العالم يدين هجوم لندن الإرهابي

البيت الأبيض تعهد تقديم الدعم وروسيا تدعو لمواجهة التطرف

لحظة تأبين ضابط الشرطة كيث بالمر الذي قتل في الهجوم الإرهابي على البرلمان أمام مقر «اسكوتلنديارد» أمس (تصوير: جيمس حنا)
لحظة تأبين ضابط الشرطة كيث بالمر الذي قتل في الهجوم الإرهابي على البرلمان أمام مقر «اسكوتلنديارد» أمس (تصوير: جيمس حنا)
TT

العالم يدين هجوم لندن الإرهابي

لحظة تأبين ضابط الشرطة كيث بالمر الذي قتل في الهجوم الإرهابي على البرلمان أمام مقر «اسكوتلنديارد» أمس (تصوير: جيمس حنا)
لحظة تأبين ضابط الشرطة كيث بالمر الذي قتل في الهجوم الإرهابي على البرلمان أمام مقر «اسكوتلنديارد» أمس (تصوير: جيمس حنا)

أدانت دول العالم الهجوم الإرهابي الذي استهدف جسر وستمنستر، قرب مجلس العموم البريطاني، في العاصمة لندن، وصدرت كثير من ردود الفعل العالمية والعربية الغاضبة، التي تندد به، وتعرب في الوقت ذاته عن تأييدها وتضامنها مع بريطانيا في مكافحة الإرهاب.
ووصفت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، الهجوم بأنه «مقزز»، مؤكدة أن المهاجم اختار هذا الموقع لمهاجمة القيم الديمقراطية لبريطانيا. وعبرت ملكة بريطانيا، إليزابيث الثانية، أمس، عن «تعاطفها العميق» مع ضحايا الاعتداء «المروع».
وبعث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ببرقية تعزية إلى رئيسة الوزراء البريطانية، طلب فيها نقل كلمات التعاطف لذوي القتلى، والتمنيات بالشفاء العاجل للمصابين. كما دعا بوتين إلى تضافر جهود كل أعضاء المجتمع الدولي لمواجهة الخطر الإرهابي. وأعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، عن تعاطفها مع جرحى الهجوم، وقدمت التعازي لأسر القتلى، وشددت بدورها على ضرورة التعاون الدولي في الحرب ضد الإرهاب، مضيفة: «لا نقسم الإرهاب إلى فئات؛ نعتبره شراً مطلقاً. في هذه اللحظة، وكما كان موقفنا دائماً، قلوبنا مع الشعب البريطاني؛ نشعر بألمهم، ونتحدث مجدداً عن الحاجة إلى مواجهة هذا الشر». وأجرى الرئيسان، الفرنسي فرنسوا هولاند والأميركي دونالد ترمب، اتصالاً برئيسة الوزراء البريطانية، بينما أطفئت أنوار برج إيفل ليلاً تكريماً للضحايا.
ووجه الرئيس الفرنسي رسالة تضامن ودعم للشعب البريطاني، مؤكداً أن فرنسا تشاطر البريطانيين ألمهم، بعد الهجوم الذي أصيب فيه تلاميذ من المدرسة الفرنسية، مضيفاً: «فرنسا التي أصيبت بشدة أخيراً، يعلمون كيف يعاني الشعب البريطاني اليوم»، بينما كتب ترمب، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «تحدثت إلى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لأعبر لها عن تعازيّ... إنها قوية وفي وضع جيد».
وندد البيت الأبيض بالهجوم، وتعهد بـ«تقديم الدعم الكامل للحكومة البريطانية بعد الهجوم، وإحالة المسؤولين إلى العدالة».
كما عبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن دعمها لـ«أصدقائها البريطانيين، ولكل سكان لندن»، وقالت في بيان لها: «مع أن خلفية ما حصل لم تتضح بعد، أكرر القول إن ألمانيا ومواطنيها يقفون بشكل حازم إلى جانب البريطانيين في حربهم ضد كل شكل من أشكال الإرهاب»، في حين قال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير: «في هذه اللحظات، نحن الألمان نشعر بأننا قريبون جداً من الشعب البريطاني».
وأدان رئيس مجلس الأمن للشهر الحالي، وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، الهجوم الإرهابي بشدة، وقال: «في افتتاح هذا الاجتماع، ونيابة عن أعضاء مجلس الأمن الدولي، أود أن أدين بشدة الهجوم الإرهابي الجبان الذي وقع في لندن، وأن أعرب أيضاً عن التعازي المخلصة لأسر الضحايا»، داعياً أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى الوقوف دقيقة صامتين، حداداً على أرواح ضحايا الاعتداء في لندن، وضحايا العمليات الإرهابية في جميع أنحاء العالم.
