركته «سبيس إكس» وعلى مقربة من مقرّها في تكساس. يقتصر البيت الشبيه بعلبة على غرفة جلوس، وغرفة نوم، ومطبخ، وحمّام.

نسخة من المنزل الذي يقيم فيه إيلون ماسك في تكساس (موقع الشركة المصنّعة)

أما أولاده فقد ابتاع لهم العام الماضي مجمّعاً سكنياً يضمّ مجموعة من الفيلات، ويمتدّ على مساحة 4400 متر مربّع في تكساس كذلك، وفق ما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز». أنفق على بيوت أبنائه وأمهاتهم 35 مليون دولار، في محاولةٍ لإبقائهم جميعاً على مقربة منه، وهو غالباً ما يكرّر أنه يشرف على تربيتهم ويمضي معهم كل ما أتيح له من وقت.

مساحته 37 متراً ويضم غرفة جلوس وغرفة نوم ومطبخاً وحمّاماً (موقع الشركة المصنّعة)

إيلون «المشرّد»

عندما يسافر خارج تكساس، وتحديداً إلى شمال كاليفورنيا، يتنقّل إيلون ماسك بين بيوت أصدقائه. هذا ما قاله في حوار مع كريس أندرسون عبر منصة «تيد»: «إذا سافرت إلى خليج سان فرانسيسكو حيث معظم مصانع (تسلا)، أقيم في منازل أصدقاء لي. أتنقّل بين الغرف الفارغة لديهم».

هو سلوكٌ معروف عن التريليونير الجديد منذ أكثر من 10 سنوات، ففي عام 2015 كشف رئيس مجلس الإدارة السابق لمحرّك البحث «غوغل» لاري بيج، أن إيلون ماسك أشبَه بالمشرّدين، موضحاً: «قد يرسل بريداً إلكترونياً يقول فيه إنه لا يعرف أين سيبيتُ ليلته، ثم يسأل إذا كان بإمكانه المبيت عندي».

عندما يسافر ماسك خارج تكساس يطلب من أصدقائه المبيت عندهم (أ.ف.ب)

سيارات بالملايين و«غوّاصة جيمس بوند»

إذا كان إيلون ماسك زاهداً في المسكن، فهو ليس كذلك عندما يتعلّق الأمر بالسيارات. ومن المنطقيّ بالنسبة إلى شخصٍ ابتكر سيارة خارجة عن المألوف، أن يكون مهووساً بالسيارات، وأن يمتلك مجموعة غير اعتيادية منها.

يُنفق ماسك جزءاً من ثروته على هوايته المفضّلة؛ أي على السيارات. وتضمّ مجموعته سيارة «فورد» من صناعة 1920، و«جاغوار» 1967 وهي السيارة التي حلم بها منذ كان طفلاً. أضاف إلى مجموعته كذلك سيارة «فورمولا 1» من طراز «ماكلارين»، إلا أنه تعرّض فيها لحادث فأصلحها، ثم باعها.

تضم مجموعة ماسك سيارة «فورد» طراز 1920 (ويكيبيديا)

إلى جانب عدد من سيارات «تسلا» الكهربائية، تبرز في المجموعة سيارة مميزة جداً. فقد ابتاع إيلون ماسك الـ«لوتس إسبري» التي قادها «جيمس بوند» عام 1977 في فيلم «The Spy Who Loved Me». مقابل مليون دولار وضمن مزاد علني جرى عام 2013، استحوذ ماسك على تلك السيارة الأسطورية التي تتحوّل إلى غوّاصة. وهو وظّف كل إمكانات شركته من أجل تصليحها وجعلها تغوص تحت المياه من جديد.

اشترى ماسك السيارة الغواصة التي ظهرت في فيلم «جيمس بوند» (لقطة من الفيلم)

أسطول من الطائرات الخاصة

بالنسبة إلى رجل أعمال كثير التنقّل والأسفار، من المنطقي امتلاك طائرة خاصة. لكن بالنسبة إلى أغنى شخص في العالم، ليس غريباً أن يمتلك 4 منها. لا يبتاع ماسك الطائرات بهدف الاستثمار وتوسيع مجموعته فحسب، بل انطلاقاً من تفانيه في عمله. في حواره مع منصة «تيد» عام 2022 قال: «إن لم أستخدم طائرة خاصة، فلن يكون لديّ ما يكفي من ساعات للعمل».

أما تكلفة كلٍّ من طائرات ماسك الخاصة، وهي من طراز «غلف ستريم»، فعشرات ملايين الدولارات، وهو غالباً ما يحلّق فيها متنقّلاً بين موقعَي «سبيس إكس» في تكساس و«تسلا» في كاليفورنيا، إضافةً إلى رحلاته خارج الولايات المتحدة الأميركية.

