منظومة «الباتريوت» السعودية نجحت في تحييد صواريخ الحوثي

خبير عسكري: الجندي السعودي أثبت كفاءة في التعامل مع المنظومة «الأكثر تعقيداً في العالم»

منظومة «الباتريوت» السعودية نجحت في تحييد صواريخ الحوثي
TT

منظومة «الباتريوت» السعودية نجحت في تحييد صواريخ الحوثي

منظومة «الباتريوت» السعودية نجحت في تحييد صواريخ الحوثي

سَجَّلت منظومة الدفاع الجوي المشاركة ضمن قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، نجاحاً كبيراً في التصدي وإسقاط الصواريخ الباليستية كافة، التي استهدفت بها الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح المدنَ السعودية واليمنية على حد سواء.
وأطلقت الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح عشرات الصواريخ على أماكن مأهولة بالمدنيين في عدد من مدن المملكة الواقعة على الشريط الحدودي لها، مثل: خميس مشيط، وجازان، وظهران الجنوب، ونجران، والطائف، ومكة المكرمة، بيد أن كل هذه الصواريخ أُسقِطَت قبل أن تصل إلى هدفها، ودون أن تُسجَّل أي خسائر بشرية، أو مادية، بينما يجري تركها أحياناً أخرى لتسقط في أماكن غير مأهولة بالسكان، إذا تم التأكد من ذلك. وهنا يشير الخبير العسكري العقيد المتقاعد غازي جزاء إن نجاح منظومة الدفاع المتطورة «باتريوت»، أثبت قدرة وتأهيل الجندي السعودي على التعامل بكل كفاءة مع إحدى أكثر منظومات الدفاع الصاروخي على مستوى العالم وأكثرها تطوراً حتى الآن. ولفت العقيد غازي إلى أنه مهما تطورت التقنية ووصلت لأعلى مستويات الدقة يبقى العنصر البشري هو الفاعل، وقال: «لأن هذه المنظومات الدفاعية المتطورة والمعقدة تُدار في الأصل عبر العنصر البشري، فلا بد من العامل البشري المؤهَّل، وهذا ما أثبته الجندي السعودي المتمكِّن، بقدرته على التعامل مع هذه المنظومات الأكثر تعقيداً من بين أنواع الصواريخ في العالم». وفي الداخل اليمني لم تتوانَ الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح وبشكل مستمر عن قصف محافظات مأرب وتعز بالصواريخ الباليستية، وهما المحافظتان اللتان شهدتا مقاومة عنيفة للانقلابيين، بيد أن مصير هذه الصواريخ دائماً كان التدمير قبل الوصول للهدف. وبحسب رئيس وحدة الدراسات الاستراتيجية بوزارة الدفاع اليمنية فإن منظومة الصواريخ المستخدمة من الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح هي صواريخ «سكود»، وصواريخ «توشكا»، إلا أن هذه الصواريخ وغيرها كانت صيداً سهلاً لمنظومة «الباتريوت» الحديثة، على حد تعبيره.
إلى ذلك أشار الخبير العسكري اليمني العميد علي ناجي عبيد أن صواريخ «سكود» أو «توشكا» تعد منظومات عمياء وعشوائية، مضيفاً أن من يستخدمها (الحوثيين وصالح) بلا ضمير في الأصل، لأنهم لا يفرقون بين المدنيين والأهداف العسكرية، كما أن ذلك يثبت أيضاً عدم امتلاكهم أي أسلحة فعالة. وكان تقرير للأمم المتحدة، قد أكد في وقت سابق، أن الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح، انخرطت، ابتداء من 16 يونيو (حزيران) 2015، في استخدام حملة صواريخ لاستهداف المملكة العربية السعودية، وأن قوات الدفاع الجوي في التحالف حققت نجاحاً في رصد وتدمير الصواريخ المقبلة عبر الحدود من اليمن.
وقال التقرير (الذي أعلن بشكل رسمي) إنه «نظراً لعدم دقة هذه الصواريخ من حيث إنها لا تفرق بين الأهداف العسكرية والمدنية، فذلك يعني أن استخدامها يعد انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي».
ومنظومة صواريخ «الباتريوت» هي منظومة أميركية دقيقة بدأت ضد الطيران الحربي بمختلف أنواعه، و أول استخدام لهذه المنظومة كتجربة عملية في الميدان كان في حرب الخليج الثانية أثناء تحرير الكويت، حيث زودت المملكة العربية السعودية بعدد من البطاريات، إلا أن فعاليتها كانت غير كبيرة في ذلك الوقت، لكن خلال الفترة الماضية تم تطويرها بحيث أصبحت دقتها عالية ولا تُبارَى، بالذات ضد الصواريخ، وهي بدقة صواريخ (إس إس 400) الروسية المضادة للصواريخ والطائرات، وأدَّت مهمة كبيرة باعتبارها من أحدث أنواع المنظومات الدفاعية المضادة للصواريخ». وتكمل منظومة الدفاع الجوي دور القوات الجوية في تنفيذ المهام على أرض المعركة، إذ يُعدّ امتلاك منظومة متطورة من قوات الدفاع الجوي، من أكبر عوامل التعزيز للسيطرة الجوية. وتشكل منظومة الصواريخ «باتريوت»، الأحدث في العالم، نظاماً دفاعياً قوياً ضد الصواريخ بعيدة المدى والطائرات الحربية، وتعمل المنظومة على بطاريات متطورة، تشمل أنظمة حاسوبية معقدة، وتعمل بالأنظمة الحرارية لإسقاط أهدافها. وأسهم التأهيل الجيد والتدريب المكثف، للضباط والأفراد في قوات الدفاع الجوي المنضوية تحت مظلة «تحالف دعم الشرعية في اليمن»، على استخدام هذه المنظومة، في رفع كفاءة الأداء بشكل كبير، وحماية مدن وقرى المملكة العربية السعودية والمدن اليمنية المحرَّرَة من الصواريخ الحوثية.



