واشنطن تفرج للفلسطينيين عن 220 مليون دولار

واشنطن تفرج للفلسطينيين عن 220 مليون دولار
TT

واشنطن تفرج للفلسطينيين عن 220 مليون دولار

واشنطن تفرج للفلسطينيين عن 220 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة الإفراج عن أكثر من 220 مليون دولار للفلسطينيين، كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب علّق تحويلها، وطلب مراجعتها. لكنها أكدت أن الأموال موجهة لأغراض خدمية في الضفة الغربية وغزة، ولن تدخل خزينة السلطة، فيما قال مسؤول فلسطيني لـ«الشرق الأوسط»: إن غالبية هذه الأموال مخصصة لمنظمات أجنبية عاملة في الأراضي الفلسطينية.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر، رداً على سؤال خلال مؤتمره الصحافي اليومي، مساء أول من أمس: إن الإدارة أفرجت عن «220.3 مليون دولار لمشروعات في الضفة الغربية مثل المياه والبنية التحتية والتعليم والطاقة المتجددة والمجتمع المدني والبلديات وحكم القانون، إضافة إلى إعادة إعمار غزة». وأشار إلى أن مبلغاً أقل «سيذهب مباشرة إلى دائني السلطة الفلسطينية الإسرائيليين، ومستشفيات في شرق القدس». وشدد على أن أياً من الأموال لن يذهب مباشرة إلى السلطة.
وأوضح مسؤول فلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه الأموال «لم تكن مخصصة أصلاً لخزينة السلطة. لم تكن هدية من الرئيس السابق باراك أوباما، ولا نعرف لماذا قرر ترمب احتجازها ومن ثم الإفراج عنها». ولفت إلى أن «الأموال مخصصة بمعظمها للمؤسسات الدولية العاملة في فلسطين، والجزء الأكبر سيذهب إلى الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) لتنفيذ مشروعات في الأراضي الفلسطينية». وأشار إلى أن «هذه الأموال كان يفترض أن تصل نهاية العام الماضي»، لكنها تأخرت، ثم أمر أوباما بتحويلها قبل ساعات من مغادرته منصبه، في خطوة بدت مباغته للكونغرس والإدارة الجديدة.
وترك أوباما الأمر برمته إلى صباح 20 يناير (كانون الثاني)، قبل ساعات من أداء ترمب اليمين الدستورية، ليبلغ الكونغرس بأنه سيرسل هذه الأموال. والمبلغ الذي قرر أوباما إرساله، هو المتبقي من المساعدات الأميركية السنوية للفلسطينيين عن عامي 2015 و2016. وكان تقرر تجميدها بعدما أوصى الكونغرس بذلك «عقاباً لمساعي السلطة للانضمام إلى المؤسسات المختلفة التابعة للأمم المتحدة»، وبسبب «التحريض».
والتزم البيت الأبيض بقرار الكونغرس، رغم أنه غير ملزم بصورة قانونية. لكن قبل ساعات من وصول ترمب، أرسل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى الكونغرس ليبلغه بقرار تحويل الأموال. وقالت إدارة ترمب إنها ستراجع قرار أوباما الذي صدر في اللحظة الأخيرة، وربما ستجري عليه تعديلات لضمان توافقه مع أولوياتها.
والعلاقة بين إدارة ترمب والسلطة باردة إلى حد كبير، رغم وجود اتصالات متقطعة. وبرز خلاف بين الطرفين حول الموقف من عملية السلام؛ إذ تقول السلطة إنها لن تقبل بأي حل بديل للدولتين، في حين قال ترمب إنه ليس الحل الوحيد. ويخشى الفلسطينيون من أن ينقل ترمب السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، محذرين من أن هذا سيشكل اعترافاً بأن القدس بشقيها الشرقي والغربي هي عاصمة إسرائيل، وسينهي أي دور أميركي في عملية السلام.
ويسعى الفلسطينيون رغم ذلك إلى علاقات أفضل مع الولايات المتحدة. والتقى رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج مسؤولين أمنيين في الولايات المتحدة، ثم جاء رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية مايك بومبيو، واجتمع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله. لكن لم يحدث بعد أي اتصال على مستوى البيت الأبيض أو الخارجية الأميركية.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.