دليلك إلى البث الحي عبر الهاتف

منصات الشبكات الاجتماعية توفر أفضل الفرص للإبداعات الفردية والجماعية

البث الحي عبر الهاتف  إزداد شعبية
البث الحي عبر الهاتف إزداد شعبية
TT

دليلك إلى البث الحي عبر الهاتف

البث الحي عبر الهاتف  إزداد شعبية
البث الحي عبر الهاتف إزداد شعبية

تحول البث الحي إلى واحد من أهم النشاطات التي يلجأ إليها الأفراد على صعيد شبكات التواصل الاجتماعي، سواء كنت تستخدم الفيديو للتشارك في أفكارك مع الأصدقاء، أو مع العالم بأسره. وربما عاينت ظهور بعض الإخطارات التي تفيد بأن صديقاً لك ينقل بثاً حياً - أو أنك شاهدت البث الحي ذاته عبر «فيسبوك» أو «تويتر» أو «إنستغرام» أو وسائل أخرى. إلا أنه إذا كنت لم تقتحم بعد عالم البث الحي، نعرض لك هنا بعض الإرشادات التي تعينك في هذا المجال.

منصات البث الحي

على الجانب الإيجابي، يتميز البث الحي بسهولته، خصوصاً أننا جميعاً نحمل كاميرات في أيدينا داخل هواتفنا الذكية. ومع هذا، قد تتعقد الأمور قليلاً عندما تحاول اختيار نمط الخدمة التي تعتمد عليها. والملاحظ أن الشركات المختلفة تطرح خدمات البث الحي بخصائص مختلفة. وعليه، فإن ما قد ينجح مع شخص ما ربما لا ينجح مع آخر. وحال خوض تجربة بث حي فاشلة، فإن هذا الأمر قد يصيبك بإحباط بالغ لدرجة تدفعك بعيداً عن الأمر برمته.
وفيما يلي جولة عامة حول المنصات الكبرى وبعض خدمات نسق الرسومات المتبادلة.
• يوتيوب: وهو المنصة المثلى للساعين لنيل مستوى النجومية على شبكة «الإنترنت» من خلال الوصول إلى جمهور عريض من الغرباء.
ولا يطلب «يوتيوب» منك إنشاء حساب كي تتمكن من مشاهدة مادة ما، الأمر الذي يشكل ميزة للمشاهدين ولصانعي المواد على حد سواء. وجدير بالذكر أن «يوتيوب» أطلق لتوه خيار البث الحي من الهاتف الجوال أخيراً، وهي متاحة الآن فقط للأفراد الذين يبلغ عدد متابعيهم أكثر من 10000 شخص. إلا أنه من المتوقع إتاحة الخدمة أمام الجميع في وقت لاحق من العام الحالي. وعندما يحدث ذلك، قد يتحول الموقع إلى منصة كبرى للبث الحي.
إلا أن حقيقة أن «يوتيوب» يتيح هذه الخدمة أولاً أمام الصانعين البارزين للمواد ضمنياً تشير حقيقة إلى احتمال أن يكون لدى القائمين على الموقع اعتقاد بأن هذه الأداة ستحقق أكبر قدر من الإفادة لأولئك الراغبين في تحقيق شعبية واسعة عبر الإنترنت. وإذا كنت ترغب في جني أموال من وراء البث المباشر عبر قنوات «يوتيوب»، ينبغي لك التمسك بالتناغم والاستقرار في المواد التي تطرحها، ذلك أن قنوات «يوتيوب» التي لا تلتزم بجدول زمني واضح ومستقر تميل لفقدان وهجها سريعاً.
• «فيسبوك»: وهو الأمثل لأصحاب الأعداد الكبيرة من المتابعين عبر «فيسبوك».
وبمقدور المواد التي يجري إطلاقها من خلال البث الحي بموقع «فيسبوك» الوصول إلى الأفراد داخل وخارج الشبكة - وقد تمنح غالبية الأفراد فرصة الوصول إلى أكبر جمهور محتمل لأي خدمة بث حي حتى الآن. إلا أنك بطبيعة الحال ستحظى بالفرصة المثلى للوصول إلى الآخرين ممن يتلقون إخطاراً عندما تبدأ بثاً حياً، بمعنى الأفراد الذين يتابعونك بالفعل. ويمكنك إطلاق بث حي لمدة تصل إلى 4 ساعات.
ومن الأفضل لك الاستجابة للتعليقات من فيديو البث الحي بدلاً من الكتابة في ردودك. وتعد هذه نصيحة مفيدة لكل محاولات البث الحي، لكنها مفيدة على نحو خاص بالنسبة لـ«فيسبوك»، حيث من المحتمل أن تتواصل مع جمهور مهتم بالفعل بما تقوله ويرغب في إجراء محادثة معك.

