معرض الرياض للكتاب... شبكات التواصل همزة وصل ومتجر إلكتروني للتسويق

تشكيلية ماليزية تبهر الحضور بلوحة فنية حملت عنوان «بلاتين الأبيض»

معرض الرياض للكتاب يطلق متجرًا إلكترونيا (واس)
معرض الرياض للكتاب يطلق متجرًا إلكترونيا (واس)
TT

معرض الرياض للكتاب... شبكات التواصل همزة وصل ومتجر إلكتروني للتسويق

معرض الرياض للكتاب يطلق متجرًا إلكترونيا (واس)
معرض الرياض للكتاب يطلق متجرًا إلكترونيا (واس)

أطلق معرض الرياض الدولي للكتاب متجراً إلكترونياً معتمداً، يهدف إلى تسويق الكتاب عبر منصات التوزيع الإلكتروني، في حين نشطت وسائل التواصل الاجتماعي كهمزة وصل تربط المثقفين بالكتب وأجنحة الدور الناشرة لها.
ولجأ عشرات المؤلفين، وعدد أكبر من القراء إلى وسائل التواصل للتعرف على آخر الإصدارات للمؤلفين السعوديين والعرب، كما نشطت دور النشر في الترويج لكتبها عبر الوسائط الإلكترونية. وأطلق المعرض متجراً إلكترونياً معتمداً لبيع الكتب عن طريق موقع «بوكس.كوم»، التابع للشركة الوطنية للتوزيع، الذي يوفر جميع الكتب المعروضة في المعرض بالأسعار ذاتها، وتوصيلها لجميع مناطق المملكة والعالم على حدٍ سواء، برسوم شحن رمزية.
وعدّ الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للتوزيع حمد البكر المتجر الإلكتروني «معرضاً افتراضياً متكامل الأركان»، لافتاً في ذات الصدد إمكانية الحصول على توقيع المؤلفين للزوار في شتى دول العالم، في خدمة تعدّ الأولى من نوعها في معارض الكتاب على مستوى العالم.
ولفت البكر النظر إلى أن التطور التقني الذي تخطوه إدارة معرض الرياض الدولي للكتاب 2017 يأتي مواكباً مع رؤية المملكة 2030؛ إذ تعدّ التقنية أحد أبرز مواردها الاقتصادية.
ووفقاً للبكر، يحتوي المتجر على قرابة المليون عنوان من شتى الفنون والأذواق التي تستهوي القُراء، مع التركيز على كتب الأطفال والكتب منخفضة القيمة، ومجموعات لكتب قصصية وحصرية في الوطن العربي.
في حين ذكر الدكتور صالح المحمود رئيس اللجنة الثقافية لمعرض الرياض الدولي للكتاب «إن البرنامج الثقافي الذي أصدرته اللجنة يتميز بتنوع فعالياته وأنشطته المصاحبة من شبابية وثقافية، وجناح الطفل، وكذلك المسرحيات والأمسيات الشعرية».
وأوضح أن البرنامج الثقافي في هذه الدورة سيوجد سجالاً إيجابياً نظراً لعوامل متعددة أسهمت في تجويده وإبعاده عن النمطية والتكرار في المتحدثين، وصنعت توازناً جيداً في المعطى العام للفعاليات التي تراوحت بين ندوات ثقافية تتمازج مع الوجدان الجمعي والوطني، وبرامج تلامس اهتمامات الشباب، وعروض مسرحية للطفل وذويه تغرس الكثير من القيم.
وأشار إلى أنه وللمرة الأولى في تاريخ المعرض يستأثر الشباب بنسبة كبيرة من برامج المعرض، حيث استحدثت هذه النسخة الجديدة برامج «المبادرات الشبابية»، التي تستجيب لاهتمامات الشباب وتطلعاتهم الثقافية سواء في الفعل القرائي أو الكتابي أو عوالم الفضاء الشبكي وغيرها، مؤكداً أن رهان النجاح في هذه المبادرات ينطلق من كون الشباب أنفسهم هم الذين سيقدمون هذه الفعاليات ويصنعونها.
وأوضح الدكتور المحمود أن البرنامج الثقافي يشتمل على فعاليات ثقافية جديدة حيث ستكون هناك ورش تعنى بالتصوير الضوئي (الفوتوغراف)، وصناعة الأفلام السينمائية، وتصميم الأغلفة، ورسم الكاريكاتير، ولحظات الإبداع وغيرها.
وفي الجناح الماليزي، ضيف الشرف لمعرض هذا العام، تشارك الروائية والفنانة التشكيلية الماليزية «سيتي إسماعيل» في معرض الرياض، بلوحة فنية حملت عنوان «بلاتين الأبيض». وتعتبر لوحة «بلاتين الأبيض» آخر أعمالها التي ابتعدت فيها عن التصوير المباشر للشكل البشري في الوضع الطبيعي، ففضلت أن تتخذ طابع الألم والعاطفة.
والتشكيلية الماليزية سيتي إسماعيل من مواليد عام 1949، حازت على جائزة «ماليزيا وجنوب شرقي آسيا» في الكتابة والشعر والفنون التشكيلية. كما برزت في مجال كتابة الروايات، والقصص القصيرة، والشعر، والكتابة الإبداعية، والمجلات المؤلفات والبحوث الأكاديمية، والمقالات النقدية، والتحليل.
وتأتي مشاركة الوفد الماليزي في معرض الرياض الدولي للكتاب 2017 تأكيداً لأهمية التعاون والمشاركة والتبادل الثقافي بين البلدين، حيث تشمل المشاركة في الفعاليات والأنشطة الثقافية.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».