إسرائيل تنظم زيارات الى القدس للسفراء المعتمدين في اليونيسكو

تحاول الرد على مشاريع القرارات العربية ومحاولات إنقاذ معالم المدينة

إسرائيل تنظم زيارات الى القدس للسفراء المعتمدين في اليونيسكو
TT

إسرائيل تنظم زيارات الى القدس للسفراء المعتمدين في اليونيسكو

إسرائيل تنظم زيارات الى القدس للسفراء المعتمدين في اليونيسكو

باشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية في تنظيم سلسلة رحلات للدبلوماسيين المنتدبين عن دولهم في المنظمة الدولية للثقافة (اليونيسكو)، إلى مدينة القدس، وذلك تحت شعار «تعرف إلى حقيقة علاقة اليهود بالقدس».
وقد ضم الوفد، خمسة من السفراء في المنظمة الدولية، هم سفراء دول هاييتي، وكرواتيا، وغانا، وكينيا، وتنزانيا، وسيمضون في إسرائيل ستة أيام، يتعرفون خلالها، على معالم المدينة المقدسة والمواقع اليهودية التي أقامتها إسرائيل فيها، بغرض إقناعهم بوجود ارتباط تاريخي وديني للشعب اليهودي وإسرائيل بالحرم القدسي الشريف. ومن ضمن هذه المرافق، الحفريات تحت الحرم القدسي، وحائط المبكى (البراق)، ومدينة داود (سلوان) وغيرها.
وجاءت هذه الفكرة، بعدما اتخذ المجلس العام لليونيسكو قرارا، السنة الماضية، يؤكد الطابع العربي الإسلامي للحرم القدسي الشريف، ويؤكد ضرورة صيانة أماكن العبادة العربية (المسيحية والإسلامية) فيها وحمايتها، الأمر الذي اعتبرته إسرائيل قرارا معاديا لليهود، لأنه «تجاهل الارتباط التاريخي والديني للشعب اليهودي وإسرائيل».
وبناء عليه، وخوفا من تكرار القرار، بادر سفير إسرائيل لدى اليونيسكو، كرمل شاما هكوهين، إلى تنظيم حملة يجلب من خلالها، عشرات المندوبين في اليونيسكو إلى إسرائيل، لسماع الرواية اليهودية إزاء القدس وأماكن العبادة فيها. وقد قامت «اللجنة اليهودية الأميركية» (AJC) بتمويل هذه الحملة، بمساعدة البعثة الإسرائيلية في اليونيسكو ووزارة الخارجية الإسرائيلية. وحسب بيان الوزارة، فإن سفير كينيا في اليونيسكو، جورج جوديا، قال في أعقاب الجولة الأولى التي جرت أمس: «الآن أصبح واضحا لي ما هي التحديات والتعقيدات التي تضطر إسرائيل لمواجهتها يوميا، وهي تفعل ذلك بشكل مثير».
المعروف أن السلطات الإسرائيلية كانت قد أجرت تغييرات كبيرة على معالم المدينة المقدسة، فأجرت حفريات وأقامت شبكة أنفاق تحت بيوت ومساجد وكنائس البلدة القديمة، ومتاحف تتحدث فيها عن الارتباط التاريخي والديني لليهود، وطمست العديد من المعالم العربية التاريخية والدينية فيها. وأقامت عشرات الجمعيات اليهودية الممولة بعشرات ملايين الدولارات في كل سنة لتهويد المدينة، بعضها تضع في برنامجها مخططا لإعادة بناء الهيكل اليهودي، الذي تعتقد أنه كان قائما في المكان الذي يقوم عليه اليوم مسجد عمر (قبة الصخرة المشرفة) في باحة المسجد الأقصى. كما سيطرت على مئات البيوت العربية في البلدة القديمة، بواسطة صفقات مشبوهة تمت بمشاركة سماسرة عرب. وهذا عوضا عن المرافق التي أقامتها في إطار عملية التهويد، التي اعتمدت تضييق الخناق على الفلسطينيين وإفقارهم والتنكيل بهم حتى يغادروا المدينة من جهة، وبناء 14 حيا استيطانيا يهوديا فيها من جهة ثانية، وإقامة جدار عازل يفصل القدس عن الضفة الغربية.
وقد جاءت مشاريع القرارات العربية في اليونيسكو، بهدف إنقاذ المعالم الدينية العربية للقدس وحماية الأماكن المقدسة، الإسلامية والمسيحية، من عمليات التهويد.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.