إحدى طائرات أسطول إيلون ماسك الجويّ (موقع شركة «غلف ستريم» المصنّعة)

بعيداً عن المنازل والسيارات والطائرات، يوظّف إيلون ماسك ماله الكثير في استثماراته الخاصة، على غرار ما حصل في صفقة شراء منصة «تويتر» (إكس حالياً). لكن حتى لو رغب في ضمّ عشرات السيارات والطائرات إلى أسطوله، فلن يتأثر التريليون كثيراً، إلا أنه يفضّل على الأرجح توفير ثروته الطائلة لتنفيذ الحلم الأكبر: بناء مدينة على كوكب المرّيخ.


«الصحراء في السينما العربية»... إضاءات متباينة ودعوات لإعادة الاكتشاف

شهدت الجلسة نقاشات متنوعة (الشرق الأوسط)
شهدت الجلسة نقاشات متنوعة (الشرق الأوسط)
TT

«الصحراء في السينما العربية»... إضاءات متباينة ودعوات لإعادة الاكتشاف

شهدت الجلسة نقاشات متنوعة (الشرق الأوسط)
شهدت الجلسة نقاشات متنوعة (الشرق الأوسط)

عن الصحراء في السينما العربية وما تختزنه من رموزٍ ودلالات تتقاطع فيها العزلة بالجمال، والواقع بالحلم، جاءت الجلسة النقاشية التي أقيمت ضمن فعاليات اليوم الثالث من «مؤتمر النقد السينمائي الدولي» في نسخته الثالثة المقامة بالرياض، لتفتح حواراً حول علاقة الإنسان بالمكان والذاكرة، وكيف تحولت الرمال من خلفية طبيعية إلى بطلٍ رمزي وروحي في عدد من التجارب السينمائية العربية والعالمية.

وشهدت الجلسة التي حملت عنوان «الصحراء في السينما العربية» تبادلاً للرؤى بين المشاركين حول رمزية الصحراء بوصفها فضاءً للحرية والمقاومة، ومرآةً للذات العربية في تحوّلاتها الوجودية، متناولين تجارب سينمائية متباينة في تمثيلها لهذا الفضاء المفتوح بين التأمل والتمرد.

وأدار الجلسة الناقد الجزائري فيصل شيباني، وشارك فيها كل من المخرج السعودي محمد السلمان، والناقد المصري رامي عبد الرازق، والناقد العُماني عبد الله حبيب، الذين قدّموا قراءات تقاطعت فيها الجغرافيا بالتاريخ، والذاكرة بالهوية.

فيصل شيباني خلال إدارة الندوة (الشرق الأوسط)

استهل فيصل شيباني النقاش بالتأكيد على أن الصحراء لم تكن يوماً ديكوراً بصرياً أو خلفيةً هامشية في السينما العربية، بل «بطلة خفية» تحتضن الصمت والبوح في آنٍ واحد، وتعكس علاقة العربي بالمكان بوصفها علاقة وجودية لا جمالية فحسب.

واستعرض في مداخلته تجارب عربية متنوّعة تعاملت مع الصحراء باعتبارها فضاءً روحياً، مثل ثلاثية المخرج التونسي ناصر خمير «الهائمون»، و«طوق الحمامة المفقود»، و«بابا عزيز»، التي جسّدت الصحراء كامتداد للحلم والزمن، إلى جانب أفلام المخرج الجزائري محمد لخضر حمينة كـ«وقائع سنين الجمر» و«ريح الأوراس» التي قدّمتها كأرضٍ للمقاومة والذاكرة، في حين ظهرت في السينما المغربية كمرآةٍ للتحولات الاجتماعية والسياسية من خلال أفلام هشام العسري ومحمد عبد الرحمن التازي.

وأشار إلى أن السينما الخليجية والأردنية أيضاً قدّمت قراءات مختلفة للصحراء، كما في فيلم «الثلث الخالي» لحميد الزعبي، و«ذيب» لناجي أبو نوّار، لتغدو الصحراء بمرور الوقت مكوّناً بصرياً موحّداً للخيال العربي وذاكرته الجمعية.

جانب من الحضور (الشرق الأوسط)

في حين لفت الناقد العُماني عبد الله حبيب إلى أن صورة الصحراء في السينما الغربية جاءت محمّلة بمعانٍ استعمارية؛ إذ استخدمها الغرب بوصفها خلفية لتكريس صورة «الآخر» العربي.