عروض اللحظة

• «إنستغرام»: الأمثل لمحاولة أن تعرض على أصدقائك ومتابعيك مادة لطيفة في تلك اللحظة تحديداً.
يمكن أن تستمر فيديوهات البث الحي عبر «إنستغرام» لما يصل إلى الساعة ولا يجري حفظها - بمجرد أن تنتهي من البث، تختفي. ومن الممكن أن يضيف ذلك إلى متعة البث وعفويته، وأن يضفي عليه طابعاً ودوداً ويخلو من الرسميات.
معلومة تفيدك: لا تستخدم الموقع من أجل بث فيديو قد تحتاجه لاحقاً.
• «بيرسكوب»/ «تويتر»: الأمثل للتشارك في تجربة ما مع متابعيك. وقد كان «تويتر»، عبر «بيرسكوب»، شبكة التواصل الاجتماعي الرئيسية الأولى التي تفتح الباب أمام البث الحي - ولا يزال الموقع يحمل بين جنباته شعوراً بالتجربة الأولى.
وعادة ما ينظر الناس إلى «تويتر»، وبصورة أوسع «بيرسكوب»، باعتبارهما يخلوان من الطابع الرسمي ويتميزان بقدر واضح من السلاسة والبساطة، مما يجعلهما منصة رائعة للتشارك في تجارب شخصية حية من الأرض يمكنك لاحقاً العودة إليها ومعايشتها من جديد.
باستطاعتك أيضاً أن تجري بثاً مباشراً من تطبيق «تويتر» عبر الضغط على زر «مباشر» الذي يبدو أمامك عندما تطلق تغريدة جديدة. وثمة أهمية خاصة لدى التحرك عبر «تويتر» - الذي يتحرك بسرعة - لأن تطلق بضع تغريدات تنوه خلالها بأنك ستنتقل إلى بث حي قبل أن تبدأ في البث فعلياً، نظراً لأن هذا يمنحك فرصة أفضل لبناء جمهور.
• «سنابشات»: الأمثل للمحادثات من فرد لآخر. وفيما يخص البث الحي الحقيقي، يسمح لك «سنابشات» بالقيام بذلك مع مستخدم آخر واحد فقط - بمعنى أنه يوفر بصورة أساسية محادثة حية عبر الفيديو. ولدى أصدقائك خياران، إما «مشاهدة» البث الحي الذي تقدمه أو «الانضمام» لك - الأمر الذي يطلق اتصالاً أقرب ما يكون إلى محادثة مستمرة عبر الفيديو.
وبمقدورك محاكاة البث الحي الفعلي من خلال رفع عدة مقتطفات على قسم «القصة» في حسابك، الذي يمكن لمتابعيك مشاهدته. وعبر هذا الأسلوب، تمكن جراح في المملكة المتحدة من نقل بث حي لجراحة اضطلع بها لإزالة ورم من قولون مريض أثناء ارتدائه النظارات الخاصة بـ«سنابشات»، وذلك من خلال ربط مقتطفات فيديو تبلغ مدة كل منها 10 ثوانٍ.
في بعض الأحيان، يعرض «سنابشات» بالفعل أحداثاً «حية» يمكن لأي شخص المشاركة بها، ما دام أنه في المنطقة. وسيتعين عليك من أجل الاضطلاع بذلك تفعيل خدمة تحديد الموقع. وحال قيامك بذلك، سيكون بإمكانك المشاركة بمقتطفات فيديو تتناول «قصتنا»، التي يمكن فيما بعد دمجها في مجموعة أكبر من الفيديوهات تنتمي لحدث بعينه.

