700 ألف شتلة تستقبل زوار مهرجان الورد في الطائف

35 ألف وردة لإنتاج عبوة واحدة من دهنه

من زوار مهرجان الورد في الطائف (تصوير: أحمد حشاد)
من زوار مهرجان الورد في الطائف (تصوير: أحمد حشاد)
TT

700 ألف شتلة تستقبل زوار مهرجان الورد في الطائف

من زوار مهرجان الورد في الطائف (تصوير: أحمد حشاد)
من زوار مهرجان الورد في الطائف (تصوير: أحمد حشاد)

يحتاج صانع الورد إلى أكثر من 35 ألف وردة، تمر عبر 3 خطوط إنتاج، لتعطي «تولة» (عبوة صغيرة) واحدة من دهن الورد الطائفي الشهير، تقدر تكلفتها بأكثر من 1300 ريال (346 دولاراً).
ويشرح بعض منتجي الورد لزائري مهرجان الورد الطائفي، الذي تنظمه أمانة الطائف في نسخته الثالثة عشرة، ويستمر حتى منتصف أبريل (نيسان) الحالي، كيفية صناعة منتجات الورد.
وقال خالد كمال، أحد منتجي الورد بالطائف: «موسم الورد لا يتجاوز الشهرين، نكرس من خلاله جهودنا في زراعة الورد وإنتاج مشتقاته، من ماء الورد العادي وماء الورد للعروس ودهن الورد، والأخير يعتبر من أبرز متطلبات عاشقي الورد الطائفي».
وأضاف أن البداية تكون مع عملية التحضير، من خلال تقليم وتلقيح شجر الورد، استعداداً لزراعته قبل موسمه بشهرين، ثم بعد أن ينبت الورد يتم قطفه يومياً قبل طلوع الشمس؛ لأن تعرض الورد للشمس يضعف تركيز رائحته التي يعتمد عليها صانعو الورد في إنتاج الدهن.
ولفت إلى أن الورد يمر بثلاثة خطوط إنتاج، إذ يوضع في قدور نحاسية ويطبخ أكثر من 12 ساعة متواصلة، ويخرج منه في المرحلة الأولى ماء الورد العادي، ثم ماء الورد للعروس، وخلال هاتين المرحلتين يطفو دهن الورد في تلك القدور النحاسية، فيرفعه العامل من القدر. ولإنتاج «تولة» واحدة من دهن الورد نحتاج لأكثر من 35 ألف وردة.
وأشار إلى أن مزارعه تنتج خلال الموسم الواحد أكثر من 40 مليون وردة، مبيناً أن أفضل مواقع لزراعة الورد بالطائف منطقة المعالي، التي تنتج أجود أنواع الورد في العالم.
وزار المهرجان أكثر من 400 ألف زائر، منذ افتتاحه الثلاثاء الماضي، بحسب إحصاءات اللجنة المنظمة للمهرجان. وتوسطت أرض المهرجان سجادة من الورود، بلغ عدد الشتلات فيها أكثر من 700 ألف شتلة، بحسب نايف العصيمي، المتحدث الإعلامي للمهرجان، الذي أكد أنها أحضرت من الأسواق المحلية والخارجية.
واعتبر أن أعداد الزائرين تؤكد أن مهرجان هذا العام سيتجاوز المهرجانات السابقة في أعداد الزوار، عازياً ذلك إلى أن توقيت المهرجان صادف إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني، إضافة إلى دخول أكثر من 112 ألف سائح إلى محافظة الطائف من المنافذ الجوية، وهي أعداد غير مسبوقة في مثل هذا التوقيت.
وفيما يتعلق بزيارات القنصليات الأجنبية، قال العصيمي: «بكل تأكيد تأتينا طلبات من سفارات عدة، واستقبلنا الوفد التركي بوصفه أول الوفود الزائرة لمهرجان هذا العام. وهناك وفود إسلامية وأوروبية ستزور المهرجان في الأيام المقبلة».
وتطرق إلى أن 44 منتجاً وحرفياً يشاركون في المهرجان، الذي خصص لهم موقعاً لعرض إنتاجهم من عطور الورد الطائفي. كما أن إدارة المهرجان خصصت مواقع أخرى في محافظة الطائف للأسر المنتجة لتكون مصاحبة للفعاليات.
وتقام على هامش المهرجان فعاليات وأمسيات شعرية ومسرحية، إضافة إلى مزاد للورد، ومشروع الزراعة المائية للمهتمين بهذا النوع من الزراعة. كما يلحظ زائر المهرجان في متنزه الردف السياحي، مشاركة أكثر من 60 فناناً تشكيلياً وفنانة، من أبناء الطائف في الفعاليات.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».