الرقة... دمرها المغول عام 1258 واحتلها «داعش» عام 2014

الرقة... دمرها المغول عام 1258 واحتلها «داعش» عام 2014
TT

الرقة... دمرها المغول عام 1258 واحتلها «داعش» عام 2014

الرقة... دمرها المغول عام 1258 واحتلها «داعش» عام 2014

تتمتع مدينة الرقة، معقل تنظيم داعش في الشمال السوري، التي يسعى التحالف الدولي وميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» ذات الغالبية الكردية لتحريرها في الأسابيع المقبلة، بموقع استراتيجي في وادي الفرات عند مفترق طرق مهمّ. فهي قريبة من الحدود مع تركيا، وتقع على بُعد 160 كيلومتراً شرق حلب، وعلى بعد أقل من مائتي كلم من الحدود العراقية.
وأسهم بناء سدّ الفرات على مستوى مدينة الطبقة الواقعة إلى الغرب منها في ازدهار المدينة التي لعبت دوراً مهماً في الاقتصاد السوري بفضل النشاط الزراعي. الرقة، مدينة عمرها آلاف السنين. بلغت أَوج ازدهارها في عهد الخلافة العباسية. في عام 722م، أمر الخليفة المنصور ببناء مدينة الرافقة على مقربة من مدينة الرقة. واندمجت المدينتان في وقت لاحق. وبين عامَيْ 796م و809م، استخدم الخليفة هارون الرشيد الرقة عاصمة ثانية إلى جانب بغداد، لوقوعها على مفترق طرق بين بيزنطية (إسطنبول) ودمشق وبلاد ما بين النهرين. وبنى فيها قصوراً ومساجد. وفي عام 1258م، دمر المغول مدينتي الرافقة والرقة على غرار ما فعلوا ببغداد. كان عدد سكان المدينة يبلغ نحو 240 ألفاً قبل اندلاع الأزمة في عام 2011، وأضيف إليهم بعد بداية الأحداث نحو 80 ألفاً من النازحين، خصوصاً من محافظة حلب، بالإضافة إلى آلاف الحركيين المتشددين مع عائلاتهم.
في الرابع من مارس (آذار) 2013، وبعد عامَين من بدء حركة الاحتجاجات ضد النظام السوري، تمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على المدينة لتغدو أول مركز محافظة في سوريا يخرج عن سلطة النظام. واعتقل المعارضون المسلحون المحافِظ، وسيطروا على مقرِّ المخابرات العسكرية في المدينة، أحد أسوأ مراكز الاعتقال في المحافظة، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». كما حُطِّم تمثال في المدينة للرئيس السابق حافظ الأسد، والد رئيس النظام الحالي.
وفي مطلع شهر يناير (كانون الثاني) وبعد معارك عنيفة اندلعت بين تنظيم داعش ومقاتلي المعارضة وبينهم جبهة النصرة (وقتها)، سيطر التنظيم على كامل مدينة الرقة في الرابع عشر من الشهر ذاته. وفي يونيو (حزيران) 2014، أعلن «داعش» تأسيس «الخلافة» المزعومة انطلاقاً من مساحة واسعة من الأراضي التي سيطر عليها في العراق وسوريا. وبات التنظيم المتطرف في 24 أغسطس (آب) من السنة نفسها، يسيطر بشكل كامل على محافظة الرقة بعد انتزاع مطار الطبقة من قوات النظام. وفرض التنظيم الإرهابي المتطرف منذ ذلك الحين قوانينه على الرقة، مستخدماً كلّ أساليب الترهيب. وقد لجأ إلى الإعدامات الجماعية وقطع الرؤوس وعمليات الاغتصاب والسبي والخطف والتطهير العرقي والرجم وغيرها من الممارسات الوحشية، ففرض سيطرته ونشر الرعب بين الناس. وحرص التنظيم على استخدام كل التقنيات الحديثة لتصوير فظاعاته على أشرطة فيديو نشرها على الإنترنت.
ومنذ الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) تحولت الرقة هدفاً لعملية عسكرية واسعة لميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» التي تشكل ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية عمودها الفقري، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وتمكَّنَت هذه الميليشيا خلال الأشهر الماضية من إحراز تقدُّم نحو المدينة وقطعت جميع طرق الإمداد الرئيسية لـ«داعش»، من الجهات الشمالية والغربية والشرقية. وهي موجودة حالياً على بعد ثمانية كيلومترات من الجهة الشمالية الشرقية في أقرب نقطة لها من المدينة. وفي 24 مارس، أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان: «اليوم يمكننا القول إن (معركة الرقة ستبدأ في الأيام المقبلة)».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.