وأدان مجلس مسلمي بريطانيا الهجوم الذي ضرب العاصمة البريطانية لندن، وأشاد في بيان له بتعامل الشرطة ومصالح الطوارئ مع الحادث، مضيفاً: «قصر وستمنستر هو قلب ديمقراطيتنا، وعلينا جميعاً أن نضمن استمراره في خدمة وطننا وشعبه، في سلامة وأمان».
وأعلن المتحدث باسم الحكومة اليابانية، يوشيهيدي سوغا: «نحن في صدمة، ونشعر بالاستياء، إثر الهجوم الإرهابي الذي تسبب بعدد كبير من القتلى والجرحى»، مضيفاً: «الحكومة تندد بشدة بالهجوم الإرهابي المشين». ومن جانبه، وصف أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الاعتداء الإرهابي بالعمل الإجرامي الشنيع، الذي يتعارض مع كل القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية، مقدماً خالص تعازيه لحكومة وشعب المملكة المتحدة، ولأهالي الضحايا.
وقال الوزير المفوض، محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، إن هذا الاعتداء يأتي ليلفت الانتباه مجدداً إلى مدى الخطورة التي أصبح يمثلها الإرهاب على أمن واستقرار المجتمعات في مختلف مناطق العالم، الأمر الذي يستدعي العمل على تحقيق أقصى قدر من تكاتف الجهود الدولية من أجل مكافحة هذه الظاهرة البغيضة.
وفي مصر، أدان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي العملية الإرهابية التي شهدتها العاصمة البريطانية لندن، قائلاً: «نحن كحماة حقيقيين للحق، ومحاربين للإرهاب بحق، ندين بأشد العبارات كل عمل إرهابي خسيس وجبان ضد أي أحد في أي مكان على وجه الأرض»، بينما تقدمت الخارجية المصرية بالعزاء لأسر الضحايا، مؤكدة أن هذه الأحداث تعيد التأكيد على خطورة ظاهرة الإرهاب التي تستهدف الجميع دون تفريق بين دين أو عرق.
واستنكر الأزهر مثل هذه الأعمال الإرهابية، مشدداً على أن استباحة دماء الأبرياء، وترويع الآمنين، أمر ترفضه كل الشرائع السماوية والقيم والمبادئ الإنسانية والقوانين الدولية. وأعرب شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، عن إدانته لهذا الحادث الإرهابي، متقدماً بالتعازي لبريطانيا، قيادة وحكومة وشعباً، مجدداً دعوته إلى ضرورة تكاتف الجهود والمساعي الدولية للعمل على وضع استراتيجية عالمية لمواجهة هذا الإرهاب اللعين الذي بات يهدد العالم أجمع، وتخليص العالم من شروره وآفاته.
في غضون ذلك، قال الفاتيكان إن البابا فرنسيس «يشعر بحزن كبير» للاعتداء الإرهابي.
وبالمثل، جاءت إدانة دولة الإمارات للهجوم، التي أكدت وقوفها «إلى جانب المملكة المتحدة في مواجهة هذه الأعمال الإجرامية»، بحسب تغريدة نشرتها وكالة الأنباء الإماراتية (وام). وأشارت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان لها، إلى وقوف دولة الإمارات في مواجهة ظاهرة الإرهاب، ورفضها وإدانتها لأية مبررات لهذه الأعمال الإجرامية.
وفي الكويت، بعث أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، ببرقيتي تعزية إلى الملكة إليزابيث الثانية، ورئيسة وزراء المملكة المتحدة تيريزا ماي، عبر فيهما عن استنكار الكويت وإدانتها الشديدة لإطلاق النار على رجل أمن، مجدداً موقفها الرافض لهذه الأعمال الإرهابية. كما بعث ولي العهد ورئيس الوزراء الكويتيين ببرقيات تعزية مماثلة. وعبرت الحكومة الأردنية، في بيان رسمي لها، عن «استنكارها الشديد للاعتداء الإرهابي الذي استهدف البرلمان البريطاني»، ونقل عن محمد المومني، وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة، تأكيده «رفض الأردن لمثل هذه الاعتداءات الإرهابية التي تستهدف الأبرياء، وتعكر بصورة خطيرة الأمن والسلم الدوليين».



