«حجر جهنم»... عن العنف الذكوري في المجتمع المصري

دراما مصرية مستوحاة من قصة فنلندية

مشهد من مسلسل «حجر جهنم»
مشهد من مسلسل «حجر جهنم»
TT

«حجر جهنم»... عن العنف الذكوري في المجتمع المصري

مشهد من مسلسل «حجر جهنم»
مشهد من مسلسل «حجر جهنم»

يعرض حالياً على قناة «mbc» دراما المسلسل المصري «حجر جهنم»، والذي يدور في قالب تشويقي مثير حول ثلاث قصص لـ3 سيدات يعانين من مشاكل في علاقاتهن مع أزواجهن، ولذلك يخططن لقتلهم والتخلص منهم.
المسلسل يعرض في 45 حلقة في إطار كوميدي لايت ودرامي منوع بالحزن والضحك، أشبه ما يكون بالكوميديا السوداء، وهو مستوحى من قصة فنلندية تقول: «إن حدث وأغضبت امرأة تحبّك فاعلم أنك تكتب نهايتك».
«حجر جهنم» بطولة عدد كبير من الفنانين منهم الفنان الأردني إياد نصار، والفنانة السورية كندة علوش، والفنانة المصرية شيرين رضا، وعارضة الأزياء المصرية أروى جودة، وهاني عادل، وأميرة هاني، وفراس سعيد، والفنانة القديرة سلوى عثمان. رؤية وسيناريو وحوار الكاتبة هالة الزغندي، وإخراج حاتم علي مع إخراج مشترك للمخرج خالد الحجر، ومدير التصوير محمد عز العرب، ومن إنتاج محمد مشيش.
تتناول تفاصيل المسلسل حياة ثلاث سيدات يعانين من الاستبداد الذكوري، وهن (الفنانة السورية كندة علوش «زينة»– أروى جودة «حورية» – شيرين رضا «صافي») فيقررن الخلاص من هذا الواقع الأليم والخلاص من أزواجهن وذلك بتدبير حادث للسيارة التي يستقلها الأزواج. وخلال تحقيق الشرطة ينكرن صلتهن بمقتل أزواجهن. بعد عودتهن للقاهرة للاستمتاع بالحرية المؤقتة، تواجه كندة علوش شبح زوجها في كل مكان، وأروى جودة تفاجأ بأن زوجها اعتاد على الاستدانة من أشخاص كثيرين وكان مدينا لهم، وشيرين رضا لا تختلف حالاً معهما في أن شقتها ملك لشقيق زوجها ويطالبها بالخروج من الشقة لزواج ابنته. تكتشف الصديقات الثلاث حقيقة أزواجهن.
يتناول المسلسل مشاكل العلاقات الزوجية والحب من خلال كتاب «الرجال من المريخ والنساء من الزهرة... الدليل الرائع لفهم الجنس الآخر» تأليف د. جون غراي.
تم تصوير المسلسل في محمية طبيعية بالفيوم ومناطق وسط القاهرة الراقية وديكورات القاهرة القديمة وأحيائها التراثية، ويتمثل ذلك في بيت أروى جودة ومنزل شيرين رضا.
دراما «حجر جهنم» هي دراما مصرية تعبر عمّا وصلت إليه المرأة العربية عامة والمصرية خاصة من أوضاع مزرية من الحياة الاجتماعية عالية التكاليف، وفقدان الحب والأمان الأسري والزوجي خاصة. أداء الفنانة السورية كندة علوش جاء صادقاً في بعض الأوقات ونذكر منها عند قيامها بغناء مقطع من أغنية الديفا سميرة سعيد الشهيرة «محصلش حاجة»، ومن خلال الأغنية أرادت كندة توصيل رسالة لأروى جودة وأحمد مجدي اللذين ظهرا معها في نفس المشهد ضمن أحداث العمل، وهي أن الحياة تسير من دون الرجال وتسير أفضل أحيانا.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».