متحف جيفري... جوهرة لندن المختفية عن الأنظار

متحف يبين طريقة عرض أثاث المنزل في فترات زمنية معينة - ... ويعرض الأثاث القديم
متحف يبين طريقة عرض أثاث المنزل في فترات زمنية معينة - ... ويعرض الأثاث القديم
TT

متحف جيفري... جوهرة لندن المختفية عن الأنظار

متحف يبين طريقة عرض أثاث المنزل في فترات زمنية معينة - ... ويعرض الأثاث القديم
متحف يبين طريقة عرض أثاث المنزل في فترات زمنية معينة - ... ويعرض الأثاث القديم

يضم متحف جيفري أشكالاً دائمة توضح كيف كان شكل أثاث الغرف منذ عصر آل تيودور في القرن السابع عشر، وصولاً إلى تسعينيات القرن العشرين. وينظر الكثيرون إلى متحف جيفري باعتباره أفضل متاحف لندن على الإطلاق، من حيث الكشف عن التطور في ذوق الأثاث وتصميمات الغرف عبر قرون طويلة. وفي بعض الأحيان، يعرض المتحف نماذج رائعة من قطع أثاث تاريخية لغرف المعيشة.
يقع المتحف في كينغسلاند رود في شرق لندن، على بعد قرابة ميل واحد إلى الشمال من محطة ليفربول ستريت. ومن الممكن الوصول إليه من خلال مترو الأنفاق الذي يوجد له محطة (هوكستون) خلف المتحف مباشرة. أو يمكنك استقلال حافلة من محطة ليفربول ستريت باتجاه الشمال حتى دالستون. بالنسبة لانتظار السيارات، فإنه مقيد إلى حد ما داخل المنطقة، لذا من الأفضل الذهاب هناك باستخدام مواصلات عامة.
أما مقر المتحف فعبارة عن 14 منزلاً كانت مخصصة فيما بعد لإيواء الفقراء، ويعود تاريخ بنائها إلى عام 1715. واضطلع ببناء المنازل منظمة خيرية بهدف توفير مسكن لأرامل صانعي الحديد. وجرى توفير تكلفة البناء من أموال خصصها سير روبرت جيفري، عمدة لندن السابق وكبير تجار الحديد، في وصيته للأعمال الخيرية. بالفعل، تم الانتهاء من بناء المنازل عام 1715، وتعد أمثلة جذابة للغاية على العمارة الجورجية. وتحيط المنازل بساحة فسيحة، وجرى تحويلها إلى متحف عام 1914 من قبل مجلس مقاطعة لندن. عام 1998، جرى توسيع نطاق المتحف لتوفير مساحة عرض أكبر، بجانب توفير مساحة لإقامة مطعم صغير شعبي. ويفتح المتحف أبوابه مجاناً طوال ستة أيام أسبوعياً - من الثلاثاء إلى الأحد - فيما عدا بعض العطلات العامة، مثل يوم عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة.
وتدور فكرة المتحف حول توضيح كيف كان بمقدور شخص متوسط الدخل تأثيث غرفة المعيشة بمنزله بدءًا من عام 1600 لما بعده. وتبدأ مساحة العرض بغرفة مجهزة بأثاث يبدو أنها تنتمي إلى أواخر القرن الخامس عشر، ويضم مقاعد وطاولات خشبية وكسودة جدار مصنوعة من خشب داكن اللون. ومع تجولك عبر أرجاء المتحف - ذلك أنك تنتقل عبر الغرف المجهزة بأثاث يحمل الأسلوب المميز لمطلع القرن السادس عشر، مع وجود قطع أثاث خشبية متينة، وبعدها تنتقل إلى غرف تضم قطع أثاث تحمل الطراز الجورجي وتعكس الذوق السائد بالقرن الـ18. هنا، تتميز قطع الأثاث بأسلوب أكثر رقة ويحمل قدرا أكبر من الزخرفة. أما الجدران فلا تزال مغطاة بكسوة خشبية، لكن الزخارف عليها تتميز بألوان براقة، بجانب أعمدة وتفاصيل تعكس تأثراً بالتصميمات اليونانية الكلاسيكية. أما الغرف التي تعكس تصميمات القرن الـ19، فتتميز بقدر كبير من الزخارف، في الوقت الذي تتميز المفروشات بألوان داكنة بدرجة أكبر، بالإضافة إلى وجود أوراق تكسو الجدران كان من الممكن الحصول عليها بأسعار معقولة في العصر الفيكتوري.
وبالنسبة للزائرين الأكبر سناً، تعد الغرف التي تعكس أذواق القرن الـ20 على درجة كبيرة من الجاذبية، ذلك أن الغرف تتنوع أذواقها ما بين تصميمات الثلاثينيات والستينيات والتسعينيات من القرن الماضي. وفي بعض الأحيان، تعاين قطع أثاث تذكرك بما سبق لك رؤيته في منازل الآباء أو الأجداد.
والملاحظ أن اختيار المنطقة التي يقع بها المتحف - وتدعى هوكستون - جاء موفقاً؛ نظراً لما تمتعت به من شهرة في وقت مضى كمعقل لصناعة الأثاث. اليوم، بدأت المنطقة تتغير سريعاً عبر عملية تطوير. ونظراً لقربها من مدينة لندن يجري العمل على تحويل المباني الصناعية القديمة بها إلى وحدات سكنية لاستيعاب العاملين بالمدينة.
من ناحية أخرى، تشير الأرقام إلى أن المتحف يجتذب سنوياً أكثر من 100 ألف زائر سنوياً، ويجري حالياً تنفيذ خطط لتوسيع مساحة العرض بدرجة كبيرة، الأمر الذي تبلغ تكلفته 4 ملايين جنيه إسترليني.



