النظام «وصل إلى شرق الفرات» للمرة الأولى خلال 4 سنوات

طالب الأمم المتحدة بإلزام تركيا بسحب جيشها بعد استهداف قواته في غرب منبج

عجوز سوري يستمع إلى الموسيقى ويدخن في غرفة نومه المدمرة في حي الشعار بحلب (أ.ف.ب)
عجوز سوري يستمع إلى الموسيقى ويدخن في غرفة نومه المدمرة في حي الشعار بحلب (أ.ف.ب)
TT

النظام «وصل إلى شرق الفرات» للمرة الأولى خلال 4 سنوات

عجوز سوري يستمع إلى الموسيقى ويدخن في غرفة نومه المدمرة في حي الشعار بحلب (أ.ف.ب)
عجوز سوري يستمع إلى الموسيقى ويدخن في غرفة نومه المدمرة في حي الشعار بحلب (أ.ف.ب)

شهد الوضع العسكري في مدينة منبج السورية تطوراً بارزاً، تمثّل بقصف المدفعية التركية للمواقع التي تسلّمها النظام من «قوات سوريا الديمقراطية»، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، فيما أعلنت موسكو أن قوات النظام السوري «وصلت للمرة الأولى خلال أربع سنوات، إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات». وطالبت دمشق في رسالة جديدة، الأمم المتحدة، بإلزام تركيا بسحب قواتها من أراضيها.
وأعلن قائد إدارة العمليات في هيئة أركان الجيش الروسي سيرغي رودسكوي، أن قوات النظام السوري «وصلت للمرة الأولى خلال أربع سنوات، إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات في حلب». وقال المسؤول الروسي في مؤتمر صحافي عقده أمس، إن النظام «سيطر على 15 كيلومتراً من شاطئ نهر الفرات، كما تمت السيطرة على محطة تنقية المياه، والقوات الحكومية مستمرّة في هجومها على الإرهابيين».
وجاء ذلك غداة استهداف تركيا مواقع تابعة للنظام السوري في غرب منبج. وأفادت «شبكة شام» الإخبارية المعارضة، بأن «ما لا يقل عن ثمانية عناصر منضوين تحت ما يسمى حرس الحدود التابع لقوات الأسد، قُتِلوا نتيجة قصف مدفعي قيل إنه تركي على مواقعهم في المناطق التي جرى تسليمها من قبل القوات الكردية». وقالت إن «محيط قرى الحمرا، بوهيج، البوغاز وكورهيوك غرب مدينة منبج، تعرض لقصف مدفعي مصدره الجيش التركي».
وفيما لم يصدر أي بيان رسمي أو تصريح من الجانب التركي أو من قوات «درع الفرات»، نقلت وكالة «سانا» الناطقة باسم النظام السوري، عن مصدر عسكري أن «الجيش التركي قصف القوات الحكومية السورية وحلفائها، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى». وقال المصدر العسكري التابع لقوات الأسد، إن القصف التركي «استهدف مواقع تابعة للجيش العربي السوري والقوات الرديفة في ريف منبج الغربي بريف حلب، وأدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى».
ورأى عضو المجلس العسكري في «الجيش السوري الحرّ» أبو أحمد العاصمي، أن «أنقرة لن تفرّط بورقة منبج، لأن الوضع في هذه المنطقة مرتبط مباشرة بالأمن القومي التركي... أنقرة تريد حسم ملف منبج قبل بدء معركة الرقة». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن تركيا «لن تكون خارج معركة الرقة، فإذا لم يكن الجيش الحر والقوات التركية موجودين في معركة الرقة، فهناك خشية كبيرة من تسهيل دخول 15 ألف إرهابي من الرقة إلى الأراضي التركية، وتسرّب آلاف المقاتلين الأكراد أيضاً، ما ينذر بتحويل جنوب تركيا إلى ما يشبه الوضع في سوريا». واعتبر أن «معركة الرقة لن تبدأ قبل الاتفاق على منبج، وقبل وضوح الموقف الأميركي، وإذا لم يحصل حلّ في منبج ستكون معركة الرقة بعيدة».
وأشار العاصمي إلى أن الروس والأميركيين «متفقون على استراتيجية واحدة في سوريا، إذ إن نفوذ روسيا تأمَّن ضمن ما يسمّى سوريا المفيدة، وستقابله منطقة نفوذ أميركية على كل جغرافيا الرقة ودير الزور والحسكة، أي على ما يوازي ربع الجغرافيا السورية».
وكان «مجلس منبج العسكري» التابع لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، أعلن، الأسبوع الماضي، أنه اتفق مع الجانب الروسي على تسليم قوات النظام القرى الواقعة على خط التماس مع «درع الفرات» المحاذية لمنطقة الباب في الجبهة الغربية لمنبج، بذريعة «حماية المدنيين من ويلات الحرب والدماء، وقطع الطريق أمام الأطماع التركية باحتلال المزيد من الأراضي السورية».
إلى ذلك، نقلت وكالة «سانا» الرسمية السورية عن نص رسالتين متطابقتين بعثت بهما وزارة الخارجية إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، أن القوات التركية «تواصل اعتداءاتها على سيادة سوريا وحرمة أراضيها... وتحمل الجمهورية العربية السورية النظام التركي مسؤولية دعم الإرهاب الذي قتل عشرات الآلاف من أبنائها الأبرياء ودمر البنى التحتية». وطالبت بـ«إلزام تركيا بسحب قواتها الغازية من الأراضي السورية ووقف الاعتداءات والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.