نصائح بسيطة للتصوير الحي المباشر

> فيما يلي بعض النصائح البسيطة التي ستفيدك في كل وقت. وبمعاونة جيسون ألداغ، محرر الفيديوهات لدى «ذي واشنطن بوست»، خلصنا إلى ما يلي:
* احرص دوماً على وجود أشد مصادر الضوء خلف الكاميرا. وإذا كنت تصور نفسك، فإن هذا يعني ضرورة أن يكون الضوء أمامك. أما إذا كنت تصور شخصاً أو شيئاً ما آخر، فإنه ينبغي أن يكون خلفك.
* لا تحرك الكاميرا. حاول أن تبقي يديك ثابتة بأكبر قدر ممكن كي يبقى المشاهدون راضين.
* عليك أن تكون مدركاً للضوضاء في الخلفية، خصوصاً خلال إجراء مقابلة.
* تذكر أن هاتفك يصور، ذلك أن من السهل للغاية على الكثيرين نسيان أنهم يقدمون بثاً حياً مصوراً. واحرص ألا ينتقل المشهد فجأة أمام المشاهدين إلى الأرضية بينما تتصفح أنت تعليقاتهم على الشاشة. واحرص على ألا تتسبب الإخطارات في تشتيت انتباهك.
* احرص على شحن هاتفك جيداً والتمتع بخدمة إنترنت جيدة. في الواقع، الناس لديها استعداد للتسامح مع وقوع أخطاء أثناء البث الحي، لكن يبقى من الأفضل بالتأكيد تجنب حدوث أخطاء غير متوقعة.+

* خدمة «واشنطن بوست»
خاص بـ {الشرق الأوسط}



كيف يتحول «مايكروسوفت كوبايلوت» من أداة عمل إلى رفيق يومي للمستخدمين؟

تكشف البيانات أن المستخدمين يلجأون للمساعد لطرح أسئلة صحية وعاطفية وفلسفية وليس فقط لحلول تقنية أو عملية (شاترستوك)
تكشف البيانات أن المستخدمين يلجأون للمساعد لطرح أسئلة صحية وعاطفية وفلسفية وليس فقط لحلول تقنية أو عملية (شاترستوك)
TT

كيف يتحول «مايكروسوفت كوبايلوت» من أداة عمل إلى رفيق يومي للمستخدمين؟

تكشف البيانات أن المستخدمين يلجأون للمساعد لطرح أسئلة صحية وعاطفية وفلسفية وليس فقط لحلول تقنية أو عملية (شاترستوك)
تكشف البيانات أن المستخدمين يلجأون للمساعد لطرح أسئلة صحية وعاطفية وفلسفية وليس فقط لحلول تقنية أو عملية (شاترستوك)

يكشف تقرير جديد لـ«مايكروسوفت» أن مُساعدها الذكي «كوبايلوت»، المُدمج في منظومتها الرقمية، بات يُستخدم بطرق تتجاوز بكثيرٍ المهام التقليدية في بيئات العمل. يستند التقرير إلى تحليل 37.5 مليون تفاعل مجهول الهوية، ويُظهر أن دور «كوبايلوت» يتوسع ليشبه أحياناً زميلاً في العمل، وأحياناً أخرى مستشاراً شخصياً يعتمد عليه المستخدمون في حياتهم اليومية.

استخدامات تتخطى المتوقع

عندما أطلقت «مايكروسوفت» المُساعد «كوبايلوت»، كان الهدف منه تعزيز الإنتاجية داخل تطبيقات مثل «وورد» و«إكسل» و«آوتلوك» و«تيمز». ومع ذلك، يكشف التقرير أن استخداماته أصبحت مختلفة جداً بحسب الجهاز والسياق. على أجهزة الكمبيوتر المكتبية وخلال ساعات العمل، يعتمد المستخدمون عليه لإنجاز مهامّ تتعلق بالبحث وتلخيص الوثائق وإدارة المحتوى. أما على الهواتف المحمولة، فيتحول «كوبايلوت» إلى شريك شخصي يُسأل عن الصحة والعلاقات، وحتى اتخاذ القرارات اليومية. هذا الانقسام في طبيعة الاستخدام يعكس قدرة الأداة نفسها على خدمة احتياجات متنوعة، وفقاً للحظة التي يُستخدم فيها التطبيق، وطبيعة الشخص الذي يتفاعل معه.