«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
TT

«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)

استهلت الجماعة الحوثية السنة الميلادية الجديدة بإطلاق حملات جباية استهدفت التجار وأصحاب ورؤوس الأموال في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، بغية إجبارهم على دفع الأموال لتمويل احتفالات الجماعة بما تسميه «جمعة رجب».

وتزعم الجماعة الحوثية أن دخول اليمنيين في الإسلام يصادف أول جمعة من شهر رجب الهجري، ويستغلون المناسبة لربطها بضرورة الولاء لزعيمهم عبد الملك الحوثي تحت ادعاء أن نسبه يمتد إلى علي بن أبي طالب الذي أدخل اليمنيين في الإسلام قبل أكثر من 14 قرناً هجرياً. وفق زعمهم.

وذكرت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن مشرفين حوثيين برفقة عربات ومسلحين يتبعون عدة مكاتب تنفيذية تابعة للجماعة، نفذوا حملات واسعة ضد متاجر ومؤسسات تجارية في عدة مديريات في المدينة، وأجبروا ملاكها على دفع جبايات، بينما أغلقوا عدداً من المتاجر التي رفض ملاكها التبرع.

وأكدت المصادر أن الانقلابيين شرعوا في توسيع أنشطتهم الاستهدافية في تحصيل الإتاوات أكثر مما كان عليه قبل أشهر ماضية، حيث لم تستثنِ الجماعة حتى صغار التجار والباعة المتجولين والسكان الأشد فقراً.

الانقلابيون سيطروا بالقوة على مبنى الغرفة التجارية في صنعاء (إعلام محلي)

وفي ظل تجاهل الجماعة المستمر لفقر السكان في مناطق سيطرتها، أقرت ما تسمى اللجنة العليا للاحتفالات والمناسبات في اجتماع لها بصنعاء، إطلاق برنامج الفعاليات المصاحب لما يُسمى ذكرى «جمعة رجب»، بالتوازي مع بدء شنّ حملات جباية على التجار والسكان الذين يعانون من ظروف معيشية حرجة.

