متحف الأطفال في نيويورك يجذب الزوار لمعرض عن الإسلام

تحت عنوان «من أميركا إلى زنجبار: الثقافات الإسلامية قريباً وبعيداً»

حظي المعرض بشعبية كبيرة منذ افتتاحه في فبراير 2016 مما أدى إلى تمديد فترة إقامته لعام آخر (متحف الأطفال بمانهاتن)
حظي المعرض بشعبية كبيرة منذ افتتاحه في فبراير 2016 مما أدى إلى تمديد فترة إقامته لعام آخر (متحف الأطفال بمانهاتن)
TT

متحف الأطفال في نيويورك يجذب الزوار لمعرض عن الإسلام

حظي المعرض بشعبية كبيرة منذ افتتاحه في فبراير 2016 مما أدى إلى تمديد فترة إقامته لعام آخر (متحف الأطفال بمانهاتن)
حظي المعرض بشعبية كبيرة منذ افتتاحه في فبراير 2016 مما أدى إلى تمديد فترة إقامته لعام آخر (متحف الأطفال بمانهاتن)

في ظل تزايد الخوف من الإرهاب، وتصاعد وتيرة التوترات في التعامل مع المسلمين في الولايات المتحدة الأميركية خلال السنوات القليلة الماضية، يقوم متحف الأطفال في مانهاتن بدوره في المساعدة على تخفيف حدة القلق المتنامي. يتناول المعرض الذي يحمل اسم «من أميركا إلى زنجبار: الثقافات الإسلامية قريباً وبعيداً» تاريخ وفنون وتقاليد المسلمين من منطلق الإيمان بقدرة التعليم على هزيمة الجهل والكراهية دوماً.
يقول أندرو أكرمان، المدير التنفيذي للمتحف: «يرغب الناس بالفعل في البحث والتنقيب، من أجل الوصول إلى فهم أفضل للثقافات الإسلامية من خلال مصدر موثوق فيه»، مضيفا أنه كلما تعرف الناس على الثقافات المتنوعة مبكراً، كان ذلك أفضل. وتقول ليزي مارتين، أمينة المعرض: «قد يبدأ التحيز في عمر السادسة». وأوضح أكرمان قائلا: «نحن نريد تعريف الأطفال بأكبر قدر ممكن من التنوع حتى يفهموا الآخر، ويفهموا أنفسهم على نحو أفضل. ما من شك أن ذلك يحد من التحامل، والإجحاف، والعنف، وسوء التفاهم».
حظي المعرض بشعبية كبيرة منذ افتتاحه في فبراير (شباط) 2016، مما أدى إلى تمديد فترة إقامته لعام آخر، ومن المقرر أن يقوم بجولة في جميع أنحاء البلاد عام 2018. قال أكرمان: «أنا أعمل هنا منذ 26 عاما، ولا أتذكر أنني شهدت معرضا آخر حظي بهذا الحضور الهائل طوال عام مثل ذلك المعرض»، مشيرا إلى حضور أكثر من 350 زائرا. وأضاف قائلا: «إنها مفاجأة مذهلة بالنسبة إلينا»، موضحا أنه لا يعلم سوى عدد قليل من الأشخاص الذين ذمّوا المعرض، متسائلين لمَ لم يستعرض المتحف ثقافات مسيحية بدلا من ذلك؟
وخصص مبنى المتحف، الواقع بين طوب بني اللون ومبان سكنية في آبر ويست سايد، للمعرض مساحة قدرها 3 آلاف قدم مربع في الطابق الأرضي. وتم تقسيم المعرض إلى خمس مساحات تصطحب فيها مجموعة من الأدوات القديمة، والقطع الفنية، والموسيقى، وأدوات تفاعلية يمكن استخدامها، الشباب في رحلة عبر الثقافات الإسلامية في أكثر من 50 دولة منذ الحقب التاريخية القديمة وحتى عصرنا الحالي. هناك كثير من العروض التفاعلية، التي تتيح للأطفال طريقة ممتعة مرحة لا تنسى، لتجربة أنماط الحياة تلك. على سبيل المثال، في قسم العمارة هناك غرفة بها شاشة ضخمة منحنية تقدم جولة ثلاثية الأبعاد داخل 25 مسجدا حول العالم.
كذلك هناك باحة للمحاكاة سجل فيها فنانون محليون أصواتا لآلات موسيقية تنتمي لمنطقة الشرق الأوسط مثل الناي، والعود، والربانة، والطبل، والآلات المستديرة ذات القوس، والكورا. يمكن للزائرين الضغط على الأزرار لسماع كل آلة موسيقية على حدة، وإبداع التناغمات الخاصة بهم. وتزخر صناديق العرض الزجاجية بأدوات قديمة مثل شمعدان مصري قديم يعود تاريخه إلى 700 عام مضت، إضافة إلى آنية خزفية ونحاسية تركية معاصرة تروي كل منها قصة تلو الأخرى.