الوجه الإنساني للمحادثات

تحليل البيانات يُظهر أن الأسئلة المتعلقة بالصحة تأتي في المرتبة الأولى على الهواتف الذكية طوال العام، ما يشير إلى أن المستخدمين يلجأون إلى «كوبايلوت»، ليس فقط للمهام الذهنية، بل أيضاً للبحث عن دعم في أمورهم الخاصة. كما أظهر التقرير اختلافاً واضحاً في الموضوعات التي يطرحها الناس خلال اليوم، كأسئلة العمل والسفر التي ترتفع في ساعات النهار، بينما تزداد الأسئلة الفلسفية والدينية في الليل. هذه الأنماط تشبه السلوك البشري الطبيعي، ما يعكس اندماج الذكاء الاصطناعي في إيقاع الحياة اليومية.

يتجه مستقبل الذكاء الاصطناعي نحو شراكة فكرية مع الإنسان بما يستدعي تطوير أنظمة موثوقة تمنع الاعتماد المفرط أو إساءة الاستخدام (شاترستوك)

ما وراء الإنتاجية التقليدية

توضح نتائج الدراسة أن المستخدمين لا ينظرون إلى «كوبايلوت» بوصفه أداة آلية فقط، بل بصفته جهة يمكن الحوار معها وطلب المشورة منها. في أحيان كثيرة، يؤدي دور زميل يساعد في التفكير، أو صديق يمكن الحديث إليه عن موضوعات شخصية. هذا التوسع في الدور يطرح تحديات جديدة أمام مطوري الذكاء الاصطناعي، فكلما ازداد اعتماد الناس على الأداة كـ«رفيق»، أصبحت الحاجة إلى الدقة والشفافية والسلوك الأخلاقي أقوى.

الثقة والمسؤولية

تعترف «مايكروسوفت» بأن «كوبايلوت» لم يُصمَّم أصلاً ليكون مستشاراً عاطفياً أو نفسياً، لكن طبيعة تفاعل المستخدمين معه جعلته يؤدي هذا الدور بشكل غير مباشر. هذا الأمر يعكس العلاقة المعقدة بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، حيث تنشأ الثقة تدريجياً، وقد تتحول الأداة، مع الوقت، إلى جزء من مساحة اتخاذ القرار لدى الشخص. وفي المقابل، يحذر الخبراء من ضرورة وضع حدود واضحة؛ لأن التعلق الزائد بالتقنية قد يؤدي إلى سوء استخدام أو إساءة تفسير للمُخرجات.

مستقبل الذكاء الاصطناعي

يرسم تقرير «مايكروسوفت» صورة واضحة عن كيفية تحول الذكاء الاصطناعي إلى جزء لا يتجزأ من الحياة المهنية والشخصية على حد سواء. سواء في كتابة بريد إلكتروني أم تنظيم البيانات أم طلب نصيحة حياتية، أم حتى مناقشة أسئلة وجودية في آخِر الليل، بات المستخدمون ينظرون إلى هذه الأدوات على أنها شركاء في التفكير، وليس مجرد برامج. وبينما تتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي بوتيرة سريعة، تبرز الحاجة إلى تصميم أنظمة أكثر موثوقية ووعياً بسلوك الإنسان، قادرة على مساعدة المستخدم دون تجاوز الخط الفاصل بين المساندة والاعتماد المُفرِط.


علاج مبتكر وواعد لاستعادة المجال البصري لدى الناجين من السكتات

تُفقد الهيميانوبيا آلاف الناجين من السكتات نصف مجال رؤيتهم وتحدّ بشدة من قدرتهم على أداء الأنشطة اليومية (أدوبي)
تُفقد الهيميانوبيا آلاف الناجين من السكتات نصف مجال رؤيتهم وتحدّ بشدة من قدرتهم على أداء الأنشطة اليومية (أدوبي)
TT

علاج مبتكر وواعد لاستعادة المجال البصري لدى الناجين من السكتات

تُفقد الهيميانوبيا آلاف الناجين من السكتات نصف مجال رؤيتهم وتحدّ بشدة من قدرتهم على أداء الأنشطة اليومية (أدوبي)
تُفقد الهيميانوبيا آلاف الناجين من السكتات نصف مجال رؤيتهم وتحدّ بشدة من قدرتهم على أداء الأنشطة اليومية (أدوبي)

يفقد آلاف الناجين من السكتات الدماغية كل عام القدرة على رؤية نصف مجالهم البصري، في حالة تُعرف بـ«الهيميانوبيا»، حيث يختفي جانب كامل من الرؤية على طول الخط العمودي الفاصل بين نصفي المجال البصري. هذا الاضطراب يعرقل بشكل كبير أنشطة الحياة اليومية. وتصبح القراءة شاقة والقيادة قد لا تعود ممكنة، وحتى السير في مكان مزدحم يتحول إلى مهمة صعبة.

