قائد عسكري يمني: قبضنا على 4 لبنانيين من «حزب الله» في مأرب

فرار خبراء أجانب من جبهة هيلان إلى مواقع غير معلومة

صورة من مقطع فيديو عرضته قناة «الإخبارية» السعودية قبل عامين لتدريب عناصر من «حزب الله» مقاتلين حوثيين في اليمن
صورة من مقطع فيديو عرضته قناة «الإخبارية» السعودية قبل عامين لتدريب عناصر من «حزب الله» مقاتلين حوثيين في اليمن
TT

قائد عسكري يمني: قبضنا على 4 لبنانيين من «حزب الله» في مأرب

صورة من مقطع فيديو عرضته قناة «الإخبارية» السعودية قبل عامين لتدريب عناصر من «حزب الله» مقاتلين حوثيين في اليمن
صورة من مقطع فيديو عرضته قناة «الإخبارية» السعودية قبل عامين لتدريب عناصر من «حزب الله» مقاتلين حوثيين في اليمن

الميليشيات تفرض بالقوة انضمام أطفال ومراهقين من المدارس لصفوفها
كشف اللواء ركن أحمد حسان قائد المنطقة العسكرية الثالثة عن أن الاستخبارات العسكرية اليمنية فتحت تحقيقا موسعا مع 4 لبنانيين ينتمون لما يعرف بـ«حزب الله» يقدمون الدعم لميليشيات الحوثيين وصالح، سقطوا في جبهة مأرب خلال الفترة الماضية.
وقال اللواء حسان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن هؤلاء الخبراء ما زالوا تحت قبضة الجيش الوطني، وجار استجوابهم لمعرفة كثير من النقاط الرئيسية، وبعد إكمال عملية التحقيق سيحالون بشكل مباشرة إلى السجون في عدد من المناطق حسب ما ترى الجهات المعنية في الحكومة الشرعية.
وأضاف اللواء حسان، أنه من الصعب الآن الحديث عما ورد في التحقيقات التي لم تنتهِ بعد، إلا أن الجيش حريص على جمع جميع المعلومات اللازمة، موضحا أن هناك أعدادا من الخبراء الذين فروا أثناء ملاحقتهم من قبل الجيش باتجاه «جبهة الهيلان»، ومن ثم إلى مواقع أخرى، «وجار التعامل مع هذا الموضوع بشكل دقيق».
وتعد هذه الواقعة الثانية المعلنة لتورط «حزب الله» في اليمن، فقد كشفت تحقيقات عسكرية أجريت في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2015، عن تورط قيادات لبنانية يعتقد في انتمائها لـ«حزب الله» وأخرى إيرانية في تهريب كميات من الأسلحة قادمة من إيران عبر السواحل الغربية لليمن، التي جرى الكشف عنها من خلال عملية استخباراتية.
عسكريا، قال اللواء حسان، إن الوضع في المنطقة العسكرية الثالثة تحول في هذه المرحلة للدفاع على المواقع التي حررها الجيش، التي تعد ضمن استراتيجيات الجيش، وهو ما يطلق عليها «استنزاف العدو» ممثلة في ميليشيات الحوثيين وصالح، وتحديدا في جبهة «صرواح، وكحيلان، والمشقح»، وذلك بهدف إرهاق الميليشيات التي تقوم بمحاولة يومية للتقدم في هذا الاتجاه لاستعادة بعض المواقع، إلا أن الجيش يصدّ هذا الهجوم ويكبدهم خسائر كبيرة، مؤكداً أن الجيش يفرض سيطرته بشكل كامل في جبهة مأرب «المشقح، ومخدرة، وصرواح»، في ظل دفع الميليشيات بتعزيزات في هذه المنطقة.
وعن الدعم العسكري، أكد قائد المنطقة الثالثة، أن التحالف لم ينقطع عن دعم الجيش بكل ما يحتاجه من إمكانات تساعده في المهام القتالية، موضحا أن الجيش رفع لقيادة التحالف العربي الذي تقوده السعودية، أمر احتياج الجيش للمرحلة المقبلة، وفي مقدمتها «الذخائر، وبعض الآليات الحديثة» التي ستساعد الجيش في هذه الجبهة، وتعمل قوات التحالف العربي على تجهيزها وإرسالها للجيش الوطني.
وحول إقحام الأطفال في المواجهات العسكرية، قال اللواء حسان، إن الميليشيات في الآونة الأخيرة عمدت إلى استخدام القوة ضد الأطفال والمراهقين وأخذهم من المدارس للالتحاق بالميليشيات في عدد من الجبهات، وكثير من الأطفال سقطوا أسرى في قبضة الجيش وجرى التعامل معهم بما يتوافق والأنظمة الدولية في هذا الجانب، وبخاصة أن المجتمع الدولي أدان في وقت سابق الميليشيات لإقحامهم الأطفال في المعارك العسكرية.
