أمل علم الدين وخطيبها جورج كلوني يخططان لزيارة بلدة بعقلين هذا الصيف

جدها رشاد مكناس تاجر ذهب مشهور في طرابلس.. وعائلتها تلتزم الصمت

أمل علم الدين وجورج كلوني
أمل علم الدين وجورج كلوني
TT

أمل علم الدين وخطيبها جورج كلوني يخططان لزيارة بلدة بعقلين هذا الصيف

أمل علم الدين وجورج كلوني
أمل علم الدين وجورج كلوني

«ميزات كثيرة لفتت جورج كلوني إلى أمل، ولكني أعتقد أن دمها اللبناني هو الذي لعب الدور الأكبر في ذلك». بهذه الكلمات، عبر أحد أقرباء أمل علم الدين، عن سر انجذاب النجم الهوليوودي إلى المحامية اللبنانية التي شغلت أخبارها وسائل الإعلام العالمية والمحلية، بعد إعلان خطوبتها على الممثل الهوليوودي رسميا. وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «ما أريد توضيحه هو أن أمل ليست لبنانية الأصل، بل هي لبنانية بامتياز أبا عن جد وولدت في مدينة بيروت، وما زالت تتكلم العربية بطلاقة وتزور لبنان كلما سنحت لها الفرصة، وبالتحديد بلدتها الأم بعقلين، ولديها الجنسية البريطانية».
ثم تابع حديثه عن أمل المرأة قائلا: «هي ذكية جدا، ومحامية ناجحة، ومتواضعة، ومتعلقة بجذورها اللبنانية إلى أبعد حدود، ذات أخلاق حميدة، إضافة إلى أنها امرأة جميلة. وأعتقد أن كل هذه الخلطة الموجودة لديها لفتت جورج كلوني وهو الذي دون شك مر في حياته الكثير من النساء، إلا أن أمل متميزة بالفعل».
وعما إذا كان جميع أفراد عائلة أمل قد دعوا إلى حفلة الخطوبة التي جرت في مدينة لوس أنجليس الأميركية، أجاب: «لقد كان حفلا بسيطا حضره والداها رمزي وبارعة، ولكن الجميع بارك لهما وتمنى لهما التوفيق».
والمعروف أن لأمل أختا تدعى تالا تعمل في سنغافورة، ولديها جدة من آل مكناس (من ناحية والدتها) تعيش في طرابلس، كما أن لديها عما يدعى سامي وهو مهندس معماري وشغل مناصب عدة في لبنان، بينها عضو في مجلس إدارة بنقابة المهندسين في لبنان وكذلك في مصرف «الموارد» لأكثر من خمس عشرة سنة، كما أنه ترأس نادي الألومناي في الجامعة الأميركية. أما عمتها مي، فهي متزوجة بالدكتور سلمان.
وتعيش العائلة منذ فترة طويلة خارج لبنان ويعمل والدها (رمزي) في مجال الأعمال والتعليم، وقد مارس مهنة التعليم في الجامعة الأميركية بلبنان وكان من اللبنانيين الأوائل الذين افتتحوا مكتب وكالة سفر في بيروت.
أما والدتها بارعة مكناس، وهي من مدينة طرابلس، فإعلامية وصحافية معروفة، عملت لفترة قصيرة في تلفزيون لبنان كما لمعت في كتاباتها في صحيفتي «الحياة» و«النهار»، ولديها أخ يدعى أكرم مكناس هو رجل أعمال معروف في منطقة الخليج العربي. أما جد أمل علم الدين (والد أمها) فيدعى رشاد مكناس، كان أحد أشهر تجار الذهب في طرابلس وتزوج لعدة مرات، وكانت بارعة - كما أخاها أكرم - ثمرة زواج رشاد مكناس بحكمت الحسن أخت عارف بك الحسن الذي عرف بوجاهته في عائلته. وكانت جدة أمل (حكمت) تعيش في طرابلس بمنطقة أبي سمراء، وأخوالها معروفون حاليا في المدينة ويعمل بعضهم في تجارة الذهب.
وتابع أحد أقرباء أمل الذي رفض الإفصاح عن اسمه، التزاما بقرار العائلة بعدم الظهور أو التحدث إلى وسائل الإعلام، قائلا: «لقد كنا سعداء بهذا الخبر ونتمنى لهما التوفيق، ولكني أعتقد أن وسائل الإعلام بالغت في الموضوع قليلا، فهو مجرد خطوبة حصلت بين شخصين ليس أكثر». وأوضح قائلا: «أمل أيضا نجمة في مهنتها، فهي محامية لامعة وعملت موكلة دفاع عن قضايا عدة وأحدثها قضية جورج أسانج مؤسس (ويكيليكس). ولكنها وعائلتها تعيشان بعيدا عن الأجواء الإعلامية والسياسية وتفضل أن تبقى مواضيعهما الخاصة بعيدة عن الأنظار».