حدود العلاجات المتاحة حالياً

ورغم تأثير «الهيميانوبيا» الكبير، فلا توجد علاجات قادرة على استعادة الجزء المفقود من الرؤية بشكل فعّال؛ فمعظم التدخلات الحالية تركز على مساعدة المرضى في التكيف مع النقص بدلاً من استعادة القدرة البصرية. أما برامج التأهيل التي تهدف إلى بعض التحسن فهي تتطلب تدريباً مكثفاً يستمر لأشهر، وغالباً ما تكون نتائجها محدودة.

يرجع التحدي الأساسي إلى الطريقة التي يتواصل بها الدماغ داخل النظام البصري؛ ففي الوضع الطبيعي، تعمل القشرة البصرية الأولية والمنطقة المتوسطة الصدغية المسؤولة عن إدراك الحركة بانسجام، وتتبادلان المعلومات عبر إيقاعات كهربائية دقيقة تُعرف بالذبذبات الدماغية، لكن السكتة الدماغية قد تُفقد هذه المناطق قدرتها على العمل المتناسق ما يؤدي إلى اضطراب في معالجة المعلومات البصرية.

وقد أشارت دراسات سابقة إلى أن التحفيز غير الجراحي للدماغ قد يساعد في إعادة ضبط هذه الذبذبات وتحسين التواصل بين المناطق البصرية ودعم عملية التعافي. بناءً على هذا الأساس، اختبر فريق بقيادة فرايدهيلم هومل من معهد «Neuro - X» في جامعة «EPFL» السويسرية علاجاً جديداً يجمع بين تدريب بصري متخصص وتحفيز دماغي متعدد النقاط لإعادة تنسيق النشاط العصبي، وتحسين التعافي لدى مرضى الهيميانوبيا.

العلاج الجديد يجمع بين تدريب بصري وتحفيز دماغي متعدد الترددات أعاد مزامنة الإشارات العصبية لدى بعض المرضى

إعادة تنظيم المعالجة البصرية

في تجربة سريرية مزدوجة التعمية ومضبوطة بدواء وهمي، أظهر الباحثان أستيلا رافان وميكيلي بيفلاكوا مع زملائهما أن هذه الطريقة المزدوجة يمكن أن تُحدث تحسناً ملحوظاً في الوظائف البصرية حتى لدى المرضى المصابين منذ سنوات طويلة.

ويصف هومل هذا المشروع بأنه تطبيق لأول استراتيجية مبتكرة تعتمد على تحفيز دماغي ثنائي البؤرة يحاكي الطريقة التي يعمل بها الدماغ طبيعياً، بهدف تعزيز الوظائف البصرية لدى مرضى السكتة الدماغية. كما حدّد الفريق عوامل ترتبط بالاستجابة للعلاج، ما قد يمهّد لتحديد مؤشرات حيوية تساعد في اختيار المرضى الأنسب للعلاج.

كيف أُجريت التجربة؟

شارك في الدراسة 16 مريضاً يعانون من «الهيميانوبيا». تدرب المشاركون على مهمة للكشف عن الحركة صُممت لتحفيز الحافة الفاصلة بين الجزء المبصر والجزء المصاب من مجال الرؤية. وخلال التدريب، تلقّى المرضى تحفيزاً دماغياً عبر التيارات المتناوبة متعددة الترددات (cf - tACS)، وهي تقنية تستخدم تيارات كهربائية منخفضة الشدة لتعديل توقيت الذبذبات الدماغية ودعم الوظائف الإدراكية.

واستهدف الباحثون مزامنة الإيقاعات العصبية بين القشرة البصرية الأولية والمنطقة المتوسطة الصدغية، وذلك عبر تطبيق ترددات مختلفة على كل منطقة لمحاكاة نمط التواصل الطبيعي، منها موجات «ألفا» منخفضة التردد على القشرة البصرية، وموجات «غاما» عالية التردد على المنطقة الحساسة للحركة. هذا النمط «الأمامي» يعكس التدفق المعتاد للمعلومات من الأسفل إلى الأعلى في أثناء المعالجة البصرية، ويساعد في استعادة التواصل بعد السكتة.

