«رصد»: الانقلاب قتل 647 طفلاً وأصاب 1800 آخرين

«رصد»: الانقلاب قتل 647 طفلاً وأصاب 1800 آخرين
TT

«رصد»: الانقلاب قتل 647 طفلاً وأصاب 1800 آخرين

«رصد»: الانقلاب قتل 647 طفلاً وأصاب 1800 آخرين

«647 طفلا قتل وأصيب 1.822، بينهم 19 طفلا يعانون من إعاقة دائمة، و329 طفلا جندتهم ميليشيات الحوثي وصالح خلال الفترة من سبتمبر (أيلول) 2014 وحتى مارس (آذار) 2016».
وردت هذه الإحصاءات ضمن ورقتين قدمهما التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (رصد)، على هامش الدورة الـ34 لمجلس حقوق الإنسان بجنيف أمس، حيث استعرض باحثان يمنيان جرائم الميليشيات المرتكبة بحق أطفال اليمن، والأمن الغذائي للبلاد.
ففي ورقة انتهاكات حقوق الأطفال، طالب الباحث والمحلل السياسي الدكتور سمير شيباني، المجتمع الدولي، بالتحرك السريع والفعال لتحويل هذا الزخم إلى حركة عالمية؛ تنفيذا للاتفاقية الخاصة بحقوق الأطفال. ودعا إلى إعطاء الأولويات للأطفال ضحايا النزاعات والعنف في مناطق النزاعات المسلحة.
وقال شيباني: «لم يلق أطفال اليمن حقهم في الكرامة ولا حقهم في الحياة والعيش بأمان ومن دون عنف، ورغم أن اليمن وقعت على الاتفاقية الخاصة لحقوق الطفل في عام 1991، فإن أطفال اليمن طالتهم الانتهاكات المتمثلة في القتل والتشويه والتجنيد والعنف الجنسي ومهاجمة المدارس أو المستشفيات وحرمانهم من المساعدة الإنسانية واختطافهم».
ولفت إلى أن عدد المؤسسات التعليمية، التي حرم الأطفال من خدماتها إلى 959 مؤسسة تعليمية؛ بسبب قصفها أو تدميرها أو تحويلها إلى ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة أو استخدامها سجونا خاصة من قبل ميليشيا الحوثي وصالح، مشددا على ضرورة الالتزام باحترام وتعزيز وحماية حقوق الأطفال في وقت السلم وفي ووقت الحرب.
في حين ذكرت ورقة الحق في الغذاء أن التقارير الدولية تحدثت منذ أسابيع عدة عن قرب وقوع حالة مجاعة في بلدان أربعة في العالم في منطقة القرن الأفريقي، منها اليمن وجنوب السودان والصومال.
ولفتت إلى أن اليمن تدور فيه حرب منذ وقوع الانقلاب في نهاية عام 2014، وهو بلد لا يوفر أكثر من عشرة في المائة من احتياجاته من الحبوب ويعد من أكثر البلدان فقرا.
وأكدت الورقة أن الانقلابين شرعوا في تنفيذ سياسات اقتصادية بددت احتياطات البلاد من العملات الأجنبية وأوقفت عجلة الاقتصاد ودفعت بالناس إلى حافة الفقر الشديد وتضييق الحياة التجارية وفرض رسوم كبيرة وخلق سوق سوداء.
وأشارت إلى أن النتائج الوخيمة المرتبط بالحق في الغذاء كانت بسبب انهيار مؤسسات الدولة وفتح باب تهريب المبيدات والسموم دون رقابة، كما تردت بالمقابل الخدمات العامة والمؤسسات الصحية التي كانت توفر الحد الأدنى من الرعاية الصحية لمصابي أمراض مرتبطة بالسموم أو انتشار السرطانات في المناطق الصناعية.
وأكد التحالف أن الزراعة المحلية التقليدية أو تلك المرتبطة بالوقود في اليمن تضررت بسبب انعدام مادة الديزل أو ارتفاع سعرها بسبب السوق السوداء التي تمول حرب ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».