الجواهر الهندية تتألق في القصر الكبير بباريس

270 قطعة استثنائية في معرض «من عظماء المغول إلى المهراجا: جواهر من مجموعة آل ثاني»

جانب من المعرض
جانب من المعرض
TT

الجواهر الهندية تتألق في القصر الكبير بباريس

جانب من المعرض
جانب من المعرض

معرض «من عظماء المغول إلى المهراجا: جواهر من مجموعة آل ثاني»، الذي يفتتح في غراند باليه (القصر الكبير) بباريس، يقدم نظرة على أساليب صياغة الجواهر وتقاليدها العتيدة في الهند، في أجمل فتراتها وأوج روعتها، بدءاً من عصر المغول إلى اليوم الحالي. ويتتبع المعرض أساليب تثبيت الأحجار الكريمة وصياغة الجواهر من خلال 270 قطعة استثنائية من مجموعة آل ثاني، مضافاً إليها قطعاً أخرى مستعارة من مؤسسات ومجموعات خاصة.
وسيجد الزائر للمعرض فرصة للتمتع بجماليات الجواهر وألوانها وأشكالها، وأساليب الصياغة الهندية المترفة، وسيتمكن أيضاً من تتبع ثورة الذوق والتكنيك في فنون الجواهر الهندية من القرن السابع عشر وعصر المغول الذين اشتهروا بعشقهم للجواهر والقطع المميزة. ويمر المعرض بفترات الاضطرابات التاريخية إلى عصر الاستعمار البريطاني.
وفي الحقيقة، تمثل حقبة المغول وما ارتبط بها من بذخ وانتعاشة في الفنون والجماليات صلب المعرض، وكذلك الحوار البصري الفني مع أوروبا، الذي تمثل في تبادلات في الأسلوب وأساليب الصياغة.
فالمعرض الذي ينتقي مائة قطعة للعرض، جلها من مجموعة آل ثاني للجواهر، من بينها 3 قطع من مجموعة الملكة إليزابيث الثانية، يركز على عدد من الموتيفات، منها تاريخ صناعة الجواهر الهندية، والمهارات التي تمتع بها الصائغ الهندي، وأيضاً عرض لقطع ثمينة منفردة أو متلبسة داخل معدن ثمين آخر. المعرض أيضاً يستكشف تأثير أساليب الصياغة الهندية على الجواهر الأوروبية. ومن الناحية التاريخية أيضاً، يقدم المعرض نظرة على بلاط أمراء وأباطرة من حقبة حكم المغول في الهند، من خلال عرض جواهر كانت تستخدم في مراسم واحتفالات البلاط.
وفي كل حالاته، فالمعرض شيق جداً، يستعين على تقديم المعلومة بقطع شديدة الجمال وبارعة التركيب، إلى جانب المعلومات التي تتوزع أسفل كل قطعة وعلى الحائط في بداية كل قسم، ويقدم قطعاً فريدة لها تاريخ، مثل قطع اليشم المغولي ونماذج من حجر الإسبينيل بمختلف أحجامه، وقد انتظم في قلادة وحفر عليه أسماء أباطرة أو صيغ في خواتم. هناك أيضاً خنجر بمقبض من اليشم يعود لشاه جاهان، الحاكم الهندي الذي كرم زوجته الحبيبة ببناء تاج محل ليحتضن قبرها. ومن القطع المهمة أيضاً هناك ماسة «غولكوندا» التي قدمها حاكم أركوت للملكة تشارلوت في عام 1767، وقطع مشهورة من تصميم دار «كارتييه» صنعت في بدايات القرن الـ20، منها القطع التي صنعت خصيصاً للعرض في باريس عام 1925، ضمن معرض «المعرض العالمي للحرف التزيينية» الذي أطلق حركة الآرت دكو.
وتعكس قطع مجموعة آل ثاني جودة وحجم الأحجار الثمينة التي صنعت مكانة الهند لقرون كسوق عالمية للجواهر، مثل الماس الآتي من مناجم جولكوندا. أما القطع المستعارة من مجموعة الملكة إليزابيث الثانية، فتضم قطعة من سقف عرش تيبو سلطان، الحاكم الهندي الذي هزمه البريطانيون في عام 1799، مجملة برأس نمر من الذهب و«ياقوتة تيمور»، وحزام الكتف المجمل بحجر الإسبينيل.
وطرق الصياغة الهندية لها مكانة خاصة في عالم الجواهر، فهي وصلت إلى قمة غير مسبوقة في البلاط المغولي، وأثرت على صائغي الجواهر في أوروبا أيضاً. وتقول سترونغ: «في متحف فيكتوريا آند ألبرت، نهتم بالتقنية المدهشة لصناعة الجواهر الهندية. ومثال لتلك الأساليب، كيفية تركيب الأحجار الثمينة، بحيث تظهر بأفضل طريقة، واستخدام المينا الملونة لتزيين الجزء الخفي من الجواهر، مثل ظهر القلادة أو داخل الإسوارة. ويجب القول هنا إن استخدام المينا هو من الأسرار الخفية في الصياغة الهندية».
والمعرض يتبع تسلسلاً تاريخياً واضحاً من قاعة لأخرى، مستعيناً بالإرشادات واللوحات التوضيحية التي تشرح ملامح كل فترة تاريخية: نبدأ من قسم بعنوان «الخزانة»، وهو يحاكي أجواء الخزانات الإمبراطورية في عصر المغول في نهاية القرن السادس عشر وبداية الـ17. بعده، نتجه لقسم «البلاط»، حيث تعرض قطع امتلكها حكام مشهورون، مثل شاه جاهان. بعده، ننتقل لقسم «الذهب والمينا»، حيث نستكشف طريقة استخدام رقائق لامعة لتبطين قطع الجواهر، بحيث تضمن لها بريقاً ساطعاً، تسمى «كوندان»، إلى جانب استخدام المينا بألوانها البارعة. بعدها، ننتقل لـ«عصر التحول»، حيث يبدأ ظهور التأثير الأوروبي على الجواهر الهندية في نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن الـ20، وهو ما يظهر في طريقة وضع الجواهر في تصميم بفتحات يسمح بمرور الضوء لقطع الجواهر، واستخدام البلاتين المطعم بالماس لصياغة قطع لزينة الشعر.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.