التجربة السريرية أظهرت تحسناً واضحاً في إدراك الحركة وتوسّعاً في مجال الرؤية خصوصاً لدى من احتفظوا ببعض الاتصالات العصبية (شاترستوك)

تحسن واضح في إدراك الحركة

أظهر المرضى الذين تلقّوا هذا النمط الأمامي من «cf - tACS» تحسناً أكبر بكثير في القدرة على إدراك الحركة مقارنةً بمن خضعوا للنمط العكسي. كما توسّعت مجالات رؤيتهم بشكل ملموس، خصوصاً في المناطق المستهدفة في أثناء التدريب. كما أن بعض المرضى ذكروا تحسنات محسوسة في حياتهم اليومية.

وأكدت صور الدماغ وبيانات التخطيط الكهربائي (EEG) هذه النتائج وأظهرت استعادة التواصل بين القشرة البصرية والمنطقة المتوسطة الصدغية. كما بيّنت الفحوصات ازدياد النشاط في المنطقة المتوسطة الصدغية بعد التحفيز. وكان أكبر قدر من التحسن لدى المرضى الذين بقيت لديهم بعض الاتصالات العصبية الجزئية بين المنطقتين، ما يشير إلى أن الحفاظ الجزئي على هذه الدارات يمكن أن يدعم عملية التعافي.

توضح هذه الدراسة أن استهداف دوائر دماغية محددة بتحفيز متزامن مستوحى من آليات الدماغ يمكن أن يعزّز تأثير التدريب البصري بشكل واضح. وإذا أثبتت نتائجه في تجارب أكبر، فقد يصبح هذا النهج علاجاً أسرع وأكثر سهولة لمرضى السكتة الدماغية الذين يعانون من «الهيميانوبيا».


الذكاء الاصطناعي يتجاوز حدود الموضة التقنية... كيف يعيد تشكيل المجتمعات؟

التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي يجب أن يترافق مع ابتكار مسؤول وتعليم شامل لضمان استفادة عادلة للجميع (غيتي)
التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي يجب أن يترافق مع ابتكار مسؤول وتعليم شامل لضمان استفادة عادلة للجميع (غيتي)
TT

الذكاء الاصطناعي يتجاوز حدود الموضة التقنية... كيف يعيد تشكيل المجتمعات؟

التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي يجب أن يترافق مع ابتكار مسؤول وتعليم شامل لضمان استفادة عادلة للجميع (غيتي)
التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي يجب أن يترافق مع ابتكار مسؤول وتعليم شامل لضمان استفادة عادلة للجميع (غيتي)

طوال العامين الماضيين، انشغلت النقاشات العالمية حول الذكاء الاصطناعي التوليدي بمجموعة أسئلة بارزة: من يستخدم التقنية؟ وكيف تتوسع؟ وأي قطاعات تعيد تشكيل أعمالها حولها؟

إلا أن تعاوناً بحثياً بين «سيسكو» ومركز «وايز» (WISE) التابع لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) في جلسة خاصة حضرتها «الشرق الأوسط»، كشف عن أن عدد المستخدمين ليس سوى بداية القصة. فخلف موجة الحماس، يحدث تحول أعمق يتعلق بكيفية تأثير الحياة الرقمية على الاقتصادات والمهارات وحتى رفاهية الأفراد.

قاد الجلسة كل من جاي ديدريتش، نائب الرئيس الأول ومسؤول الابتكار العالمي في «سيسكو»، ورومينا بوريني مديرة مركز «وايز» (WISE) التابع لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، حيث قدّما واحدة من أوسع قواعد البيانات العالمية حول تقاطع الذكاء الاصطناعي والسلوك الرقمي والرفاه الإنساني.

ويبحث التقرير، ليس فقط في مدى انتشار استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، بل في هوية المستفيدين ومن يتم استثناؤهم، وما يترتب على ذلك من آثار اجتماعية.

