الأردن يفرج عن قاتل الإسرائيليات بعد 20 عاماً في السجن

أحمد الدقامسة
أحمد الدقامسة
TT

الأردن يفرج عن قاتل الإسرائيليات بعد 20 عاماً في السجن

أحمد الدقامسة
أحمد الدقامسة

أفرجت السلطات الأردنية، فجر أمس الأحد، عن الجندي المسرّح أحمد الدقامسة، بعد أن أمضى داخل السجون الأردنية 20 عاما، مدة العقوبة التي حكمت عليه بها المحكمة العسكرية، بعد إدانته بقتل 7 إسرائيليات، كن في رحلة عند الحدود مع الأردن عام 1997.
وقال مصدر حقوقي لـ«الشرق الأوسط»، إنه تم نقل الدقامسة من سجن أم اللولو في المفرق، 70 كيلومترا شمال شرقي عمان، إلى سجن إربد، 100 كيلومتر شمال عمان، ومن هناك جرى نقله إلى منزله الكائن في بلدته بمحافظة إربد، حيث تجمهر عدد من أبناء البلدة وأقاربه للترحيب به.
وقال الدقامسة في لقائه أهله وأقاربه: «بدنا كل شيء یبقى هادئا، أما أنا فصحتي ممتازة وكل شيء عال العال».
وشكر الدقامسة كل المتضامنين معه، وخص بالشكر 3 نساء، هن والدته وزوجته التي ربت أولاده، وابنته التي كانت تبلغ من العمر سنة واحدة، وهي الآن تنتظر مولودها الأول.
وتوارى الدقامسة عن الأنظار بعد انتهاء اللقاء الذي أجراه مع أهله وذويه، واستقبال تهنئتهم، ولا یعرف أحد مكان وجوده الآن.
وعبرت زوجة الدقامسة عن سعادتها الكبيرة بالإفراج عن زوجها، وقالت إن فرحتها لا تضاهيها أي فرحة أخرى.
وفي اتصال هاتفي أجرته معه وكالة الصحافة الفرنسية، قال محمد يحيى الدقامسة، وهو لواء متقاعد وأحد أبناء عمومة الجندي، إن «السلطات الأمنية أفرجت عن أحمد الدقامسة بعد انتهاء محكوميته ليصبح حرا طليقا».
وأضاف أن «عائلته وأفراد العشيرة كانوا بانتظاره عند إطلاق سراحه من سجن باب الهوى» الواقع في محافظة إربد على بعد 90 كيلومترا شمال العاصمة عمّان.
والدقامسة سجن منذ 13 مارس (آذار) 1997، بعد أن أطلق النار من سلاح رشاش على طالبات إسرائيليات كن في رحلة مدرسية في منطقة الباقورة. وقد قتل 7 منهن، وجرح 5، وإحدى المدرّسات، وذلك بعد 3 سنوات تقريبا على توقيع الأردن معاهدة السلام مع إسرائيل.
وكان الدقامسة قد أفاد خلال التحقيق معه أمام محكمة أمن الدولة بعد الحادث، أنه تعرض للاستهزاء من قبل الطالبات عندما كان يؤدي الصلاة، فما كان منه إلا أن حمل سلاحه الرشاش وأطلق النار عليهن.
وكان العاهل الأردني الراحل الملك حسين بن طلال، قد قطع زيارة قصيرة لأوروبا وقت الحادث وعاد إلى المملكة، حيث دان الهجوم، ثم زار لاحقا إسرائيل لتقديم العزاء لعائلات الضحايا الإسرائيليات. ودفع الأردن كذلك تعويضات لعائلات الضحايا.
من جانبه، قال شقيقه باسم الدقامسة لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف: «أنا وكل واحد من أفراد العشيرة فرحتنا لا توصف بهذا اليوم». وأضاف أن «المنزل يغص بالمهنئين، وهو جالس بصحة جيدة يرتدي بدلة سوداء، وسط أفراد عشيرته وأهله وعائلته ووالدته التي تبلغ من العمر 78 عاما».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.