«بوتسمان» الكلب الذي أبعد الدببة عن الانتخابات البرلمانية الروسية

بوتسمان يبعد دباً عن مركز الانتخابات
بوتسمان يبعد دباً عن مركز الانتخابات
TT

«بوتسمان» الكلب الذي أبعد الدببة عن الانتخابات البرلمانية الروسية

بوتسمان يبعد دباً عن مركز الانتخابات
بوتسمان يبعد دباً عن مركز الانتخابات

أصبح «بوتسمان» عنوانا للأمان في منطقة القطب الشمالي، ورمزا لبطولات في الدفاع عن الإنسان، يعرفها الباحثون في مركز الرصد الروسي في المنطقة، وحتى السياسيون الروس. و«بوتسمان» هو اسم لكلب، حقق نجاحات غير مسبوقة في مواجهة الدب الأبيض، أضخم وأشرس حيوان على اليابسة. ولا ينتمي «بوتسمان» إلى السلالات العريقة، بل هو مجرد كلب وُلد على ظهر سفينة متجهة إلى القطب الشمالي، تحمل مؤناً ومعدات للمركز الروسي هناك. ومنذ ولادته أطلق عليه البحارة اسم «بوتسمان» أي «الربان»، ولأسباب مجهولة أنزلوه مع والديه في منطقة القطب خلال رحلة عام 2015. هناك ترعرع «بوتسمان»، وكان شاهداً على قتل مجموعة من الدببة البيضاء لوالديه. وقرر كلب يقيم منذ زمن في القطب الشمالي الاهتمام بـ«بوتسمان»، وتربيته، وتدريبه على مواجهة تحديات المنطقة الأكثر برودة في العالم، والتصدي للدب الأبيض مصدر التهديد الأكبر لكل كائن حي في تلك المنطقة.
وبدأت الأساطير تنتشر عن «بوتسمان» بعد إنقاذه خبراء في مركز أبحاث روسي في القطب الشمالي من دب أبيض، كان يقترب من المركز بحثا عن شيء يلتهمه. حينها سارع الخبراء إلى الاحتماء داخل المركز، بينما قرر الكلب اعتراض مسير الدب، وعلى الرغم من أن حجمه بالكاد يساوي حجم راحة الدب العملاق، إلا أنه خاض معركة شرسة ضد الوحش بالفراء الأبيض، وبقي ثابتاً حتى اضطر الدب إلى الانسحاب.
وذات يوم كانت إيلا بامفيلوفا، العضو في اللجنة المركزية للانتخابات، تجري جولة في المنطقة، إلا أن 15 دبا أبيض كانوا في استقبال المروحية التي تقلها، حينها سارع «بوتسمان» إلى مهاجمة تلك الدببة، وتمكن من إبعادها مسافة بعيدة، وبذلك تمكنت المسؤولة الروسية الرفيعة من تنفيذ مهمتها. وأثناء التصويت عادت الدببة واتجهت مقتربة من المركز الذي اجتمع فيه مواطنون وخبراء للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية، وهنا أيضاً أنقذ «بوتسمان» الجميع، وقام بطرد الدببة بعد مواجهة شرسة معهم. وتقديراً لبطولاته، قدمت بامفيلوفا للكلب «بوتسمان» بعض الطعام والحلوى. وأصبح تقديم الطعام لـ«بوتسمان» تقليداً يكرره كل من يصل المنطقة على متن مروحية؛ إذ يركز هذا الكلب على حماية المنشآت هناك، بما في ذلك ساحة هبوط المروحيات، التي يتجه نحوها بسرعة فور سماعه لصوت مروحية تقترب من المكان.



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».