قرية كولومبية عمرها 416 عاماً تحترف صناعة كرات القدم

انتاجها يتدلى من الشرفات والأبواب وربع سكانها يعملون في هذه الصنعة

الصناعة اليدوية لكرات القدم (أ.ف.ب)  -  خياطة الكرات يدوياً أسلوب اعتمده سكان مونغي (أ.ف.ب)
الصناعة اليدوية لكرات القدم (أ.ف.ب) - خياطة الكرات يدوياً أسلوب اعتمده سكان مونغي (أ.ف.ب)
TT

قرية كولومبية عمرها 416 عاماً تحترف صناعة كرات القدم

الصناعة اليدوية لكرات القدم (أ.ف.ب)  -  خياطة الكرات يدوياً أسلوب اعتمده سكان مونغي (أ.ف.ب)
الصناعة اليدوية لكرات القدم (أ.ف.ب) - خياطة الكرات يدوياً أسلوب اعتمده سكان مونغي (أ.ف.ب)

يعمل ربع سكان قرية مونغي الخلابة في كولومبيا والبالغ عددهم 4900 نسمة والتي يعود تاريخها إلى عام 1601، والواقعة في مناطق جبال وسط البلاد، في صناعة كرات القدم، موزعين على نحو 20 مؤسسة مختصة. يكفي النظر إلى ساحتها العامة لتشاهد كرات قدم تتدلى من الشرفات والأبواب، وتمثال على شكل كرة أيضاً ينتصب فيها.
ولا تزال بعض هذه المؤسسات تقوم بخياطة الكرات يدوياً، وهو أسلوب اعتمده سكان مونغي منذ ثلاثينات القرن الماضي.
ويروي مدير ومؤسس متحف كرة القدم في القرية إدغار لادينو لوكالة الصحافة الفرنسية: «كان عمي فرويلان يقوم بخدمته العسكرية على الحدود مع البرازيل. وفي عام 1934 وفي ولاية ماناوس البرازيلية، زار أحد السجون حيث تعلم كيفية خياطة الكرات». أضاف: «نقل الفكرة إلى مونغي واتخذ على عاتقه تعليم السكان ذلك».
بلغت ذروة إنتاج الكرات في السبعينات. كان 80 موظفاً يعملون عند والد إدغار وكان عملهم يكتمل كل يوم سبت عندما يأتي مزارعون ويعطونهم 10 إلى 15 كرة خيطوها بأيديهم خلال الأسبوع.
ويؤكد إدغار: «كانت حقبة جميلة جدا» معرباً عن أسفه «للحداثة» التي يشهدها المجتمع حالياً، وإغراق السوق بكرات مصنوعة على الطريقة الصينية التجارية التي ضربت بعرض الحائط تقاليد خياطة الكرات.
تستعيد فيتالينا ميزا وخوسيه سييرا هذه الأيام الجميلة، وهما لا يزالا يحافظان على تقليد الصناعة اليدوية لكرات القدم، إلا أن أربعة من أولادهم يعملون في مصانع تعتمد على تقنيات أكثر حداثة.
وفي «مكتبهم» - وهو عبارة عن غرفة في منزلهما المتواضع طليت جدرانها باللون الأزرق - تقوم فيتالينا وخوسيه باستخدام إبرة واحدة، بخياطة 32 قطعة مختلفة لجعلها كرة قدم واحدة.
تستغرق فيتالينا التي تعتبر أسرع من زوجها في الخياطة، ساعتين لإتمام كل عينة، أما خوسيه فيحتاج إلى ثلاث ساعات. ويقوم الزوجان بتجهيز 5 إلى 6 كرات يومياً مقابل بدل مالي يراوح بين دولارين و2.8 دولار لكل كرة.
ويقول خوسيه (67 عاماً): «طالما نتمتع بالصحة ونستطيع الاستمرار في الخياطة سنواصل العمل»، متذكرا الحقبة التي كان فيها «يبحث عن الوقت» للخياطة في خضم مهامه الزراعية المتنوعة.
ويشير إلى أن الأعمال الزراعية «كانت توفر لنا المال مرة كل ستة أشهر. كرات القدم (كانت توفر المال) مرة كل 15 يوماً».
وبدأت زوجته البالغة من العمر 60 عاماً في الخياطة منذ بلوغها التاسعة، لكنها تعتبر حالياً أن «عصر الكرة المخيطة ولى، انه زمن الكرات المصنعة المتوافرة بكميات كبيرة».
ولا ترى فيتالينا اختلافاً في نوعية الكرات المخيطة أو المصنوعة آلياً، معتبرة أنه «يمكن اللعب مع كرة مخيطة تحت المطر، في الماء، لا يهم ما هي الظروف فهي تقاوم كل الظروف المناخية. في المقابل، فإن الكرات المصنعة لا تقاوم الرطوبة وتترهل».
في مونغي، ينكب كثيرون على هذه التقنية الحديثة: ففي المؤسسة التي أنشأتها روزا هورتادو (42 عاماً) مع زوجها، لا يقوم العاملون بخياطة الكرات من الخارج قبل وضع الإطار الداخلي، بل يستعملون قالب كرة من الكاوتشوك قبل أن يلصقوا عليه الأجزاء الخارجية.
وتقول أوزا: «بدأنا بشراء القالب وكنا نبقيه أسفل سريرنا بانتظار الحصول على ما يكفي من المال لابتياع باقي المواد».
تضيف: «اشترينا خمسة أمتار من هذه المواد من اللون الأبيض ومثلها من اللون الأسود فكانت بداية صناعة صغيرة للكرات في منزلنا في غرفة صغيرة تحولت في ما بعد إلى مؤسسة غيغول» التي أسستها.
وتقوم «غيغول» بصناعة ألفي كرة تصدر إلى فنزويلا وقد يصل عدد العاملين في بعض الأحيان إلى نحو 15 عندما يكون الطلب عالياً، وتلجأ حينها إلى الاستعانة بخبرات ربات المنازل «بسبب رشاقة اليد العاملة النسائية». ويثير هذا النشاط الكروي اهتمام السياح الذين يزورون مونغي خلال استكشافهم للجبال الكولومبية.
ويقول الفرنسي بنجامين كورتادون الذي كان أولاده يلهون بالكرات في أحد متاجر القرية: «جئنا للقيام بجولة في المنطقة لكن أيضاً من أجل معرفة كيفية صناعة الكرات».



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.