«ميشال دروكير» يقدم استعراضه التلفزيوني «وحدي معكم» في لبنان

المذيع الفرنسي: قمت ببعض التعديلات على برنامج حفلتي في بيروت

الملصق الإعلاني الترويجي للحفل الاستعراضي

المذيع الفرنسي ميشال دروكير يقدم استعراضه السمعي البصري
الملصق الإعلاني الترويجي للحفل الاستعراضي المذيع الفرنسي ميشال دروكير يقدم استعراضه السمعي البصري
TT

«ميشال دروكير» يقدم استعراضه التلفزيوني «وحدي معكم» في لبنان

الملصق الإعلاني الترويجي للحفل الاستعراضي

المذيع الفرنسي ميشال دروكير يقدم استعراضه السمعي البصري
الملصق الإعلاني الترويجي للحفل الاستعراضي المذيع الفرنسي ميشال دروكير يقدم استعراضه السمعي البصري

ينتظر اللبنانيون بحماس موعد حفلة المذيع التلفزيوني الفرنسي المخضرم ميشال دروكير، التي سيقدّمها على مسرح كازينو لبنان، في 18 مارس الحالي. «وحدي معكم» (Seul avec vous) هو عنوان الاستعراض السمعي البصري الذي سيستمتعون بمتابعته على مدى ساعتين متتاليتين، ويتضمن أهم محطاته المهنية على مدى نصف قرن أمضاه في عمل دؤوب، إذ كان يمضي أكثر من 18 ساعة فيه. كما سيطلّ في إحدى فقرات برنامج الحفلة على ذكرياته مع أفراد عائلته، لا سيما تلك التي يتحدثّ فيها عن علاقته الوطيدة بشقيقه جان (مدير إحدى القنوات التلفزيونية الفرنسية) الذي رحل عن الدنيا منذ 14 عاماً».
«لقد كانت تربطني به علاقة مودة كبيرة، ولو كان لا يزال على قيد الحياة، لوافقت دون تردد على عرض تلقيته منذ فترة لتولي إدارة انطلاقة إحدى القنوات الفرنسية الجديدة»... يقول ميشال دروكير في حديث لـ«الشرق الأوسط». وعما إذا كان قد أجرى بعض التعديلات على النسخة التي سيقدّمها في لبنان، أجاب: «لقد قمت بذلك بالطبع لرغبتي في تكريم بلد الأرز على طريقتي، من خلال شخصيات لبنانية تعرّفت إليها عن كثب، واستقبلتها في برامجي التلفزيونية؛ كالإعلامية ليا سلامة، والمغني الفرنسي من أصل لبناني ماتيو شديد (حفيد الكاتب أندريه شديد)، فلديّ عدد كبير من الأصدقاء اللبنانيين الذين يعيشون في فرنسا، أو في أميركا، ولكن ما فاجأني بالفعل هو معرفة اللبنانيين بي إلى هذا الحدّ، فلم أكن أملك أدنى فكرة عن هذا الموضوع، ولعل الفضائيات الفرنسية ساهمت في ذلك بشكل كبير، وأنا سعيد كوني معروفاً في بلدكم، إضافة إلى بلدان أخرى، كأفريقيا مثلاً».
ويرتكز الاستعراض الذي يقدّمه دروكير في لبنان، والذي بدأه في فرنسا منذ نحو السنة، على تقديم فقرات من برامجه التلفزيونية الشهيرة «شانزيليزيه والصيف الهندي» و«vivement dimanche» وغيرها، بعد أن اختار لقطات تجمعه بشخصيات فنية وسياسية معروفة في فرنسا والعالم، حاورها وكان له معها مواقف لم ينسها، وهو يقول عنها: «هي شخصيات صنعت أمجاد الفنّ الفرنسي، أمثال جوني هاليداي وآني جيراردو وشارل أزنافور وداليدا. وغيرها من تلك التي أسست لتاريخ فرنسا المعاصر، أمثال الرؤساء شارل ديغول وفرنسوا ميتران. فهم من أهل السياسة والفنّ الذين تعرفت إليهم عن كثب، والذين سترونهم في إطار لم يسبق أن عرفتموهم فيه، إذ سأخبركم شخصياً عن تجربة لقاءاتي بهم من على المسرح مباشرة، بعد مشاهدتكم للقطات مصورة معهم».
وقد كتب ميشال دروكير نصّ «وحدي معكم» بكلّ تفاصيله، بدءاً من انطلاقه في هذه المهنة، مروراً بالأخطاء التصويرية والمواقف المضحكة التي تعرض لها، وصولاً إلى عصره الذهبي في مجال التلفزيون، الذي دفع ببعض أهم الشخصيات في العالم للاتصال به، مطالبة بالظهور في برنامجه، وقد تطلّب منه ذلك نحو السنتين، وعنه يقول: «أول شخص أخبرته عن مشروعي هذا، وقرأ النص الذي أحضره في هذا الإطار هو صديقي فابريس لوكيني الذي بادرني إلى القول: انتبه ميشال، فأنت ستفتح عليك أبواب النقاد على مصراعيها، وإن كان ما كتبته رائعاً بالنسبة لي، فبعد كل هذه الشهرة التي حصدتها، أراك تستحق هذه الوقفة مع الذات».