«سوق السفر العالمي» ينطلق في لندن والعيون على السعودية

وزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب يفتتح الجناح السعودي في «سوق السفر العالمي» بلندن (واس)
وزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب يفتتح الجناح السعودي في «سوق السفر العالمي» بلندن (واس)
TT

«سوق السفر العالمي» ينطلق في لندن والعيون على السعودية

وزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب يفتتح الجناح السعودي في «سوق السفر العالمي» بلندن (واس)
وزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب يفتتح الجناح السعودي في «سوق السفر العالمي» بلندن (واس)

انطلقت فعاليات معرض «سوق السفر العالمي» WTM في نسخته الـ44 في المركز الدولي للمؤتمرات والمعارض في إكسيل في شرق لندن وتستمر لغاية الخميس.

ويعدّ هذا المعرض الأكثر تأثيراً في صناعة السفر، ويقدم فرصة مثالية لبناء العارضين شبكات قوية تساهم في تعزيز إجراء صفقات تجارية وشراكات جديدة والتعرف على أحدث تطورات السوق السياحية في العالم.

مشاركة قوية من المملكة السعودية (الشرق الأوسط)

ويشارك هذا العام في المعرض 4 آلاف عارض، بما في ذلك مجالس وممثلو السياحة وأصحاب الفنادق والخدمات التكنولوجية والتجارب العالمية وشركات الطيران، بالإضافة إلى انضمام 80 عارضاً جديداً هذا العام. وعلقت جولييت لوساردو، مديرة العارضين: «سيكون عام 2024 أفضل عام حتى الآن بالنسبة إلى سوق السفر العالمي، حيث تشير التوقعات إلى حدوث نمو وتوسع بنسبة 7 في المائة؛ مما يعكس ازدهار قطاع السياحة الدولي».

ويسهم المعرض في تسليط الضوء على التحديات والفرص المستقبلية، خصوصاً في ظل التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية، مثل تأثير الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والابتكار والاستدامة البيئية في صناعة السياحة، إضافة إلى استعادة صناعة السفر من تداعيات جائحة «كوفيد - 19» وكيفية تكييف الشركات مع التغيرات الكبيرة في سلوكيات السفر.

جانب من الجناح السعودي (الشرق الأوسط)

ويتضمن المعرض أيضاً عدداً من الندوات والجلسات حول مواضيع متنوعة مثل الأمن السيبراني والاستثمار في السياحة وكيفية جذب السياح في ظل المنافسة العالمية.

واللافت هذا العام مشاركة المملكة العربية السعودية القوية، حيث تقود وفداً يضم 61 من أصحاب المصلحة الرئيسيين لتسليط الضوء على النمو السريع الذي تشهده البلاد في قطاع السياحة.

ويحتضن جناح «روح السعودية» هذا العام كثيراً من الأجنحة المميزة والتفاعلية التي ترسخ الحفاوة السعودية، وتبرز الثقافة الغنية والأصيلة، وتسلط الضوء على الطبيعة الساحرة والتنوع الطبيعي والمناخي.

كوكتيلات تُستخدم فيها المنتجات السعودية مثل ورد الطائف (الشرق الأوسط)

وكشفت السعودية خلال المعرض عن خطط سياحية جديدة، وتركت انطباعاً قوياً في «سوق السفر العالمي» من خلال حجم منصات العرض الخاصة بها والعروض التي قدمتها للمشاركين في المعرض وتعريفهم بثقافة البلاد وتقديم القهوة والحلويات التقليدية للضيوف.