وعن إخفاء الميليشيات للأسلحة في كهوف الجبال، قال اللواء حسان، إن ذلك يعود لما تتعرض له الميليشيات من ضربات جوية لطيران التحالف، لذلك تعمد إلى إخفائها في تلك المواقع، وعندما تنقطع الضربات الجوية تعود الميليشيات على جلبها واستخدامها بشكل مباشر في الجبهات القريبة من الكهوف والأنفاق التي خبئت فيها.
ميدانيا، قال الناطق الرسمي باسم المقاومة الشعبية في صنعاء، الشيخ عبد الله الشندقي، في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» إن «المعركة في جبهة نهم لم تتوقف، والجيش الوطني والمقاومة الشعبية، بإسناد طيران التحالف العربي، في تقدم مستمر ولم يتوقفوا حتى استكمال أهدافها بالسيطرة على ما تبقى من نهم والانطلاق نحو العاصمة صنعاء».
وأضاف أن «العمليات العسكرية يقودها قائد المنطقة العسكرية السابعة اللواء إسماعيل الزحزوح، إضافة إلى الإشراف المباشر من قبل نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن الأحمر الذي يطلع على العمليات القتالية عن كثب، ولما له من خبرة عسكرية والخبرة القتالية التي مارسها خلال ست حروب سابقة مع الميلشيات الانقلابية، تستفيد منها قيادة المعركة داخل جبهة نهم صنعاء».
وأشار إلى «سيطرة قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على مجموعة جبال ومواقع مهمة واستراتيجية كانت على رأسها جبال العياني ودوه والضبيب والتباب الحمراء، وأكثر من عشرة مواقع أخرى، إضافة إلى سقوط قتلى وجرحى من صفوف الميليشيات الانقلابية خلال الـ48 ساعة الماضية؛ حيث وصلوا إلى أكثر من 30 قتيلا وعشرات الجرحى».
وأكد أن «المعركة ستكون شاملة في كل جبهات الجمهورية حتى يتم استكمال السيطرة على ما تبقى من محافظات ومديريات ما زالت تحت سيطرة الانقلاب، وأن دخول صنعاء سيكون من عدة محاور، من محور نهم ومحور الجوف سفيان، ومحور صرواح وستفتح معارك أخرى في محيط صنعاء من اتجاه محافظات ذمار وعمران وأيضا الحديدة، وسيكون دخول صنعاء من أكثر من أربعة مداخل».
ودعا الشندقي جميع اليمنيين والمجتمع الدولي «للاصطفاف مع الشرعية ومساندتها للحل العسكري» الذي قال عنه إنه «سيفضي إلى سلام دائم وشامل، وسيكون الحل الوحيد للحفاظ على دماء اليمنيين والحفاظ على اليمن من الانزلاق نحو الهاوية التي وصل إلى حافتها».
على صعيد متصل، أعلنت المنطقة العسكرية الخامسة انتزاع وتفكيك عدد من حقول الألغام البحرية مختلفة الأحجام زرعتها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في سواحل مديرية ميدي.
وقال مصدر في فريق الخبراء الهندسيين، بحسب ما نقل عنه المركز الإعلامي في المنطقة العسكرية الخامسة، إن «الألغام التي تم الكشف عنها تعد من الألغام البحرية الذكية والموجهة إيرانية الصنع، وإن الفريق تمكن حتى الآن من انتزاع عشرات الألغام البحرية الثابتة والمتحركة وبأحجام مختلفة».
وأضاف أن «عمليات زراعة الألغام البحرية تعد سابقة خطيرة وتطورا نوعيا في أساليب الميليشيات، التي يكون معظم ضحاياها من الصيادين الأبرياء».
وأكدت المصادر أن «أحد الألغام البحرية المزروعة في ميدي انفجر وتسبب في مقتل ثمانية صيادين كانوا على متن قارب، بوصفه أول حالة تسجل في مسلسل جرائم الانقلابيين ضد الصيادين في البحر».
وتواصل طائرات التحالف العربي، شن غاراتها على مواقع وتجمعات الميلشيات الانقلابية في ميدي وحرض، حيث استهدفت بأربع غارات جوية، مساء الخميس، مركز قيادة تابع للميليشيات الانقلابية في مدينة حرض، إضافة إلى استهداف الطيران بغارات أخرى مركزاً لتجمع أفراد الميليشيات في منطقة العسيلة، غرب حرض، ومركز آخر جنوب حرض أدى لمقتل وجرح كثير من تلك العناصر الانقلابية.