جاي ديدريتش نائب الرئيس الأول ومسؤول الابتكار العالمي في «سيسكو» (سيسكو)

الشباب يقودون موجة التبنّي

إحدى أبرز نتائج التقرير هي الفجوة العمرية، حيث إن الشباب هم المحرك الأكبر لاعتماد الذكاء الاصطناعي عالمياً. وتشير البيانات إلى أن أكثر من 75 في المائة من المستخدمين تحت سن 35 يرون الذكاء الاصطناعي التوليدي أداة مفيدة للعمل والدراسة وحل المشكلات اليومية.

وترى بوريني أن «الأجيال الشابة تتبنى هذه الأدوات بشكل أسرع، وغالباً ما ينظرون إليها على أنها امتداد طبيعي لحياتهم الرقمية»، لكن هذه السهولة لا تخلو من ثمن؛ فالفئة العمرية ذات أعلى تبنٍّ للذكاء الاصطناعي هي نفسها الأكثر تعرضاً لفرط الاستخدام الرقمي.

ويُظهر التقرير أن 38 في المائة من المشاركين عالمياً يقضون أكثر من خمس ساعات يومياً في استخدام ترفيهي لا علاقة له بالدراسة أو العمل، وهو عامل يرتبط مباشرة بانخفاض الرضا عن الحياة.

وتضيف بوريني أن «الوجود الرقمي أصبح جزءاً من معادلة الرفاه... المسألة لا تتعلق فقط بالوصول، بل بالتوازن». الرسالة واضحة، وتتمثل في أن الوصول إلى الذكاء الاصطناعي لا يكفي. ومع اندماج التقنية في الحياة اليومية، يصبح من الضروري إعادة التفكير في مفهوم «الصحة الرقمية».

رومينا بوريني مديرة مركز «وايز» (WISE) التابع لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)

جغرافيا غير متكافئة

إذا كان العمر يقسم استخدام التقنية، فإن الجغرافيا تقسم الفرص، فقد أظهرت نتائج البحث فروقات حادة، حيث تصدرت الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا الاستخدام النشط، بينما جاءت ألمانيا وفرنسا وإيطاليا في مستويات أقل. للوهلة الأولى يبدو ذلك مفاجئاً؛ إذ تنتمي هذه الدول الأوروبية لاقتصادات متقدمة، لكن البيانات تكشف عن منطق مختلف.

يقول ديدريتش إن «بعض الأسواق الناشئة تتجاوز المراحل التقليدية... فهي تتبنى الذكاء الاصطناعي ليس كترقية، بل كضرورة»، فحيثما تتطور البنية التحتية الرقمية بسرعة، خصوصاً عبر الهواتف المحمولة، يصبح الذكاء الاصطناعي امتداداً طبيعياً للأدوات الرقمية؛ ليس رفاهية، بل حلاً لسد فجوات في التعليم والخدمات والرعاية. هذا يعيد تشكيل السرد الشائع؛ إذ إن التبنّي العالي لا يعني التطور دائماً، بل تعكس الحاجة والفرصة أحياناً الاضطرار.

المهارات لا الاتصال

طوال سنوات، اعتبر صنّاع القرار أن الفجوة الرقمية هي مشكلة «وصول»، لكن دراسة «سيسكو - OECD» تقدم خلاصة واضحة، وهي أن الفجوة التالية ستكون فجوة المهارات؛ فحتى مع توفر الإنترنت، تختلف قدرة الناس على استخدام الذكاء الاصطناعي بفاعلية وأمان بشكل كبير.

وتلخص بوريني ذلك بقولها إن «الناس يحتاجون إلى أكثر من الوصول... يحتاجون إلى مهارات لفهم الذكاء الاصطناعي ومساءلته واستخدامه بطرق هادفة». غياب هذه المهارات يجعل المستخدمين أكثر عرضة للتضليل واتخاذ قرارات خاطئة، والتفاعل في بيئات رقمية غير آمنة، بالإضافة إلى فقدان فرص اقتصادية في الوظائف والأسواق الجديدة.

ويؤكد ديدريتش أن المهارات أصبحت شرطاً اقتصادياً أساسياً، ويضيف: «نحن لا ندرب الناس على استخدام الذكاء الاصطناعي فقط... بل على المنافسة في اقتصاد مدعوم بالذكاء الاصطناعي».