وهاجم بعض السكان في صنعاء كبار قادة الجماعة لجهة انشغالهم بابتكار مزيد من الفعاليات ذات المنحى الطائفي وتخصيص ميزانية ضخمة لأعمال الدعاية والإعلان، ومكافآت ونفقات لإقامة الندوات وتحركات مشرفيها أثناء حشد الجماهير إليها.

وكانت تقارير محلية اتهمت في وقت سابق قيادات حوثية بارزة في الجماعة يتصدرهم حمود عباد وخالد المداني بجباية مليارات الريالات اليمنية من موارد المؤسسات الحكومية الخاضعة لسلطات الجماعة في صنعاء، لافتة إلى أن معظم المبالغ لم يتم توريدها إلى حسابات بنكية.

تعميم صوري

في حين زعمت وسائل إعلام حوثية أن تعميماً أصدره القيادي في الجماعة حمود عباد المعين أميناً للعاصمة المختطفة، يقضي بمنع إغلاق أي محل أو منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ ما سماها «الإجراءات القانونية»، نفى تجار وأصحاب مؤسسات تجارية بصنعاء توقّف عناصر الجماعة عن مداهمة متاجرهم وإغلاقها بعد رفضهم دفع جبايات.

تجمع للمارة في صنعاء أثناء محاولة اعتقال مالك أحد المطاعم (الشرق الأوسط)

وفي مسعى لتلميع صورتها عقب حملات التعسف كانت الجماعة أصدرت تعميماً يُلزِم قادتها في عموم المديريات والمكاتب التنفيذية في صنعاء بعدم إغلاق أي منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ «الإجراءات اللازمة».

وحض التعميم الانقلابي كل الجهات على «عمل برامج شهرية» لتنفيذ حملات نزول ميداني لاستهداف المتاجر، مرة واحدة كل شهر عوضاً عن تنفيذ حملات نزول يومية أو أسبوعية.

واعترفت الجماعة الحوثية بوجود شكاوى لتجار وملاك منشآت تجارية من قيام مكاتب تنفيذية في صنعاء بتحصيل مبالغ مالية غير قانونية منهم بالقوة، وبإغلاق مصادر عيشهم دون أي مسوغ قانوني.

توسيع الاستهداف

اشتكى تُجار في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من تصاعد كبير في حملات الاستهداف وفرض الإتاوات ضدهم عقب صدور تلك التعليمات التي يصفونها بـ«غير الإلزامية».

ويتهم عدد من التجار القياديَين حمود عباد وخالد المداني، والأخير هو مشرف الجماعة على المدينة، بتكثيف الأنشطة القمعية بحقهم وصغار الباعة وإرغامهم في كل حملة استهداف على دفع جبايات مالية مقابل السماح لهم بمزاولة أنشطتهم التجارية.

الحوثيون يستهدفون المتاجر والشركات لإجبارها على دفع الأموال (إعلام حوثي)

ويتحدث (أحمد.و)، مالك محل تجاري بصنعاء، عن استهداف متجره بسوق شعبي في حي السنينة بمديرية معين بصنعاء من قِبَل حملة حوثية فرضت عليه دفع مبلغ مالي بالقوة بحجة تمويل مناسبة «جمعة رجب».

وذكر أن عناصر الجماعة توعدته بالإغلاق والاعتقال في حال عدم تفاعله مع مطالبها غير القانونية.

وتحدث أحمد لـ«الشرق الأوسط»، عن إغلاق عدد من المتاجر في الحي الذي يعمل فيه من قِبَل مسلحي الجماعة الذين قال إنهم اعتقلوا بعض ملاك المحلات قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد أن رضخوا لدفع الجبايات.