لوائح أميركية للسيطرة على تدفقات رقائق الذكاء الاصطناعي حول العالم... ماذا نعرف عنها؟

تضع اللوائح حداً أقصى لعدد رقائق الذكاء الاصطناعي التي يمكن لواشنطن تصديرها (رويترز)
تضع اللوائح حداً أقصى لعدد رقائق الذكاء الاصطناعي التي يمكن لواشنطن تصديرها (رويترز)
TT

لوائح أميركية للسيطرة على تدفقات رقائق الذكاء الاصطناعي حول العالم... ماذا نعرف عنها؟

تضع اللوائح حداً أقصى لعدد رقائق الذكاء الاصطناعي التي يمكن لواشنطن تصديرها (رويترز)
تضع اللوائح حداً أقصى لعدد رقائق الذكاء الاصطناعي التي يمكن لواشنطن تصديرها (رويترز)

أعلنت واشنطن، اليوم (الاثنين)، أنها ستصدر لوائح جديدة تهدف إلى التحكم في وصول الدول الأخرى في جميع أنحاء العالم إلى رقائق وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المصممة في الولايات المتحدة.

ووفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء، ستنظم اللوائح تدفق رقائق الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الأميركية اللازمة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي الأكثر تطوراً، فماذا نعرف عن هذه اللائحة؟

تقسيم العالم إلى 3 مستويات

قالت الحكومة الأميركية، الاثنين، إنها ستفرض المزيد من القيود على صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي وتقنياتها بغرض ضمان الحفاظ على الهيمنة في مجال الحوسبة للولايات المتحدة وحلفائها، مع إيجاد المزيد من السبل لحرمان الصين من الوصول إليها.

وتضع اللوائح الجديدة حداً أقصى لعدد رقائق الذكاء الاصطناعي التي يمكن تصديرها إلى معظم البلدان، وتسمح بالوصول غير المحدود إلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الأميركية لأقرب حلفاء واشنطن، مع الإبقاء أيضاً على حظر الصادرات إلى دول أخرى.

وتتجاوز التدابير الجديدة المُسهبة التي تم الكشف عنها في الأيام الأخيرة لإدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن مجرد فرض قيود على الصين، وتهدف إلى مساعدة الولايات المتحدة في الحفاظ على مكانتها المهيمنة في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال التحكم فيه حول العالم.

وتقسم اللوائح العالم إلى 3 مستويات. وسيتم إعفاء 18 دولة من القواعد برمتها. وسوف يكون لنحو 120 دولة أخرى، من بينها إسرائيل، قيود خاصة بكل دولة. فيما سيتم منع الدول الخاضعة لحظر أسلحة مثل روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية من تلقي التكنولوجيا تماماً.

وجاءت الدول التي تم إعفاؤها من هذه القيود كالتالي: أستراليا، وبلجيكا، وبريطانيا، وكندا، والدنمارك، وفنلندا، وفرنسا، وألمانيا، وآيرلندا، وإيطاليا، واليابان، وهولندا، ونيوزيلندا، والنرويج، وكوريا الجنوبية، وإسبانيا، والسويد، وتايوان، بالإضافة إلى الولايات المتحدة.

ما هي الرقائق المحظورة؟

تقيّد اللوائح تصدير الرقائق المعروفة باسم «وحدات معالجة الرسومات» أو (GPUs)، وهي معالِجات متخصصة تم إنشاؤها في الأصل لتسريع عرض الرسومات. وعلى الرغم من أنها معروفة بدورها في الألعاب، فإن قدرة وحدات معالجة الرسومات، مثل تلك التي تصنعها شركة «إنفيديا» الرائدة في الصناعة ومقرها الولايات المتحدة، على معالجة أجزاء مختلفة من البيانات في وقت واحد، جعلتها ذات قيمة للتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي.

على سبيل المثال، تم تدريب «تشات جي بي تي» الخاص بشركة «أوبن إيه آي» وتحسينه على عشرات الآلاف من وحدات معالجة الرسومات. ويعتمد عدد وحدات معالجة الرسومات اللازمة لنموذج الذكاء الاصطناعي على مدى تقدم وحدة معالجة الرسومات، وكم البيانات المستخدمة لتدريب النموذج، وحجم النموذج نفسه، والوقت الذي يريد المطور قضاءه في تدريبه.

هل هناك استثناءات؟

نعم. إذا طلب المشتري كميات صغيرة من وحدات معالجة الرسومات، فلن يتم احتسابها ضمن الحدود القصوى، وستتطلب فقط إخطاراً حكومياً، وليس ترخيصاً.

وقالت الولايات المتحدة إن معظم طلبات الرقائق تقل عن الحد المسموح به، خاصة تلك التي تقدمها الجامعات والمؤسسات الطبية والمنظمات البحثية. وهناك أيضاً استثناءات لوحدات معالجة الرسومات للألعاب.

إدارة ترمب

وسيكون بمقدور الشركات الكبرى المتخصصة في تقديم خدمات الحوسبة السحابية، مثل «مايكروسوفت» و«غوغل» و«أمازون»، الحصول على تراخيص عالمية لبناء مراكز بيانات، وهو جزء مهم من القواعد الجديدة التي ستعفي مشاريعها من حصص رقائق الذكاء الاصطناعي المخصصة للدول. وللحصول على تصاريح الموافقة، يتعيّن على الشركات المصرح لها الالتزام بشروط وقيود صارمة، بما في ذلك متطلبات الأمان ومتطلبات تقديم التقارير، وأن يكون لديها خطة أو سجل حافل من احترام حقوق الإنسان.

ورغم أنه من غير الواضح كيف ستنفذ إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب القواعد الجديدة، فإن الإدارتين تشتركان في وجهات النظر بشأن التهديد الذي تمثله المنافسة مع الصين. ومن المقرر أن تدخل اللوائح حيز التنفيذ بعد 120 يوماً من النشر، مما يمنح إدارة ترمب وقتاً لإعادة تقييمها.

ويمكن أن تتسع استخدامات الذكاء الاصطناعي لتصل بشكل أكبر إلى الرعاية الصحية والتعليم والغذاء وغير ذلك، لكنها يمكن أيضاً أن تُساعد في تطوير الأسلحة البيولوجية وغيرها والمساعدة في شن هجمات إلكترونية ودعم أنشطة التجسس، إلى غير ذلك من انتهاكات حقوق الإنسان.