تحقيق أميركي حول خلية «نساجي داعش»

ألمانيا تحذر رعاياها من هجمات إرهابية محتملة في تركيا

تحقيق أميركي حول خلية «نساجي داعش»
TT

تحقيق أميركي حول خلية «نساجي داعش»

تحقيق أميركي حول خلية «نساجي داعش»

كشفت مصادر أمنية تركية أن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي) والنيابة العامة في ولاية كولومبيا الأميركية يجريان تحقيقاً بشأن ملف خلية تم الكشف عنها في مدينة أديامان جنوب تركيا تتبع تنظيم داعش الإرهابي، وتعرف باسم «مجموعة النساجون».
وقد نسب إلى هذه الخلية المسؤولية عن تنفيذ هجوم انتحاري نفذه أحد عناصر «داعش» يدعى محمد أوزتورك بتفجير نفسه في شارع الاستقلال بميدان تقسيم في الشطر الأوروبي من إسطنبول في 19 مارس (آذار) 2016 وراح ضحيته 4 أشخاص، من بينهم أميركيان اثنان.
وبحسب الأوراق المرفقة بملف القضية التي نظرتها محكمة الجنايات في إسطنبول، فإن وزارة العدل الأميركية خاطبت إدارة القانون الدولي والعلاقات الخارجية التابعة لوزارة العدل التركية، وأخبرتها بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي والنيابة العامة بدآ تحقيقات حول الواقعة وفي انتظار الدعم من الجانب التركي.
كما طالب الجانب الأميركي، السلطات التركية، بإرسال جهاز الحاسوب الذي صادرته قوات الأمن التركية خلال عملياتها التي شنتها في أعقاب الحادث، بالإضافة إلى التقارير الخاصة بالمواطنين الأميركيين المصابين والقتلى في الحادث الإرهابي الذي وقع في شارع الاستقلال بمدينة إسطنبول، وصور ومقاطع الفيديو الخاصة بالعبوة الناسفة المستخدمة، وأن المعامل الخاصة بمكتب التحقيقات الفيدرالي ستتولى فحص الأدلة الجنائية ثم إعادتها مرة أخرى بعد إبلاغ الجانب التركي بالنتائج.
في السياق نفسه، كانت السلطات التركية أفرجت، الجمعة الماضي، عن أركان تشابكين، أحد عناصر تنظيم داعش الإرهابي المتهمين في الهجوم الانتحاري في شارع الاستقلال، مع منعه من السفر إلى الخارج، نظراً لظروفه الصحية. وكان محمد أوزتورك فجر نفسه في شارع الاستقلال قرب ميدان تقسيم في 19 مارس 2016، مما أسفر عن مقتل 4 أشخاص، بينهم أميركيان وإسرائيلي وإيراني وإصابة 44 آخرين.
ويعد تشابكين أحد 5 من الذين اعتقلوا على صلة بالهجوم، واتهم بأنه عضو قيادي في منظمة إرهابية، وتم الإفراج عنه نظراً لحالته الصحية في الجلسة الأولى للقضية، حيث مثل أمام المحاكمة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، وكرر نفي أي علاقة له بتنظيم داعش، رافضاً جميع الاتهامات الموجهة إليه، كما نفى صلته بمنفذ الهجوم محمد أوزتورك.
في سياق متصل، وفيما يبدو مرتبطاً بالتوتر في العلاقات بين تركيا وبعض الدول الأوروبية وجهت الخارجية الألمانية تحذيراً لمواطنيها الراغبين في السفر إلى تركيا من احتمالات تعرضهم لعمليات إرهابية، فضلاً عن التحذير من المناخ الأمني في ظل استعداد تركيا للاستفتاء على تعديلات دستورية، سيُجرى في 16 أبريل (نيسان) المقبل.
وطالبت الخارجية الألمانية المواطنين بمراجعتها قبل السفر، كما حذرت الموجودين في تركيا من الوجود في أماكن التجمعات في هذا الوقت، الذي تشهد فيه البلاد مرحلة حساسة انتظاراً للاستفتاء. ولفتت الخارجية الألمانية في بيان لها إلى أنها سبق لها أن نصحت من قبلُ المواطنين بشأن مخاطر أمنية شديدة في تركيا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في 15 يوليو (تموز) الماضي. وكانت هولندا التي تشهد علاقاتها مع تركيا توتراً دبلوماسياً حاداً بعد منع وزير الخارجية والأسرة مولود جاويش أوغلو وفاطمة بتول صايان كايا من الالتقاء بمواطنين أتراك في روتردام في إطار الدعاية للنظام الرئاسي الذي تشمله التعديلات الدستورية التي سيُجرى الاستفتاء عليها في أبريل، وجهت تحذيراً مماثلاً لمواطنيها أول من أمس. وربط مراقبون بين هذه التحذيرات من جانب الدول الأوروبية والتوتر السياسي السائد مع تركيا حالياً.