وتوقف حبيب عند فيلم «لورانس العرب» الذي عكس ـ في رأيه ـ رؤية مهيمنة جعلت البطولة غربية والمكان عربياً، مقابل فيلم «المخدوعون» الذي قدّم الصحراء كرمزٍ للموت والتيه، بخلاف الرواية الأصلية التي اقتُبس عنها.

واستعاد الناقد المصري رامي عبد الرازق البدايات التاريخية لحضور الصحراء في السينما المصرية، مشيراً إلى أن أول فيلم روائي مصري طويل «قبلة في الصحراء» (1927)، جعل من الصحراء بطلةً أولى للأحداث؛ ما يعكس إدراك المخرجين الأوائل لجماليات المكان في السرد البصري.

وأوضح أن السينما المصرية ظلت وفيةً لروح الصحراء في أفلام لاحقة مثل «ليلى البدوية» الذي كتبته وأخرجته بهيجة حافظ في نهاية الثلاثينات، وشارك في «مهرجان برلين» قبل أن يتأجل عرضه بسبب أزمة سياسية بين مصر وإيران، مشيراً إلى أن الصحراء استمرت حاضرة في ثيمات الحب والعزلة والتمرد التي استلهمتها السينما من قصص «قيس وليلى» و«عنتر وعبلة»، لتصبح رمزاً دائماً في الوجدان العربي.

عبد الرازق وحبيب خلال الجلسة (الشرق الأوسط)

وقدّم المخرج السعودي محمد السلمان رؤيةً معاصرة لخصوصية الصحراء في الوعي السعودي، مبيناً أنها ليست موقعاً تصويرياً أو مكوّناً بصرياً فحسب، بل جزء من تكوين الإنسان النفسي والروحي في المملكة؛ إذ تمثل له مرادفاً للسماء والصفاء الداخلي.

وأشار إلى أن المفارقة تكمن في أن السينما السعودية الحديثة لم تبدأ من الصحراء، بل من المدينة، حيث انشغلت في بداياتها بالحياة الحضرية قبل أن تعود لاحقاً لاكتشاف الصحراء من جديد، كما في فيلمه «هوبال» الذي قدّم معالجة فنية مختلفة للمكان، متجاوزاً الصورة النمطية التي اختزلت الصحراء في الغموض أو القسوة.

ودعا عبد الرازق إلى «إعادة اكتشاف الصحراء على المستويين الفني والفكري، وتقديم معالجة أكثر عمقاً تكشف علاقتها بالتحولات الاجتماعية والوجودية للإنسان العربي، في ظل احتفاظ هذا الفضاء بطاقة سردية وبصرية هائلة لم تُستثمر بعد؛ إذ يمكن أن تصبح مساحة للتأمل في القيم المعاصرة للحرية والعزلة والانتماء».


لقاء مفعم لنجوم الدراما السورية في الرياض

نجوم الدراما السورية في لقائهم مع رئيس هيئة الترفيه
نجوم الدراما السورية في لقائهم مع رئيس هيئة الترفيه
TT

لقاء مفعم لنجوم الدراما السورية في الرياض

نجوم الدراما السورية في لقائهم مع رئيس هيئة الترفيه
نجوم الدراما السورية في لقائهم مع رئيس هيئة الترفيه

في ليلة استثنائية أعادت وهج الزمن الذهبي للدراما السورية، احتضنت الرياض لقاءً مفعماً جمع نخبة من أبرز نجوم الدراما السورية مع رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، تركي آل الشيخ، الذي وصفهم بـ«أساطير الفن السوري». واستمر اللقاء نحو 3 ساعات، وسط أجواء ودية وحماسية تُبشّر بمفاجآت فنية مرتقبة.

وضم اللقاء عدداً كبيراً من الفنانين السوريين عبر الأجيال، بينهم سلّوم حداد، ومنى واصف، وياسر العظمة، وجمال سليمان، وعباس النوري، وباسم ياخور، وأيمن زيدان، وتيم حسن، ودريد لحام، وأمل عرفة، وغيرهم، ما يجعل الحدث استثنائياً في ظل التباعد الذي فرضته سنوات الأزمة السورية، وتشتت مواقع العمل والإقامة.

ولم يلتقِ غالبية هؤلاء الفنانين منذ نحو 15 عاماً بسبب الحرب والهجرة والظروف السياسية، لكن «طاولة الفن» في الرياض أعادت جمعهم على أرضية مشتركة من التلفزيون والمسرح والكاميرا، مؤكدين أن الفن أقوى من الانقسام وأبقى من الظروف.