تدشين مركز سعود الفيصل للمؤتمرات بالرياض

وزراء خارجية الخليج: سنتذكر أمير الدبلوماسية وفارسها في كل حين

الأمير تركي الفيصل متوسطاً وزراء الخارجية الخليجيين وممثليهم وأمين عام مجلس التعاون في الرياض أمس (واس)
الأمير تركي الفيصل متوسطاً وزراء الخارجية الخليجيين وممثليهم وأمين عام مجلس التعاون في الرياض أمس (واس)
TT

تدشين مركز سعود الفيصل للمؤتمرات بالرياض

الأمير تركي الفيصل متوسطاً وزراء الخارجية الخليجيين وممثليهم وأمين عام مجلس التعاون في الرياض أمس (واس)
الأمير تركي الفيصل متوسطاً وزراء الخارجية الخليجيين وممثليهم وأمين عام مجلس التعاون في الرياض أمس (واس)

في القاعات نفسها التي ألفها ولطالما تجول بين ردهاتها، ومن البهو الرئيسي الذي اعتاد التقاط الصور التذكارية فيه مع نظرائه وزراء خارجية دول الخليج، ومع مسؤولين كثر من جميع أنحاء العالم، دشن أمس وزراء دول الخليج مركز الأمير سعود الفيصل للمؤتمرات بمقر الأمانة العامة الرئيسي بالرياض، وفاء وعرفاناً لجهود الراحل العظيم في مسيرة المجلس خلال العقود الماضية منذ تأسيسه.
وتردد في أرجاء المكان صوت تسجيل وثائقي يحكي مسيرة حافلة من حياة عميد دبلوماسيي العالم وأكثرهم خبرة وحنكة ودهاء، الذي أفنى حياته منافحاً ومدافعاً عن قضايا وطنه وأمته العربية والإسلامية، رافق ذلك صور مختلفة للفيصل على شاشات عرض عملاقة لمشاركاته في مؤتمرات محلية وإقليمية ودولية.
«لن نقول وداعاً، وسنعقد اجتماعنا الوزاري في هذا المركز، وسنتذكر في كل مرة نأتي فيها إلى هنا كلماته التي ما زالت قلوبنا تسمعها في أرجائه، وفي كل مكان، وعقولنا تستنير بها». بهذه الكلمات استهل الشيخ خالد آل خليفة وزير خارجية البحرين رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري.
ولفت آل خليفة إلى أن «الأمير سعود الفيصل، رسم بكل اقتدار السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية، بما عزز ورسخ من دورها القيادي في نصرة قضايانا الخليجية والعربية والإسلامية، وأعلا مكانتها في جميع المحافل الدولية، ومن منا يمكن أن ينسى دوره في تأسيس ركائز التعاون لدول الخليج العربية، حين شارك في وضع اللبنات الأساسية لمجلسنا، لينطلق بعد ذلك في مسيرة مباركة يشهد لها الجميع في تحقيق مصالح دول المجلس وشعوبها المترابطة، ويتبوأ مكانته كمنظمة إقليمية قوية يحسب لها دورها الفاعل والأساسي في تحقيق الأمن والسلم الدوليين».
من جانبه، قال الدكتور عبد اللطيف الزياني، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، إن إطلاق اسم الأمير سعود الفيصل على مبنى المؤتمرات في الأمانة العامة لمجلس التعاون يأتي اعتزازاً وتقديراً وعرفاناً بمكانته العالية ودوره الفاعل‏ وعطائه السخي وجهوده البناءة في مسيرة العمل الخليجي المشترك منذ انطلاقتها عام 1981.
بدوره، أوضح الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي، أن الأمير سعود الفيصل كان سياسيا محنكاً جمع بين الحكمة والرأي السديد والنظرة الثاقبة في مختلف مراحل قيادته لدفة السياسة الخارجية للمملكة لأربعة عقود متواصلة.
واستذكر مواقف الفقيد ودوره الفاعل والشجاع الذي لعبه في نصرة أهله وإخوانه في دولة الكويت إبان الغزو الغاشم، وتابع: «لقد كان عضداً وسنداً لأخيه ورفيق دربه سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية خلال فترة الغزو حتى تحررت الكويت من براثن الاحتلال الغادر».
ويكتسب مركز الأمير سعود الفيصل للمؤتمرات أهمية؛ لكونه واحداً من المراكز المجهزة ويتضمن كثيرا من القاعات المعدة لاستضافة كثير من الاجتماعات بمستوياتها كافة في آن واحد، هذا بالإضافة إلى موقعه المميز مساحة ومرافق.
إلى ذلك، أكد الأمير تركي الفيصل رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية أن الراحل الأمير سعود الفيصل ترك لنا إرثاً وكنزاً من المآثر والتفاني، وأضاف: «ألتزم بمبدأ علمني إياه: قل المختصر المفيد، كان مثالاً للتواضع؛ فإذا دخلت عليه في مجلسه أو مكتبه نهض واقفاً ماداً لك يده لتصافحه، وعن شجاعته لن أنسى ارتداءه البدلة العسكرية ليتسلل إلى سقف البيت الحرام حين استولت عليه شرذمة الشيطان ليستطلع بنفسه الموقف معرضا نفسه لقناصتهم».



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».