من تنصيب ترمب إلى انتهاء حرب أوكرانيا... أهم الأحداث المتوقعة لعام 2025

ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)
ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

من تنصيب ترمب إلى انتهاء حرب أوكرانيا... أهم الأحداث المتوقعة لعام 2025

ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)
ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)

هناك الكثير من الأحداث المهمة المنتظر حدوثها في عام 2025، بدءاً من تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ومروراً بالانتخابات في أوروبا واضطراب المناخ والتوقعات بانتهاء حرب أوكرانيا.

ونقل تقرير نشرته شبكة «سكاي نيوز» البريطانية تفاصيل هذه الأحداث المتوقعة وكيفية تأثيرها على العالم ككل.

تنصيب دونالد ترمب

سيشهد شهر يناير (كانون الثاني) الحدث الأكثر أهمية بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، بل وربما للعالم أجمع، وهو تنصيب ترمب ليصبح الرئيس السابع والأربعين لأميركا.

وسيقع هذا التنصيب في يوم 20 يناير، وقد تعهد الرئيس المنتخب بالقيام بتغييرات جذرية في سياسات بلاده الداخلية والخارجية فور تنصيبه.

ونقل مراسل لشبكة «سكاي نيوز» عن أحد كبار مستشاري ترمب قوله إنه يتوقع أن يوقّع الرئيس المنتخب على الكثير من «الأوامر التنفيذية» الرئاسية في يوم التنصيب.

وتنبأ المستشار بأنه، بعد لحظات من أدائه اليمين الدستورية «سيلغي ترمب قدراً كبيراً من إرث الرئيس الحالي جو بايدن ويحدد اتجاه أميركا للسنوات الأربع المقبلة».

وعلى الصعيد المحلي، سيقرّ ترمب سياسات هجرة جديدة جذرية.

وقد كانت الهجرة قضية رئيسية في الحملة الانتخابية للرئيس المنتخب، حيث إنه وعد بترحيل الملايين وتحقيق الاستقرار على الحدود مع المكسيك بعد عبور أعداد قياسية من المهاجرين بشكل غير قانوني في عهد بايدن.

ويتوقع الخبراء أن تكون عمليات الترحيل الجماعي التي وعد بها خاضعة لمعارك قانونية، إلا أن فريق ترمب سيقاتل بقوة لتنفيذها.

ومن المتوقع أيضاً أن يصدر ترمب عفواً جماعياً عن أولئك المتورطين في أحداث الشغب التي وقعت في 6 يناير 2021، حين اقتحم الآلاف من أنصاره مبنى الكونغرس بهدف منع التصديق على فوز بايدن بالانتخابات.

وعلى الصعيد الدولي، يتوقع الخبراء أن يكون لرئاسة ترمب تأثيرات عميقة على حرب أوكرانيا، والصراع في الشرق الأوسط، وأجندة المناخ، والتعريفات الجمركية التجارية.

ومن المتوقع أن ينسحب ترمب من اتفاقية باريس للمناخ؛ الأمر الذي سيجعل أميركا غير ملزمة بأهداف خفض الانبعاثات الكربونية.

وفيما يتعلق بأوكرانيا، قال ترمب إنه يستطيع تحقيق السلام وإنهاء الحرب في غضون 24 ساعة.

أما بالنسبة للصراع في الشرق الأوسط، فقد هدَّد الرئيس الأميركي المنتخب حركة «حماس» بأنه «إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن في غزة قبل 20 يناير (موعد تنصيبه) سيكون هناك جحيم يُدفع ثمنه في الشرق الأوسط». إلا أن الخبراء لا يمكنهم توقع كيف سيكون رد فعل ترمب المتوقع في هذا الشأن.

انتخابات أوروبا

سيبدأ العام بانتخابات في اثنتين من أبرز دول أوروبا، وهما فرنسا وألمانيا.

سينصبّ التركيز أولاً على برلين - من المرجح أن ينتهي الأمر بالليبرالي فريدريش ميرز مستشاراً لألمانيا؛ مما يحرك بلاده أكثر نحو اليمين.

ويتوقع الخبراء أن تكون أولويات ميرز هي السيطرة على الهجرة.

أما في فرنسا، فسيبدأ رئيس الوزراء الفرنسي السابق إدوارد فيليب في الترويج لنفسه ليحلّ محل إيمانويل ماكرون رئيساً، بحسب توقعات الخبراء.

