مبارك حراً للمرة الأولى منذ 2011

انقضت عقوبته في «القصور الرئاسية» لكنه يواجه قضية «هدايا الأهرام»

صورة أرشيفية لمبارك يلوح لمؤيديه خارج مستشفى المعادي العسكري في اكتوبر الماضي (أ. ب)
صورة أرشيفية لمبارك يلوح لمؤيديه خارج مستشفى المعادي العسكري في اكتوبر الماضي (أ. ب)
TT

مبارك حراً للمرة الأولى منذ 2011

صورة أرشيفية لمبارك يلوح لمؤيديه خارج مستشفى المعادي العسكري في اكتوبر الماضي (أ. ب)
صورة أرشيفية لمبارك يلوح لمؤيديه خارج مستشفى المعادي العسكري في اكتوبر الماضي (أ. ب)

قال فريد الديب، محامي الرئيس المصري الأسبق حسنى مبارك، إن سلطات الأمنية في البلاد نفَّذَت قرار الإفراج عن مبارك، موضحاً أنه أصبح حراً لأول مرة منذ 6 سنوات، وذلك بعد انقضاء مدة عقوبته بالحبس ثلاث سنوات في القضية المعروفة إعلامياً بـ«قضية القصور الرئاسية»، لكن مساره القانوني ما زال مفتوحاً، بعد أن قررت محكمة مثوله مجدداً أمام القضاء في القضية المعروفة إعلامياً بـ«هدايا الأهرام».
وكانت النيابة العامة في مصر قد أصدرت في وقت سابق من الشهر الحالي قرار الإفراج عن مبارك، الذي أطاحت به ثورة شعبية في 11 فبراير (شباط) قبل ست سنوات، حينما أعلن نائبه حينها اللواء عمر سليمان تخليه عن منصبه.
وقضى مبارك نحو شهرين في منتجع شرم الشيخ في جنوب سيناء، قبل أن تبدأ إجراءات ملاحقته قضائياً في قضية جنائية، تتعلق بقتل المتظاهرين خلال ثورة 25 يناير 2011، وقضايا أخرى تتعلق بالفساد المالي، وألقى القبض على مبارك في أبريل (نيسان) من العام نفسه.
وقال محامي مبارك، أمس، إنه بعد تنفيذ السلطات قرار الإفراج غادر مبارك مجمَّع مستشفى القوات المسلحة، الذي كان يعالج به في ضاحية المعادي بجنوب القاهرة، متوجهاً إلى منزله في حي مصر الجديدة شرق العاصمة.
وتمّ الإفراج عن مبارك بعد حصوله على حكم نهائي ببراءته في قضية «قتل المتظاهرين»، في مارس (آذار) الحالي، وهي قضية ظلت تطارده لست سنوات من تاريخ تنحيه عن الحكم. ومرّت هذه القضية بكثير من المحطات القضائية، كان أهمُّها حكم السجن المؤبد بحق مبارك في يونيو (حزيران) 2012. وبعد صدور حكم بإدانة مبارك في أولى درجات التقاضي، تم إلغاؤه في مرحلة النقض، وحصل على حكم بالبراءة.
كما قررت نيابة شرق القاهرة الإفراج عن مبارك بعد انقضاء فترة الحبس المقررة له على ذمة القضية المعروفة بـ«القصور الرئاسية»، المقدرة بثلاث سنوات.
وقضى مبارك مدة حبس احتياطي أطول من الفترة المقررة للعقوبة في «القصور الرئاسية»، مما استدعى إخلاء سبيله على ذمة تلك القضية.
غير أن محاكمات الرئيس الأسبق لم تنتهِ بعد، إذ قررت محكمة جنايات القاهرة، نهاية الأسبوع الماضي، مثوله مجدداً أمام القضاء في القضية المعروفة إعلامياً بـ«هدايا الأهرام».
وبدأ التحقيق في القضية المذكورة منذ يناير 2013، واستطاعت السلطات المصرية استرداد ملايين الجنيهات، هي قيمة الهدايا التي حصل عليها مبارك ورموز نظامه، وردَّها إلى مؤسسة «الأهرام».
وتمثلت الهدايا الممنوحة من المؤسسة الصحافية المصرية العريقة لعدد من كبار رجال الدولة في أطقم من الماس وجواهر وأقلام ذهبية وجنيهات من الذهب وربطات عنق، وحقائب جلدية للنساء والرجال وأحزمة جلدية.
ويتهم في هذه القضية إلى جانب مبارك زوجته ونجلاه علاء وجمال، وعدد من رموز نظامه، أبرزهم أحمد نظيف رئيس الوزراء حينها، وفتحي سرور رئيس مجلس النواب الأسبق، وصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى الأسبق، وزكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية حينها، وفاروق العقدة محافظ البنك المركزي الأسبق، علاوة على عدد من الشخصيات العامة.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.