وترأس الوفد السعودي أحمد الخطيب، وزير السياحة ورئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للسياحة، إلى جانب الرئيس التنفيذي للهيئة فهد حميد الدين وشخصيات رئيسية أخرى من قطاع السياحة السعودي.

ويضم الوفد ممثلين عن المنظمات الكبرى مثل وزارة السياحة وصندوق التنمية السياحية، وشركة «الرحلات البحرية السعودية»، و«طيران الرياض»، و«البحر الأحمر العالمية» و«الهيئة الملكية للعلا».

ويتم عرض المشروعات الرئيسية في المملكة مثل «نيوم»، بالإضافة إلى المعالم الثقافية والترفيهية مثل «موسم الرياض».

مدخل الجناح السعودي في «سوق السفر العالمي» بلندن (الشرق الأوسط)

وتشارك أيضاً 17 علامة تجارية لفنادق محلية ودولية، وهو ما يمثل أكبر عدد من شركاء الفنادق الممثلين في الجناح السعودي.

وخلال المعرض من المتوقع كشف النقاب عن شراكات جديدة تتماشى مع استراتيجية السياحة التطلعية للمملكة.

وكانت منطقة عسير في السعودية من بين المشاركين الجدد في المعرض هذا العام، حيث قال رئيس قطاع الوجهات السياحية حاتم الحربي: «هذه المشاركة الأولى لنا في ترويج منطقة عسير بصفتها وجهة سياحية بدعم من الهيئة السعودية للسياحة ووزارة السياحة السعودية»، وأضاف أن الغرض من المشاركة هو تقديم منطقة عسير بصفتها إحدى أهم الوجهات السياحية في السعودية؛ لأنها تجرية مختلفة تماماً وباستطاعتها تغيير الصورة النمطية عن المملكة التي تشير إلى أنها مناطق حارة وصحراء فحسب.

«طيران الرياض» من المشاركين في الجناح السعودي (الشرق الأوسط)

وقامت «الشرق الأوسط» باختبار معرفة سارة، الدليل السياحي السعودي الأول الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي، عن طريق طرح أسئلة عن أجمل الأماكن السياحية وأفضل ما يمكن القيام به في مناطق مختلفة في السعودية، بالإضافة إلى نصائح سياحية... وكانت النتيجة أكثر من جيدة. وبحسب القائمين على المشروع، فمن المتوقع أن تكون سارة متوفرة في مرافق سياحية عدّة ومطارات مختلفة لتقديم المعلومات والنصائح للزوار عن طريق الذكاء الاصطناعي.

يشار إلى أن تطوير «مشروع سارة» استغرق أكثر من عشرة أشهر وتم اختيار ملامحها بتأنٍ لتقدم صورة مشابهة لصورة المرأة السعودية. سارة تتكلم ثلاث لغات، وهي العربية، والانجليزية، والصينية.

وتميز الجناح السعودي بتقديم مجموعة متنوعة من التجارب الغامرة، بما في ذلك جولات الواقع الافتراضي والعروض التقليدية والمأكولات المحلية، وتقديم مشروبات يقوم بتحضيرها الـ«ميكسولوجيست» السعودي يوسف عبد الرحمن الذي شرح لـ«الشرق الأوسط» عن طريقة ابتكاره كوكتيلات سعودية يحضّرها من منتجات محلية، مثل ورد الطائف وخزامى جازان وغيرها.

عرض لمهن تراثية سعودية (الشرق الأوسط)

وتأتي مشاركة المملكة في المعرض في أعقاب إطلاق حملة «حيث يضيء الشتاء» هو جزء من مبادرة «هذه الأرض تنادي» الأوسع. وتهدف هذه المبادرة إلى جذب الزوار إلى الوجهات الرئيسية في السعودية ودعوة المسافرين على مدار العام مثل «موسم الرياض»، و«مهرجان العلا»، وسباق «الجائزة الكبرى السعودي للفورمولا 1» في جدة.

من المتوقع أن تقود الصين والهند النمو المستقبلي في الكثير من أسواق السياحة العالمية، بما في ذلك الشرق الأوسط. وتشير التوقعات أيضاً إلى ازدياد السفر إلى الخارج بنسبة 80 في المائة بحلول عام 2030.

ألعاب ونشاطات في الجناح السعودي (الشرق الأوسط)

وتوقع المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC) أن تنمو مساهمة قطاع السفر والسياحة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 15.5 تريليون دولار بحلول عام 2033، مما يمثل 11.6 في المائة من الاقتصاد العالمي، وسيوظف 430 مليون شخص حول العالم بمن فيهم ما يقارب 12 في المائة في هذا القطاع.