تصعيد الحوثيين في الجبهات يتصدّر مخاوف المبعوث الأممي

جانب من جلسة مجلس الأمن الدولي الخاصة بتطورات الأزمة في اليمن (أ.ف.ب)
جانب من جلسة مجلس الأمن الدولي الخاصة بتطورات الأزمة في اليمن (أ.ف.ب)
TT

تصعيد الحوثيين في الجبهات يتصدّر مخاوف المبعوث الأممي

جانب من جلسة مجلس الأمن الدولي الخاصة بتطورات الأزمة في اليمن (أ.ف.ب)
جانب من جلسة مجلس الأمن الدولي الخاصة بتطورات الأزمة في اليمن (أ.ف.ب)

تصدّرت المخاوف من عودة القتال باليمن في ظل تصعيد الحوثيين بالجبهات واستمرارهم في التعبئة العسكرية والاعتقالات وتهريب الأسلحة، الإحاطة الأحدث لمبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، إذ أكد أن اليمن بات عند «نقطة تحول حاسمة».

وكانت الجماعة المدعومة من إيران التي باتت مصنّفة «منظمة إرهابية أجنبية» من قِبل واشنطن، كثّفت في الأسابيع الماضية من تصعيدها العسكري ضد القوات الحكومية لا سيما في جبهات محافظة مأرب وتعز والضالع، بالتوازي مع التعزيز بحشود جديدة من المجنّدين إلى خطوط التماس.

وعبّر غروندبرغ عن أسفه لجهة هذا التصعيد، وقال: «للأسف، لا تزال العمليات العسكرية مستمرة في اليمن، مع ورود تقارير تفيد بتحريك تعزيزات ومعدات نحو خطوط المواجهة، بالإضافة إلى القصف والهجمات بالطائرات المسيّرة ومحاولات التسلل التي يقوم بها الحوثيون في عدة جبهات، بما في ذلك أبين، والضالع، ولحج، ومأرب، وصعدة، وشبوة، وتعز».

ودعا المبعوث الأممي جميع الأطراف اليمنية إلى تجنّب أي تحركات عسكرية وتصعيدية من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من التوتر وتزج بالبلاد مجدداً في دائرة النزاع. وأشار إلى أن مكتبه يواصل اتصالاته المنتظمة مع الأطراف؛ لحثهم على خفض التصعيد واتخاذ تدابير لبناء الثقة من خلال لجنة التنسيق العسكري.

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

وفي تلميح إلى مساعي الجماعة الحوثية لتحقيق مكاسب ميدانية، قال غروندبرغ إنه يدرك «أن البعض يعتقد أن العودة إلى العمليات العسكرية واسعة النطاق قد تحقّق لهم مكاسب»، مؤكداً بوضوح أن «هذا سيكون خطأ كارثياً على اليمن، وسيهدّد استقرار المنطقة بأكملها»، وفق تعبيره.

وشدد المبعوث الأممي على المسؤولية المشتركة للجهات الفاعلة الإقليمية والدولية التي قال إنها تتحمّل مسؤولية مشتركة في دعم المساعي الدبلوماسية، والتهدئة، وتعزيز الحوار الشامل.

تذكير بالاعتقالات

بالإضافة إلى المخاوف من العودة إلى القتال في اليمن والإشارة إلى صعوبة الأوضاع الاقتصادية والإنسانية، احتلت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين محوراً مهماً من إحاطة غروندبرغ، خصوصاً بعد وفاة أحدهم في معتقل حوثي.

وأوضح المبعوث الأممي إلى اليمن لمجلس الأمن أنه من بين التطورات المقلقة للغاية موجة الاعتقالات التعسفية الرابعة التي نفّذها الحوثيون الشهر الماضي واستهدفت موظفي الأمم المتحدة.

