لقاء بين المعارضة والروس في أنقرة يسبق اجتماع الدول الضامنة في طهران

توقع عرض حلول لمقاطعة مؤتمر آستانة الأخير

لقاء بين المعارضة والروس في أنقرة يسبق اجتماع الدول الضامنة في طهران
TT

لقاء بين المعارضة والروس في أنقرة يسبق اجتماع الدول الضامنة في طهران

لقاء بين المعارضة والروس في أنقرة يسبق اجتماع الدول الضامنة في طهران

قال مصدر عسكري دبلوماسي روسي إن وفداً روسياً ينوي عقد لقاء مع المعارضة السورية المسلحة في أنقرة، موضحاً في حديث لوكالة «ريا نوفوستي» أن المحادثات مع المعارضة في العاصمة التركية قد تجري قبل اللقاء التشاوري للدول الضامنة، روسيا وتركيا وإيران، المقرر انعقاده في طهران يومي 18 - 19 أبريل (نيسان) المقبل.
ولم يوضح المصدر من العاصمة الروسية المواضيع التي ينوي الوفد الروسي بحثها مع ممثلي المعارضة السورية المسلحة، إلا أن مراقبين يرجحون أن تكون مقاطعة المعارضة للجولة الأخيرة من المفاوضات في آستانة مدرجة على جدول أعمال اللقاء، لا سيما الأسباب التي دفعت وفد الفصائل السورية لاتخاذ قرارها بعدم المشاركة، وفي مقدمتها إجبار النظام السوري على الالتزام بتعهداته التي نص عليها اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي جرى توقيعه نهاية العام الماضي برعاية روسية - تركية.
ولا معلومات حتى الآن لدى المعارضة السورية المسلحة باللقاء الذي يدور الحديث عنه. وأكد سعيد نقرش، العضو في وفد الفصائل المسلحة إلى مفاوضات آستانة وجنيف لـ«الشرق الأوسط» أن الجانب الروسي قد يريد عرض حلول للمسائل التي كانت وراء رفض المعارضة المشاركة في «آستانة 3».
وإذ أكد نقرش أنه «لم تُجرَ أي اتصالات حتى الآن بين فصائل المعارضة وممثلين عن روسيا»، أشار إلى أن «مقاطعتنا اللقاء الأخير في آستانة كانت بسبب عدة أمور»، معرباً عن اعتقاده بأنه «يمكن أن يعرض الروس حلولاً لها» خلال اللقاء المرتقب مع المعارضة في أنقرة.
وأعاد القائد العسكري في المعارضة السورية إلى الأذهان «اتفاقاً تم التوصل إليه مع الوفد الروسي خلال مفاوضات آستانة، بأن يتم عقد لقاء في أنقرة بين الجانبين، لبحث آليات مراقبة وقف إطلاق النار، وكذلك لبحث مقترح إطاري قدمته المعارضة خلال (آستانة 1) ويتضمن آليات مراقبة»، إلا أن ذلك اللقاء لم يتم، «إذ تجاهل الروس ذلك الأمر وقرروا عقد لقاء (آستانة 3)»، حسب قوله.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.