اليمين الاستيطاني يتهم ترمب بعرقلة مخططاته

عدم نقل السفارة إلى القدس وتراجع أحلام ضم المناطق الفلسطينية يخيبان أمله

اليمين الاستيطاني يتهم ترمب بعرقلة مخططاته
TT

اليمين الاستيطاني يتهم ترمب بعرقلة مخططاته

اليمين الاستيطاني يتهم ترمب بعرقلة مخططاته

عبرت أوساط في اليمين المتطرف في الائتلاف الحكومي في إسرائيل، عن خيبة أملها من إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، التي وبالرغم عن أنها سمحت بتوسيع المستوطنات وأعطت موافقة صامتة على بناء مستوطنة جديدة للمستوطنين الذين تم إخلاؤهم من بؤرة «عمونة»، فإنها تعرقل مخططات قادة هذه القوى للانفلات في مشاريعهم الاستيطانية.
وقال عضو الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، بتسلئيل سموتريتش، من حزب «البيت اليهودي»، إن قرارات المجلس الوزاري المصغر في الحكومة، ليلة الخميس الماضي، تنطوي على رضوخ واضح. وأضاف: «نحن نشهد تراجعا أميركيا عن تصريحات الرئيس في فترة الانتخابات، لكن قادة حكومة اليمين عندنا يتصرفون كالعميان بمحض إرادتهم».
وأضاف: «إن كل الاحتفالات والآمال وتوقعات اليمين، بأن يكون ترمب هو المسيح الذي سيبشر برؤيا أرض إسرائيل الكاملة، تحطمت على أرض الواقع. واتضح أن تصريحات الحملة الانتخابية فارغة المضمون، وخاب الأمل بنقل السفارة إلى القدس في أول يوم لترمب في البيت البيض، وتراجعت أحلام ضم المناطق (الفلسطينية إلى إسرائيل). مقارنة بتوقعات المستوطنين من ترمب، يتضح أن سلوك إدارته في الموضوع الإسرائيلي - الفلسطيني، وخاصة في موضوع البناء في المستوطنات، كان مفاجأة استراتيجية لنا».
وكان المجلس الوزاري المذكور قد ناقش لساعات عدة، الاتصالات مع الولايات المتحدة في موضوع كبح البناء في المستوطنات. واتضح أن المفاوضات لم تسفر عن اتفاق، ولكنهم قرروا إقامة مستوطنة عمونة وتوسيع المستوطنات في المكتل القائمة، وفي الوقت نفسه، لجم البناء الاستيطاني في المستوطنات النائية. ويرى اليمين المتطرف أن «ترمب الذي يصر ويلتزم بشكل شخصي بمحاولة التوصل إلى اتفاق سلام إسرائيلي - فلسطيني، لا يريد للمستوطنات أن تعيق تحقيق الصفقة النهائية. لقد وافق البيت الأبيض على استيعاب إنشاء مستوطنة جديدة لمستوطني عمونة، ولم يشجب قرار بناء 2000 وحدة إسكان في المناطق، ولم ينعت المستوطنات بأنها غير شرعية. وكانت رسالة الإدارة الأميركية، هي أنه على استعداد لتجاوز هذه القرارات بالادعاء أنه تم اتخاذها قبل ولاية ترمب. لكنه في المقابل، أوضحوا في البيت الأبيض، أنه منذ الآن وصاعدا، ستتغير شروط اللعب، ولن تتمكن إسرائيل من البناء كما تشاء».
وقال مصدر سياسي، أمس، إن «قرار المجلس الوزاري لن يؤدي إلى تجميد الاستيطان، لكنه سيبطئ بشكل ملموس إجراءات التخطيط والبناء، وسيقلص عدد وحدات الإسكان الجديدة التي سيتم بناؤها، وسيقيد انتشارها في أنحاء الضفة الغربية. وحسب السياسة الجديدة، فإن لجنة التخطيط في الإدارة المدنية التي تصادق على مخططات البناء في المستوطنات ستنعقد مرة كل ثلاثة أشهر فقط، وليس مرة كل أسبوع كما هو متبع. وكل ما سيحتاج نتنياهو وليبرمان لعمله من أجل تأخير البناء هو إلغاء انعقاد اللجنة مرة كل ثلاثة أشهر بهذا الادعاء التقني أو ذاك. هذا القرار ينطوي، أيضا، على إنجازات ليست قليلة لنتنياهو؛ لا يوجد تجميد رسمي وكامل للبناء في المستوطنات، وظاهرا، لا توجد قيود على البناء في الأحياء اليهودية الواقعة وراء الخط الأخضر في القدس، ولا يوجد أي تمييز بين البناء في كتل المستوطنات والبناء في المستوطنات المعزولة. ولكن في المقابل، لن تسمح السياسة الجديدة بضم مستوطنات إلى إسرائيل، ولن تسمح بالبناء في المنطقة المتنازع عليها E1. التي تربط بين معاليه أدوميم والقدس، ولن تسمح بتشريع بؤر غير قانونية وتحويلها إلى مستوطنات جديدة. صحيح أن نتنياهو حصل على موافقة صامتة من قبل الإدارة الأميركية ببناء المستوطنة الجديدة لمستوطني عمونة، ولكن في الوقت الذي سيستمر فيه بناء هذه المستوطنة لمدة سنة على الأقل، فإن القيود على البناء ستسري ابتداء من اليوم (أمس) الأحد».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.