وقال إن هذه الاعتقالات ليست فقط انتهاكاً لحقوق الإنسان الأساسية، بل تمثّل أيضاً تهديداً مباشراً لقدرة الأمم المتحدة على تقديم المساعدات الإنسانية إلى ملايين المحتاجين. والأمر الأكثر استنكاراً وإدانة هو وفاة زميلنا في برنامج الأغذية العالمي في أثناء احتجازه لدى الحوثيين.

الحوثيون يواصلون التعبئة ويكثّفون خروقاتهم للتهدئة لا سيما في جبهات مأرب (إ.ب.أ)

ومع تأكيد إجراء تحقيق عاجل وشفاف وشامل في وفاة الموظف ومحاسبة المسؤولين عن ذلك، طالب غروندبرغ بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين، بمن فيهم موظفو الأمم المتحدة، والعاملون في المنظمات غير الحكومية، وأفراد المجتمع المدني، وأعضاء البعثات الدبلوماسية.

وبينما أبدى المبعوث قلقه من تبعات تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية أجنبية من قِبل واشنطن، على العمل الأممي في مناطق سيطرة الجماعة، قال إنه ينتظر مزيداً من الوضوح بشأن هذا الأمر.

واعترف المبعوث أن «اليمن عند نقطة تحول حاسمة»، وأن الخيارات التي سيتمّ اتخاذها اليوم ستحدد مستقبله، لكنه أبدى تفاؤله بأن الحل المستدام للنزاع لا يزال ممكناً، داعياً الأطراف إلى الالتزام بالعمل بجدية وحسن نية، واتخاذ الإجراءات الضرورية لترجمة التزاماتها إلى واقع ملموس.

شحنتان من إيران

إلى جانب التصعيد الحوثي على الجبهات وتهديد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي بالعودة إلى مهاجمة السفن في البحر الأحمر والانخراط العسكري في الصراع المرتبط بغزة، زادت الجماعة من عمليات التحشيد وتهريب الأسلحة ومهاجمة القوات الحكومية في مأرب.

وفي جديد شحنات الأسلحة المهرّبة، أفاد الإعلام العسكري التابع لقوات «المقاومة الوطنية» التي يقودها طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، بتوقيف شحنتين قادمتين من إيران، وتوقيف البحارّة الذين يضمون 9 إيرانيين و3 باكستانيين بالإضافة إلى بحارة يمنيين.

وذكرت المصادر أن قوات خفر السواحل في قطاع البحر الأحمر ضبطت بالتنسيق مع شعبة الاستخبارات العامة في «المقاومة الوطنية»، شحنة أسلحة نوعية قادمة من إيران إلى الحوثيين عبر ميناء جيبوتي كانت متجهة إلى ميناء الصليف بمحافظة الحديدة.

وحسب المعلومات الرسمية، كان على متن القارب خمسة بحارّة يمنيين مرتبطين بالقيادي الحوثي حسن العطاس، وتضم الشحنة التي أوقفت في جنوب البحر الأحمر معدات عسكرية نوعية، منها أجسام صواريخ مجنحة ومحركات نفاثة تُستخدم في الصواريخ المجنحة والطائرات المسيّرة الانتحارية.

كما تحتوي الشحنة على طائرات مسيّرة استطلاعية، ورادارات بحرية حديثة، ومنظومة تشويش حديثة، ومنظومة اتصالات لاسلكية حديثة.

وجاء إعلان هذه الشحنة بعد يوم من إعلان ضبط قوات البحرية، التابعة لـ«المقاومة الوطنية»، 9 إيرانيين و4 باكستانيين قادمين من ميناء تشابهار في إيران إلى ميناء الصليف في الحديدة، حيث كانوا على متن قارب يحمل شحنة أسمدة مجانية للحوثيين.

وحسب ما أورده الإعلام العسكري التابع لقوات «المقاومة الوطنية»، يعتمد «الحرس الثوري» الإيراني على أساليب وطرق متنوعة لتمويل الجماعة الحوثية؛ إذ يقدّم إليها سِلعاً؛ مثل: السماد والمشتقات النفطية والمخدرات، لتبيعها وتستفيد من ثمنها.

وبثّت قوات «المقاومة الوطنية» التي ترابط على الساحل الجنوبي الغربي لليمن، اعترافات مصوّرة للبحارة، اشتملت على تفاصيل تهريب الشحنتين.