ويعتقد الخبراء أيضاً أن يتطور دور جورجيا ميلوني وينمو من «مجرد» كونها زعيمة لإيطاليا لتصبح قناة الاتصال بين أوروبا وترمب.

علاوة على ذلك، ستجري رومانيا انتخابات لاختيار رئيس جديد في مارس (آذار) المقبل.

الأوضاع في الشرق الأوسط

يقول الخبراء إن التنبؤ بما قد يحدث في الشرق الأوسط هو أمر صعب للغاية.

وعلى الرغم من تهديد ترمب بتحويل الأمر «جحيماً» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن الموجودين في غزة، فإن وضع الرهائن لا يزال غير معروف وغير محسوم.

وعلى الرغم من التفاؤل الأخير بشأن المفاوضات، لا تزال الخلافات قائمة بين «حماس» وإسرائيل. لكن وقف إطلاق النار لا يزال محتملاً.

لكن أي هدنة ربما تكون مؤقتة، وهناك الكثير من الدلائل على أن الجيش الإسرائيلي ينوي البقاء في غزة في المستقبل المنظور مع تزايد الدعوات إلى احتلال دائم بين الساسة الإسرائيليين من أقصى اليمين.

وما لم يتحسن الوضع الإنساني في غزة بشكل كبير وسريع، فإن سمعة إسرائيل الدولية سوف تستمر في التردي في حين تنظر محكمة العدل الدولية في اتهامات بالإبادة الجماعية.

ويتوقع الخبراء أن يفكر نتنياهو في ضرب إيران، سواء لردع الحوثيين أو للتصدي للبرنامج النووي للبلاد، لكن قد يتراجع عن ذلك إذا لم يحصل على دعم من الرئيس الأميركي القادم.

ومن بين الأحداث التي يدعو الخبراء لمراقبتها من كثب هذا العام هي صحة المرشد الإيراني المسن علي خامنئي، التي كانت مصدراً لكثير من التكهنات في الأشهر الأخيرة، حيث ذكرت الكثير من التقارير الإعلامية أنها متردية للغاية.

أما بالنسبة لسوريا، فسيحتاج قادة سوريا الجدد إلى العمل على دفع البلاد للاستقرار وجمع الفصائل الدينية والعسكرية المختلفة، وإلا فإن التفاؤل المفرط الذي شوهد بعد الإطاحة ببشار الأسد سينقلب وتحلّ محله تهديدات بوقوع حرب أهلية جديدة بالبلاد.

العلاقات بين الصين والولايات المتحدة

قد تكتسب المنافسة بين الصين والولايات المتحدة زخماً كبيراً هذا العام إذا نفَّذ دونالد ترمب تهديداته التجارية.

وقد هدد الرئيس الأميركي المنتخب بفرض تعريفة جمركية بنسبة 60 في المائة على جميع السلع الصينية؛ وهو ما قد يشعل حرباً تجارية عالمية ويتسبب في انهيار اقتصادي.

وتستعد بكين لمثل هذه المتاعب، وهي منخرطة بالفعل في إجراءات تجارية انتقامية مع الولايات المتحدة.

ودبلوماسياً، وفي حين توجد جهود لقلب العلاقة المتوترة بين المملكة المتحدة والصين، من المرجح أن تستمر مزاعم التجسس واتهامات التدخل الصيني في السياسة الأميركية، وهي اتهامات تنفيها بكين بشدة.

حرب أوكرانيا

يتوقع الخبراء أن تنتهي حرب أوكرانيا في عام 2025، مشيرين إلى أن القتال سيتوقف على الأرجح وأن الصراع سيتجمد.

وأشار الجانبان الروسي والأوكراني مؤخراً إلى استعدادهما لتقديم تنازلات من أجل التوصل إلى اتفاق سلام.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لـ«سكاي نيوز» إنه على استعداد للتنازل عن الأراضي التي تسيطر عليها كييف، بينما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا مستعدة لتقديم تنازلات أيضاً.

إنه تحول دراماتيكي في اللهجة، نتج من انتخاب دونالد ترمب، بحسب الخبراء الذين قالوا إن المحادثات والتوصل لصفقة بات أمراً حتمياً الآن.

ومهما كانت النتيجة، ستقدمها روسيا للعالم على أنها انتصار لها.

ويعتقد الخبراء أن الكرملين يأمل في اختتام المفاوضات قبل التاسع من مايو (أيار)، الذي يصادف الذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية، ليكون الاحتفال الروسي مزدوجاً.

لكن المشاكل لن تنتهي عند هذا الحد بالنسبة لبوتين. فمع ارتفاع التضخم، وانخفاض قيمة الروبل، وضعف الإنتاجية، سيكون الاقتصاد هو معركة روسيا التالية.