أما القسم الخاص بالسوق العالمية فيتم العرض بها عينات لأقمشة، وبلاطات ملونة، وسجاد ملون من بلاد مثل إيران، ومصر، وباكستان، وإسبانيا التي يقيم بها عدد كبير من المسلمين. وتحمل كل من تلك الأشياء شرحا لرموزها وتصميماتها. كذلك يسلّط المعرض الضوء على التوابل، والبهارات، والفواكه المصرية التي يمكن شمّ رائحتها بالضغط على الأزرار. تصدر فاكهة تسمى «الدوريان» رائحة عفنة أدت إلى منعها في بعض الفنادق بحسب ما يوضح المعرض. أما في القسم المخصص للمنزل الأميركي، فيروي بعض أفراد الأسر المسلمة المحلية قصصهم الشخصية، ويستعرضون بعض متعلقاتهم الخاصة مثل نسخ من القرآن، والحجاب، والسبح. وشاركت إحدى السيدات ببنطال قصير قالت إنها ممنوعة من ارتدائه في الأماكن العامة كمراهقة، مما دفعها إلى ارتدائه سرا تحت عباءتها أو جلبابها.
ويمكن للأطفال في بعض الأقسام الأخرى تسلق نموذج لقارب كان يستخدم لنقل السلع، وكذلك يمكنهم تزيين نسخة صغيرة لشاحنة باكستانية، أو الجلوس أعلى جمل مصري مصنوع من الألياف الزجاجية. تقول ليزي: «يمكن للأطفال التظاهر بأنهم بائعون، وارتداء الأقمشة السنغالية، وشمّ البهارات، أو لفّ سجادة، أو التظاهر بالصيد في زنجبار. إن لمس الأشياء واستخدامها هي الطريقة التي يتعلم بها الأطفال».
واستغرق التخطيط والبحث من أجل تصميم المعرض، وجمع محتوياته من أدوات، وأعمال فنية أكثر من ست سنوات. وقد استشار المتحف مئات الأشخاص من بينهم مسلمون من نيويورك، ونيوجيرسي، وكونيتيكت، وقنصليات، وباحثون، وخطباء مساجد، لضمان دقة وأصالة المعروضات. قامت كل من مؤسسة «دوريس ديوك» للفن الإسلامي والأوقاف الوطنية للإنسانيات وغيرها بتمويل المعرض.
قالت زيبا رحمن، مسؤولة بارزة في البرنامج بمؤسسة «دوريس ديوك» للفن الإسلامي: «نحن نركز على مشروعات تعزز التفاهم، وتحسّن العلاقات بين المسلمين وغير المسلمين في الولايات المتحدة الأميركية». وتوضح أن هذا الأمر ضروري للغاية خصوصا في ظل تجاوز عدد المسلمين 1.2 مليار، أي بما يمثل نحو سدس عدد سكان العالم.
واصطحبت مادلين غيزوالدو، معلمة في مدرسة مانهاتن للأطفال، طلابها في الصف الثاني والثالث خلال الخريف الماضي للمتحف، واستخدمت تلك الجولة كنقطة انطلاق لدراسة أكثر شمولا للإسلام. وأضافت مادلين قائلة: «نحن نتعامل مع الثقافة الإسلامية بطريقة إيجابية، بحيث لا يكّون الأطفال أفكارا تتمحور حول الخوف من المسلمين، أو اعتقادا بأن كل المسلمين إرهابيون أو أشخاص سيئون». وأوضحت أن المعرض قد ساعد في «إضفاء الطابع الإنساني» على تلك الثقافة، وتوضيح إسهاماتها في العالم.
يقول أكرمان إن هذا المعرض قد نجح في الجمع بين الثقافات حتى بين صفوف الزائرين، حيث يتذكر زيارة صف حضانة شاهد فيه صبيا يصنع سجادا من المغرب. وأضاف قائلا: «لقد كان ذلك الصبي من المغرب، ونهض وأخبر أصدقاءه بكيفية صناعة السجاد، ومعنى التصميمات المختلفة».
كان توقيت افتتاح المعرض مناسبا ورائعا، حيث جاء في ظل تغذية الخطاب المهيمن المعادي للإرهاب، الذي تبنته حملة ترمب الانتخابية، وكذلك الهجمات الإرهابية، التي تم شنّها على مستوى العالم لمشاعر العداء تجاه المسلمين والمهاجرين في الولايات المتحدة.
الجدير بالذكر أن ترمب قد أصدر أمرا في يناير (كانون الثاني) بحظر دخول سبع جنسيات دول ذات أغلبية مسلمة إلى البلاد، مما أثار انقساما حادا داخل البلاد.
وقالت زيبا: «اللحظة الآنية هي لحظة خوف كبير، وقلق شديد بين الجالية المسلمة؛ وكلنا نشعر بذلك. أعتقد أن تمديد فترة إقامة المعرض سيساعد على تذكيرنا بالتراث الأميركي العظيم، وأنها دولة المهاجرين».
وهناك خطط لاختيار مقر أكبر لمتحف الأطفال، ويأمل أكرمان أن يجعل المعرض دائما حين يتم نقل المتحف.
على الجانب الآخر، يشجع حسين راشد، مؤسس منظمة «إسلاميكات»، التي تقدم استشارات خاصة بالقضايا الدينية والثقافية، تلك الخطة. وقال: «هل أرغب أن يزداد عدد زائري هذا المعرض، ويفهموا أن المسلمين بشر لهم رغبات، ولديهم أمور شغوفون بها، ويتمتعون بالإبداع الفني، على نحو لم يدركوه من قبل؟ بالطبع أود ذلك». وأضاف قائلا: «ما يحدث للمسلمين حاليا مأساوي، لكن التوعية هي هدفنا».
* خدمة «نيويورك تايمز»



إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».