«آفاق تونس» يعقد مؤتمره الثاني وسط منافسة حادة على الرئاسة

بهدف التصديق على لوائحه السياسية ونظامه الداخلي

«آفاق تونس» يعقد مؤتمره الثاني وسط منافسة حادة على الرئاسة
TT

«آفاق تونس» يعقد مؤتمره الثاني وسط منافسة حادة على الرئاسة

«آفاق تونس» يعقد مؤتمره الثاني وسط منافسة حادة على الرئاسة

انحصرت المنافسة بين ياسين إبراهيم زعيم حزب «آفاق تونس» ووزير التنمية والاستثمار والتعاون الدولي السابق، وفوزي عبد الرحمن الأمين العام السابق في الحزب نفسه، حول رئاسة حزب «آفاق تونس»، الذي يعد أحد الأحزاب المشاركة في الحكم خلال الفترة المقبلة.
ومن المنتظر أن يحسم المؤتمر الثاني، الذي انعقد أمس تحت شعار «مؤتمر الانفتاح» ويتواصل إلى غاية مساء اليوم (الأحد)، في هذه المنافسة الحادة بينهما. كما تنتظر قواعد هذا الحزب، الذي تأسس بعد الثورة، التصديق على اللوائح السياسية للحزب ونظامه الداخلي وانتخاب ثلاثة هياكل للحزب، متمثلة في المكتب التنفيذي والمكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب، بالإضافة إلى رئيس الحزب ونواب رئيس الحزب، وأيضاً رئيس الكتلة الممثلة للحزب في البرلمان.
وفي انتظار الإعلان عن نتائج الانتخابات بين ياسين إبراهيم وفوزي عبد الرحمن المرشحين لرئاسة حزب «آفاق تونس»، انتقد عبد الرحمن منظومة الحكم الحالية، ووصفها بأنها «مهترئة ومتآكلة»، داعياً إلى تطوير عمل الحزب ليرقى إلى منافسة «حركة النهضة» و«حزب النداء» بصفة جدية أثناء كل المحطات الانتخابية، وألا يبقى مجرد تابع للحليفين السياسيين الكبيرين.
ومن جهته، رأى ياسين إبراهيم أن الحزب مطالب خلال هذه المرحلة بالاستمرار والعيش في ظل منظومة حكم يعد شريكاً فيها مهما كان حجم هذه الشراكة السياسية، معتبراً مشاركة حزب «آفاق تونس» في الحكومات الثلاث التي أعقبت انتخابات 2014 مسألة في غاية الأهمية، مكنت من ترسيخ وجود الحزب في المشهد السياسي التونسي.
وكان حزب «آفاق تونس» قد حقق مفاجأة هامة خلال الانتخابات البرلمانية الماضية، بعد أن تمكن من الحصول على ثمانية مقاعد برلمانية، وشارك إلى جانب «حزب النداء» و«حركة النهضة» و«حزب الاتحاد الوطني الحر» في تشكيل ائتلاف حاكم برئاسة الحبيب الصيد.
وحضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أعضاء المكتب التنفيذي للحزب وإطارات الحزب المؤتمرين، البالغ عددهم 600 عضو، وأيضاً ضيوف من أحزاب أخرى من الائتلاف الحاكم، من بينهم راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، وفوزي اللومي عن حزب النداء.
ودافع ياسين إبراهيم عن حزب «آفاق تونس» بقوله: «نريد أن يكون حزب آفاق تونس قاطرة من أجل إرساء دولة المواطن، مؤكداً أن تونس لا يمكن أن تتطور إلا بتأسيس دولة عادلة وشجاعة تحارب الفساد دون أيادٍ مرتعشة، وأوضح أن ملفات الفساد تكلف التونسيين 4 في المائة من الناتج الداخلي الخام وتضع السيادة الوطنية رهناً للمديونية، على حد قوله.
من جانبه، أكد فوزي عبد الرحمن أن حظوظه وافرة للفوز برئاسة الحزب، معتمداً في ذلك على «قوة روح الانتماء» لدى أعضاء حزبه بما يحول دون شخصنة الاختلافات الموجودة في وجهات النظر.
وفي إطار محاولة المؤتمرين، تحدث عبد الرحمن عن ضرورة وضع مخطط واضح لتمويل الأحزاب، مبرزاً أن الوضع الحالي يجعل من الأحزاب عرضة للمصادر المشبوهة. كما دافع عن التوجه الليبرالي للحزب بقوله إن قياداته السياسية تتشبث بالحفاظ على الدور الاجتماعي الهام للدولة، وتحافظ على القطاعات الاستراتيجية التي لا يمكن التفريط فيها للقطاع الخاص.
وقبل أيام من عقد المؤتمر، ضغط عبد الرحمن من أجل تأجيل انصهار حزب آفاق تونس مع مجموعة «تيار الأمل»، المنشقة عن حزب النداء بزعامة فوزي اللومي، وذلك بسبب معارضة عدد من قيادات حزب «آفاق تونس» حصول الاندماج السياسي قبل عقد المؤتمر، والوقوف على نتائجه. كما أن جزءاً هاماً من مجموعة اللومي تمسك في آخر لحظة بالبقاء في حزب النداء.
وفي هذا السياق، ذكرت مصادر مطلعة على كواليس ما يدور في المؤتمر، أن فوزي عبد الرحمن خشي تحالف اللومي وإبراهيم ضده وخسارته المنافسة على رئاسة حزب «آفاق تونس» في الأمتار الأولى.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.