«دوار منتصف العمر» قد يكون من بوادر الإصابة بالخرف

دراسات جديدة تفيد بأن أي انخفاض في تدفق الدم للدماغ له مضاعفاته

«دوار منتصف العمر» قد يكون من بوادر الإصابة بالخرف
TT

«دوار منتصف العمر» قد يكون من بوادر الإصابة بالخرف

«دوار منتصف العمر» قد يكون من بوادر الإصابة بالخرف

اكتشف باحثون أن نوبات الدوار المفاجئة التي قد يعاني منها البعض في منتصف العمر قد تكون مؤشرا إلى أن تعرضهم للخرف بعد 20 عاما أكبر من غيرهم. ويعتقد العلماء، أن انخفاض الضغط المفاجئ، الذي يتسبب في الدوار عند الوقوف، يمكن أن تكون له تأثيرات جانبية قوية على الدماغ قد تؤدي إلى الخرف فيما بعد. وتُفيد الدراسة التي خضع لها 11.503 أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 45 و64 عاما، أن الذين يتعرضون لنوبات دوخة تُعرف علميا بـهبوط ضغط الدم الانتصابي معرضون بنسبة 40 في المائة أكثر من غيرهم للإصابة بالخرف في أواخر حياتهم.
وهذا يعني أن هذه الدوخة تحذير لما هو آت.
وشرح الدكتور أندريا رولينغز، من معهد جون هوبكينز بلومبورغ للصحة في الولايات المتحدة، أنه حتى إذا كانت هذه النوبات قليلة ومتباعدة، فإن تأثيراتها على الدماغ قوية، ولها مضاعفاتها على المدى البعيد.
خلال التجربة، طُلب من المشاركين الاستلقاء لمدة 20 دقيقة، ثم الوقوف لجس نبضهم وقياس ضغط الدم لديهم.
واكتشف أن 6 في المائة منهم عانوا انخفاضا مفاجئا في الدم. وقد تمت متابعة هؤلاء على مدة 20 عاما، لتكون النتيجة أن نسبة الـ6 في المائة أكثر عرضة للخرف بنسبة 40 في المائة، مقارنة بغيرهم ممن لم يشعروا بهبوط في ضغط الدم بعد التجربة. ليس هذا فحسب، بل هم أيضا أكثر عرضة للتدهور المعرفي بمعدل 15 في المائة.
ورغم أن الدراسة لم تُؤكد بشكل حاسم أن يكون سبب الخرف هو انخفاض ضغط الدم أم هو مجرد مؤشر على أمراض كامنة أخرى قد تكون مسببة، إلا أن ما أكدته هو أن أي انخفاض ولو مؤقتا في تدفق الدم إلى الدماغ له مضاعفاته وتأثيراته على المدى البعيد. لهذا؛ مهم جدا، حسب الدكتور أندري رولينغز وفريقه، التعرف إلى مسببات التدهور المعرفي والخرف على حد سواء لتطوير علاجات وقائية مناسبة. تجدر الإشارة في هذا الصدد، إلى أن الدوخة ليست وحدها المؤشر على الإصابة بالخرف في المستقبل، حسب دراسات مماثلة. فقد تم اكتشاف أن النوم الطويل قد يكون أيضا مؤشرا غير مُطمئن.
فقد أفادت دراسة أخرى بأن من ينامون لأكثر من تسع ساعات يوميا معرضون أكثر من غيرهم لهذا المرض في المستقبل.
وأضافت الدراسة، أن أي تغير في نمط النوم قد يكون مؤشرا على الإصابة بمرض ألزهايمر. ووافقهم باحثون في المركز الطبي بجامعة بوسطن الرأي بالتأكيد أن من ينامون لأكثر من تسع ساعات في اليوم أو أطول يكون حجم الدماغ لديهم أصغر، وبالتالي يأخذون وقتا أطول لاستيعاب المعلومات، فضلا عن ضعف ذاكرتهم.



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».