وعما إذا كان الخطيبان ينويان زيارة لبنان قريبا، أجاب: «بالطبع، هناك نية لهما في القيام بهذه الزيارة هذا الصيف على ما أعتقد، ويستعد أهل بلدة بعقلين لوضع برنامج خاص لاستقبالهما، وهناك بعض الأقرباء لها ما زالوا يستقرون فيها، كما أن عائلة أمل تملك منزلا جميلا في البلدة ما زال مقرهما الصيفي حتى اليوم».
وعما إذا سبق أن كان لها ارتباط رسمي مع أحدهم إلى حد الزواج، فأجاب بالنفي.
ولكن، كيف جرت قصة التعارف بين كلوني وعلم الدين؟ حسب ما تردد في الوسائل الإعلامية الأميركية، فإن المحامية اللبنانية، (36 سنة)، تعرفت إلى النجم العالمي، (52 سنة)، خلال تشاركهما معا العام الماضي في العمل على مشروع حول الدفاع عن حقوق إحدى الجمعيات الإنسانية التي لها علاقة بسوريا، وكان أول ظهور إعلاني لهما في عشاء جمعهما بمطعم معروف في لندن (Berners Tavern) في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وكان لاصطحابه إياها إلى حفلة عرض فيلمه السينمائي (monuments men) بالبيت الأبيض في شهر فبراير (شباط) الماضي وبرفقته والداه بمثابة إشارة إلى جدية العلاقة بينهما، التي تبعتها جلسة حميمة في أحد المقاهي مع أصدقاء له وهما زميلاه بيل موراي ومات دامون.
وكانت أمل قد حذفت حساباتها الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، وبينها موقع «تويتر»، فور تقدم العلاقة بينهما وحتى قبيل إعلانهما خطوبتهما رسميا، وقد عد هذا التصرف بمثابة تأكيد علاقتهما الجدية.
وكان أحد الأصدقاء المقربين لكلوني، قد أعلن سابقا أن صديقه تربطه قصة حب بمحامية لبنانية تحمل الجنسية البريطانية وأن علاقتهما في تقدم مستمر، وأن كلوني أخبره بأن العلاقة جدية وهو يفكر في الزواج بها.
وأشار مصدر مقرب من كلوني لمجلة «people» الأميركية، إلى أن واحدا من الأسباب الذي يجعل أمل علم الدين مختلفة عن غيرها من النساء اللاتي دخلن حياته، هو أنها لا تحاول العثور على فرصة عمل في مجال التمثيل أو الترفيه، مؤكدا أنها من مستواه نفسه. وملخص السيرة الذاتية لأمل علم الدين على موقع «The Legal 500» يشير إلى أنها «مختصة بالقانون الدولي وحقوق الإنسان والقانون الجنائي وتسليم المجرمين». أما لائحة زبائنها، فهي رفيعة المستوى وتتضمن المحكمة الملكية في البحرين كما، عملت وكيلة دفاع عن مؤسس «ويكيليكس» جوليان أسانج.
وعملت علم الدين أيضا ممثلا عن الحكومة الكمبودية في قضية بملكية أراض مع تايلاند بمحكمة العدل العليا، وعملت مستشارة قانونية لقضاة في محكمة العدل العليا، والمحكمة الجنائية الدولية ليوغسلافيا السابقة، ومستشارة قانونية عليا في محكمة لبنان الخاصة، وفقا لما ذكره الموقع.
وسبق أن احتلت أمل المرتبة الأولى في قائمة نشرتها مدونة «Your Barrister Boyfreind» البريطانية حول «أكثر 21 محامية مثيرة في لندن» في شهر يوليو (تموز) الماضي، ووصفها المقيمون بأنها «تحقق الفكرة المثالية للأنوثة المعاصرة، فهي جميلة بشكل يسلب الأنفاس وناجحة في حياتها».
وكانت وسائل التواصل الاجتماعي في لبنان قد انشغلت بهذا الخبر، وكتب الناشطون عليها تعليقاتهم التي أشادت غالبيتها بهذا الارتباط، وقد دفع بعضهم إلى التعليق عليها بأسلوبهم اللبناني فابتكر أحدهم كلاما على صورة لجورج كلوني قال فيها (اسمعيني منيح شو عم قلك.. الموضوع حساس جدا بنت علم الدين من بعقلين أو من بلدة بصور؟). فيما علق آخر يعرف تقاليد الدروز في لبنان وشغفهم بتناول مشروب «المتي» التي تشبه طريقة تناوله بالنرجيلة فكتب بالإنجليزية وأيضا على صورة لكلوني على موقع الـ«فيسبوك» (متى وماذا بعد؟).



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».