عاصفة ترابية تضرب مدناً سعودية... والجهات الرسمية تتأهب

أوقفت حركة الملاحة في ميناء جدة وتسببت بتأجيل بعض رحلات الطيران

أدت العاصفة «مدار» لإلغاء الدوام المدرسي في عدد كبير من المناطق في السعودية (تصوير: خالد الخميس)
أدت العاصفة «مدار» لإلغاء الدوام المدرسي في عدد كبير من المناطق في السعودية (تصوير: خالد الخميس)
TT

عاصفة ترابية تضرب مدناً سعودية... والجهات الرسمية تتأهب

أدت العاصفة «مدار» لإلغاء الدوام المدرسي في عدد كبير من المناطق في السعودية (تصوير: خالد الخميس)
أدت العاصفة «مدار» لإلغاء الدوام المدرسي في عدد كبير من المناطق في السعودية (تصوير: خالد الخميس)

بسرعة تصل إلى 60 كيلومتراً في الساعة، ضربت عاصفة ترابية بعض مناطق السعودية أمس، فحوّلت نهار بعض المدن إلى ليل، وأوقفت الملاحة في ميناء جدة الإسلامي، وبثت جهات رسمية تحذيرات، وأعلنت التأهب لمواجهة العاصفة التي اتفق خبراء المناخ على تسميتها بـ«عاصفة مدار»، وهو الاسم الأكثر تداولاً بين العامة.
وذكرت إمارة مكة في تغريدة على حسابها في «تويتر»، أن حركة الملاحة البحرية بميناء جدة الإسلامي توقفت بسبب سرعة الرياح التي تجاوزت 30 عقدة وانعدام الرؤية.
وقال حسين القحطاني المتحدث الرسمي للهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، لـ«الشرق الأوسط»، إن سرعة الرياح في العاصفة بلغت ما بين 50 إلى 60 كيلومتراً بالساعة، متوقعاً أن تنحسر العاصفة مساء اليوم، مشيراً إلى أن هيئة الأرصاد لم تتخذ تسمية رسمية للعاصفة الحالية.
إلى ذلك، ألغت الخطوط الجوية السعودية بعض الرحلات المحلية والدولية، عن موعدها المحدد وتأجيلها لبضع ساعات، وذلك بعد استمرار الرياح المثيرة للأتربة والغبار على معظم مناطق السعودية، لا سيما وأن بعض المطارات قامت باتخاذ الإجراءات اللازمة، لحماية المسافرين، وهي من أولوياتهم، حيث يجري التنسيق مع هيئة الأرصاد وحماية البيئة، لتحديث بياناتهم عما يجري في طقس المملكة.
فيما بادرت بعض المدارس في مختلف المناطق، الاتصال على أولياء أمور الطلبة، لأخذ أبنائهم، تحسباً لأي ضرر عليهم خلال العاصفة الترابية الممطرة.
وأعلنت وزارة الصحة السعودية رفع جاهزية المستشفيات والمراكز الصحية لتقديم الخدمات الطبية للمتأثرين من موجة الغبار والأمطار المصاحبة لـ«عاصفة مدار»، كما أسمتها. وأطلقت الوزارة تنبيهات لمرضى الربو لمواجهة أوقات هطول الأمطار، تشمل: عدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى، وحمل البخاخ الإسعافي (موسع الشعب) في كل الأوقات، وأخذ البخاخ الوقائي في حال وصفه الطبيب لمريض الربو.
وأكدت وزارة الصحة في تحذيراتها التي بثتها أمس، ضرورة توجه مريض الربو إلى أقرب مركز طوارئ، في حال كان أزمة الربو شديدة ولم تستجب للبخاخ الإسعافي، أو عند ملاحظة ازرقاق في الشفتين واللسان، أو في حال لم تكن لدى المريض القدرة على الكلام أو على إكمال جملة واحدة.
أما المديرية العامة للدفاع المدني السعودي، فأطلقت تحذيراتها بشأن العاصفة الترابية، مشيرة إلى ضرورة الانتباه إلى ما ذكرته الأرصاد بشأن حالة عدم استقرار في أجواء السعودية منذ يومين وحتى مساء اليوم، حيث تنشط الرياح المثيرة للغبار على مناطق تبوك، والحدود الشمالية، والجوف، وحائل، والمدينة المنورة، ومكة المكرمة، والقصيم، والشرقية. ودعمت مديرية الدفاع المدني تحذيراتها بالاستناد إلى تنبيهات الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة التي توضح أنه يصحب العاصفة هطول أمطار من متوسطة إلى غزيرة على القصيم، وشمال الرياض، والباحة، وعسير، والمدينة المنورة، ومكة المكرمة، في حين تكون غزيرة على المنطقة الشرقية.
وذكر خالد الزعاق خبير الأرصاد والأحوال الجوية، أن العواصف خلال هذا الوقت أمر متوقع، وعادة ما يكون عصف الريح عالياً، والرياح تثير الغبار والأتربة في هذا الموسم، وهو ما يسمى بالعامية (مراويح الصيف) لأنها تتحرك ليلاً، وتسمى شرق الجزيرة العربية (السريات)، لأنها تسري في الليل.
وأضاف الزعاق لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه الرياح تشتد عادة من بعد الظهيرة ويزداد عصفها، ثم تقل حدتها في العصر، وتعود الأجواء إلى طبيعتها الهادئة. وقال: «العواصف تنقسم إلى قسمين، عواصف داخلية، وهي التي تسمى السريات والمروايح الصيفية، وعواصف تأتي من الخارج، وهي عواصف مدارية، أي تسير من مدار إلى مدار آخر».
وعن عاصفة مدار الحالية، أشار الزعاق إلى أن العواصف المدارية تمر على قارات، كما يحصل من العاصفة التي أطلق عليها عاصفة مدار، لأنها تكونت في أفريقيا، ثم مرت على مصر واجتازت البحر الأحمر، وأثرت على الأجزاء الغربية من السعودية، إلا أن حدتها خفت بسبب مرورها على البحر الأحمر، وسحبت الرطوبة الكثير من غبارها.
ووفق أحدث بيانات الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، فإن صور الأقمار الصناعية عصر أمس توضح استمرار تدني الرؤية الأفقية بسبب الأتربة المثارة على مناطق شمال وغرب ووسط البلاد، مع توقع استمرارها إلى المساء. وشددت الهيئة تحذيراتها من عدم تداول معلومات مغلوطة عن العاصفة، أو صور ومقاطع فيديو غير حقيقية لوصف العاصفة الحالية.



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.