المعارضة تفاجئ «آستانة 3» بالغياب

تفجير يستهدف حافلة في حمص

صورة أرشيفية لاجتماع آستانة (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لاجتماع آستانة (أ.ف.ب)
TT

المعارضة تفاجئ «آستانة 3» بالغياب

صورة أرشيفية لاجتماع آستانة (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لاجتماع آستانة (أ.ف.ب)

انطلقت جولة ثالثة من المحادثات بشأن النزاع السوري في آستانة اليوم (الثلاثاء)، في غياب وفد المعارضة، مما يقلص الآمال في تحقيق اختراق بالحوار الهادف إلى وضع حد للنزاع الدامي الذي يدخل عامه السابع هذا الأسبوع.
وتأتي المحادثات التي يرعاها حلفاء النظام: روسيا وإيران من جهة، وتركيا الداعمة للمعارضة من جهة أخرى، في وقت فشلت فيه جهود دبلوماسية أخرى، في إنهاء المعارك التي تخطت حصيلتها 320 ألف قتيل بينهم 96 ألف مدني، منذ اندلاعها في مارس (آذار) 2011.
وتعليقاً على سؤال يتعلق برفض وفد المعارضة السورية حضور الاجتماع، قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إنّ المحادثات في كازاخستان اليوم «معقدة للغاية». وأضاف للصحافيين في اتصال هاتفي قائلاً: «أدركنا منذ البداية أن هذه المحادثات معقدة للغاية. ولا يزال العمل مستمراً».
وكان محمد علوش عضو الهيئة العليا السورية للمفاوضات، قد أكّد مساءً قرار مقاطعة محادثات آستانة في جولتها الثالثة التي يفترض أن تمتد على يومي 14 و15 مارس، بسبب المواقف الروسية وانتهاكات النظام المستمرة. واتهم في تغريدات على حسابه في موقع «تويتر»، ليل الاثنين، روسيا بأنها تقدم وعوداً كبيرة على طاولة المفاوضات، بينما على الأرض ترسل ضباطها لتهديد السوريين.
وأرجع علوش قرار المقاطعة، لاستمرار القصف والحصار واتفاقات التهجير التي يعقدها النظام في أكثر من منطقة سورية.
وبدأت محادثات آستانة في يناير (كانون الثاني)، بدعم من روسيا وإيران اللتين تدعمان رئيس النظام السوري بشار الأسد، وتركيا أحد الداعمين الرئيسيين للمعارضة السورية.
وأشارت المعارضة السورية إلى أنّها لن تحضر المحادثات، بسبب ما وصفته بعدم استعداد روسيا لوقف الضربات الجوية على المدنيين، وعدم ضغطها على القوات السورية للالتزام بوقف لإطلاق النار شهد انتهاكات على نطاق واسع.
ميدانياً، استهدف تفجير اليوم حافلة في حي وادي الذهب وسط مدينة حمص، مخلفاً عدداً من الجرحى والقتلى، حسبما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان. ووقع هذا التفجير بعد 17 يوماً من هجوم سابق استهدف فرعي أمن الدولة والمخابرات العسكرية في المدينة.
وتضم هيئة تحرير الشام جبهة فتح الشام «النصرة سابقا»، وفصائل أخرى متحالفة معها، كانت قد استهدفت في 25 فبراير (شباط) الماضي، فرعي مخابرات أمن الدولة والمخابرات العسكرية في حيي الغوطة والمحطة في مدينة حمص، حيث قتل 43 على الأقل من عناصر قوات النظام.
وكانت هيئة تحرير الشام قد تبنّت التفجيرين اللذين استهدفا أحد أحياء دمشق القديمة السبت الماضي، وأوديا بحياة 74 شخصاً غالبيتهم من الزوار العراقيين الشيعة، حسبما نشرته على تطبيق تلغرام. وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد استهدف التفجيران منطقة تقع فيها مقبرة باب الصغير في حي الشاغور في المدينة القديمة، وتضم أضرحة، بعضها مزارات دينية شيعية وسنية.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.