يتحدث ميشال دروكير عن استعراضه (من إخراج ستيف سويسا) بحماس وشغف كبيرين، خصوصاً وهو يصف هذه التجربة التي وضعته لأول مرة في احتكاك مباشر مع الناس بعيداً عن الكاميرا، قائلاً: «لم يخيل لي يوماً أنني سأقف على المسرح وحدي ، وأنني سأتحدث مع الحضور عن ذكرياتي، فأشاركهم مشاعري وحقبات مختلفة من مهنتي. فلقد أمضيت نحو نصف قرن في هذه المهنة، إلى حد جعلني أعتقد أنني مت، وقد مر الوقت بسرعة فائقة، خصوصاً أني عاصرت 3 أجيال. وفي تجربتي هذه، كان الأمر مغايراً، وتعرفت إلى أهمية خشبة المسرح، وماذا يعني أن تقف عليها، وأن تكون على تماس مباشر مع حضور ينتظرك بحماس، مع أنك وحدك». ثم يتابع بصوته الدافئ: «الأمر يختلف مع فريق مسرحي يتشارك طاقمه في تقديم مسرحية، أو مع ممثلين يتقاسمون الأدوار في عمل فنّي محدد. ولكن أن تقف وحيداً في مهمة كهذه، أمر صعب إذ يجب أن تفعل المستحيل حتى لا يتسلل الملل إلى الحضور، وأن تستطيع الاستمرار في تقديمه لسنوات كثيرة».
نجح ميشال دروكير في مهمته هذه، فاستقطب استعراضه الآلاف من الناس، بعد أن جال به في مختلف المناطق الفرنسية، فكان يحصد النجاح تلو الآخر. وعن هذا يقول: «لقد سمعت أصداء رائعة من الناس، إذ اعتبروه بمثابة رحلة سفر قاموا بها على مدى ساعتين من الوقت. وفي بيروت، سيستمتعون بمشاهدته لأنه ينقل ذكرياتي في المهنة التي تمثّل ذكرياتهم أيضاً».
لم ينسَ ميشال دروكير، وعلى الرغم من كل الشهرة التي حققها، فضل الأشخاص الذين ساندوه في بداياته، إذ يقول: «لا أنسى ليون زيترون الذي علّمني أصول المهنة، وكيف عليّ أن أتعامل معها. لقد تأثّرت به بشكل كبير، ولا يمكنني أن أنساه أبداً، كما أنني لا أنسى آخرين، كالفنانين جان فيرا وجاك بريل، والرياضي محمد علي كلاي، الذين تركوا أثرهم الكبير على شخصيتي، وكذلك الأمر بالنسبة للراحل جاك مارتان».
وقد أهدى دروكير عمله هذا إلى والدته، فكانت الانطلاقة الأولى له فيها في منطقة بروتان الفرنسية، القريبة من بلدة (رين)، حيث استطاعت والدته في عام 1942، وكانت حاملاً به، أن تنجو من الموت، بعد أن استوقفها أحد رجال الاستخبارات الألمانية (غيستابو) في محطة قطار تلك البلدة، يسألها عن هويتها، وكان يومها زوجها أبراهام في قبضتهم، فتقدّم منها أحد الفرنسيين الذي كان يجيد الألمانية معرفاً عنها بأنها زوجته. وعن ذلك يقول: «هو عمل أهديه بالدرجة الأولى إلى والدتي، كما أنني أدين بكل هذا التوازن في حياتي إلى زوجتي داني سافال التي أعيش معها منذ أكثر من 40 عاماً، وهو أمر من النادر حصوله في مجالي الشهرة والأضواء».
سيمضي دروكير في لبنان 48 ساعة، ترافقه ابنة زوجته ستيفاني جار التي وقّعت سينوغرافيا العرض، وسيزور خلالها السفير الفرنسي في لبنان إيمانويل بون، ويعرج على عدد من أصدقائه الموجودين في بيروت. وهو يوضح ذلك بقوله: «لقد زرت بيروت منذ فترة قصيرة، عندما تلقيت جائزة تكريمية من مؤسسة مي شدياق (نال جائزة الإعلامي المتميز)، ولكني لم أنتظر أن أعود إليه بهذه السرعة».
وعند سؤاله: هل ستقوم بجولة في مرواحية هوائية (الهيليكوبتر) فوق لبنان، لا سيما أنك تهوى هذه الرياضة؟، أجاب: «لا أدري إذا ما كان سيتسنى لي الوقت، ولكني أتمنى أن أقوم بذلك». وعن الجديد الذي يحضّره لجمهوره بعد عمله المسرحي هذا، ردّ: «سيكون هناك جزء ثان منه، ولكن ليس قريباً، إذ علي أن أحمل (وحدي معكم) في جزئه الأول ضمن جولة أقوم بها إلى عدة بلدان أخرى، إلا أن لبنان حظي بالأولى منها».
وعن رأيه في الساحة الإعلامية اليوم، أجاب: «عندما بدأت في مهنتي هذه، كنت واحداً من بين مذيعين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة. اليوم، الحالة أصعب بكثير، إذ إن جيل اليوم يملّ بسرعة، وتحاول محطات التلفزة أرضاء نزواتهم من خلال التغيير المستمر لمقدمي البرامج، فلا يكاد المشاهد يعتاد على أحدهم حتى ينبت أمامه مذيع جديد، فصارت الاستمرارية مسألة صعبة جداً».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».