بات الرفاه الرقمي عنصراً أساسياً في تقييم أثر الذكاء الاصطناعي على حياة الأفراد وسعادتهم (غيتي)

المهارات كجزء من البنية التحتية

وأوضحت «سيسكو» أن البنية التحتية وحدها لا تكفي؛ فالاستثمار في الإنسان أصبح ضرورة لا تقل أهمية عن الاستثمار في التقنية.

ويشدد ديدريتش على أهمية البرامج التعليمية الواسعة التي تقدمها الشركة، خاصة للفئات المحرومة، مؤكداً «الحاجة لمجتمعات قادرة على الاعتماد على نفسها... ويتطلب ذلك شمولية في الابتكار والتعليم معاً».

ولأن أكاديمية «سيسكو» للشبكات واحدة من أكبر برامج التدريب في العالم، فإنها تتحول اليوم لتشمل مهارات الذكاء الاصطناعي والتحضير للأمن السيبراني، والمشاركة الرقمية المتوازنة. وخلال النقاش، قال ديدريتش: «علينا تصميم أدوات ذكاء اصطناعي تكون بديهية وسهلة الاستخدام لجميع الفئات العمرية».

الرفاه الرقمي

واحدة من أهم إضافات هذا التقرير هي إدخال مفهوم الرفاه ضمن تقييم أثر الذكاء الاصطناعي، وهو جانب غالباً ما تهمله التقارير التقنية.

وتوضح بوريني أن «الحياة الرقمية أصبحت عاملاً مؤثراً في السعادة... سلوك الإنسان على الإنترنت يؤثر على رفاهه مثل ظروفه خارج الإنترنت». وتشير البيانات إلى مجموعة مخاطر متصاعدة، منها الإرهاق الرقمي والإفراط في الاستخدام وصعوبة الانفصال وتعرّض المستخدمين لمحتوى ضار، وانخفاض الرضا لدى من يقضون وقتاً طويلاً على منصات الترفيه. ولا يعني ذلك أن الذكاء الاصطناعي مضر بحد ذاته، بل إن غياب الوعي والضوابط قد يخلق آثاراً سلبية واضحة.

يقود الشباب تبنّي الذكاء الاصطناعي عالمياً لكنهم الأكثر عرضة لمخاطر الإفراط الرقمي وتراجع الرفاه (غيتي)

من يستفيد ومن يتحمل المخاطر؟

تسعى الدراسة إلى فهم التوزيع الحقيقي للفوائد والمخاطر، وليس فقط رصد معدلات الاستخدام. وتشير النتائج إلى أن الشباب هم الأكثر استفادة من إنتاجية الذكاء الاصطناعي، لكنهم الأكثر عرضة لمخاطر الرفاه.

الاقتصادات الناشئة تتبنى الذكاء الاصطناعي بسرعة، لكنها تواجه فجوات أعمق في الأمن الرقمي والمهارات. الدول المتقدمة ذات البنية الرقمية القوية لا تزال تعاني من تبنٍّ منخفض بسبب التردد الثقافي والتنظيمي.

هذه اللوحة المعقدة تنسف الفكرة السائدة بأن «زيادة المستخدمين تعني التقدم». الواقع أكثر تعدداً وتفصيلاً.

الذكاء الاصطناعي عادة ... لا موجة عابرة

في ختام الجلسة، شدد المتحدثان على أن الذكاء الاصطناعي التوليدي انتقل من كونه تقنية تثير الفضول إلى جزء من الروتين اليومي لملايين البشر، لكنه قد يتحول إلى سبب لانقسام جديد إذا ركّز العالم على التبنّي وتجاهل التأثير.

ونوهت بوريني إلى «الحاجة إلى مزيد من الثقافة الرقمية، ومزيد من الابتكار المسؤول، وفهم أعمق لتأثير الحياة الرقمية على رفاه الناس».

وأضاف ديدريتش: «السؤال الحقيقي ليس من الذي يتبنى الذكاء الاصطناعي؟... بل من يستفيد منه وكيف نجعل الفائدة شاملة للجميع؟».

وتذكّر نتائج تقرير «سيسكو – OECD» أن مستقبل الذكاء الاصطناعي ليس نقاشاً تقنياً فقط، بل هو نقاش اجتماعي واقتصادي وإنساني؛ فالانتشار الواسع مجرد بداية، أما ما سيأتي لاحقاً فهو ما سيحدد ما إذا كان الذكاء الاصطناعي قوة للاندماج... أم مصدراً جديداً للانقسام.