أذربيجان تدين مواطنين قاتلوا في سوريا والعراق... وكازاخستان تطارد «حزب التحرير»

التصدي للإرهاب على رأس أولويات ساسة دول الفضاء السوفياتي

أذربيجان تدين مواطنين قاتلوا في سوريا والعراق... وكازاخستان تطارد «حزب التحرير»
TT

أذربيجان تدين مواطنين قاتلوا في سوريا والعراق... وكازاخستان تطارد «حزب التحرير»

أذربيجان تدين مواطنين قاتلوا في سوريا والعراق... وكازاخستان تطارد «حزب التحرير»

أعرب مادات غولييف، رئيس هيئة أمن الدولة في أذربيجان (الجمهورية السوفياتية سابقاً) عن قلقه إزاء توسع النشاط الإرهابي، وحذر من أن «العمليات الحالية في الآونة الأخيرة في عدد من دول آسيا الوسطى والشرق الأوسط، القريبة من أذربيجان، وضعت العالم أمام تهديد خطير، بما في ذلك التهديد الإرهابي». ونقلت «إنتر فاكس أذربيجان» أمس عن غولييف قوله إن أكثر من 900 مواطن أذربيجاني يشاركون في النشاط الإرهابي على الأراضي السورية وفي العراق، مؤكداً أن العدد الأكبر منهم لقي حتفه، بينما تمت خلال الفترة الماضية إدانة 84 مواطناً أذربيجانياً شاركوا في النشاط الإرهابي في سوريا والعراق، وللسبب ذاته، أسقطت الجنسية عن 54 مواطناً آخرين. وأكد المسؤول الأمني الأذربيجاني الأهمية البالغة التي توليها بلاده لموضوع التصدي للإرهاب وما يحمله من تهديد للأمن العالمي، لافتاً إلى المساهمة الأذربيجانية في هذا المجال، حين انضمت دون أي تردد للتحالف الدولي ضد الإرهاب.
في شأن متصل، وفي الفضاء السوفياتي ذاته، أعلنت قوات الأمن في كازاخستان، في منطقة آسيا الوسطى، عن اعتقال عضوين في «حزب التحرير الإسلامي» المتطرف، وقالت لجنة الأمن القومي الكازاخية في بيان رسمي إن عناصرها قاموا باعتقال مواطنين من سكان العاصمة آستانة، كانا يخططان لتشكيل خلية تتبع لتنظيم «حزب التحرير»، موضحة أن قوات الأمن كانت قد اعتقلت كذلك في شهر فبراير (شباط) الماضي مواطنين أعضاء في الحزب ذاته، خلال ترويجهم لمنشورات دينية متطرفة، تحمل أفكار الحزب. ولفتت لجنة الأمن القومي إلى أن محكمة العاصمة الكازاخية كانت قد وضعت «حزب التحرير» على قائمة المنظمات المتطرفة، وحظرت نشاطه على الأراضي الكازاخية، وذلك بموجب قرار أصدرته المحكمة عام 2005، ومنذ ذلك الحين تم اعتقال ومحاكمة 160 شخصاً من قيادات وعناصر الحزب في كازاخستان، بينما قرر 700 آخرون التخلي طواعية بملء إرادتهم عن الفكر الراديكالي.
وحذرت المؤسسة الأمنية الكازاخية مما قالت إنها محاولات فردية لاستئناف نشاط «حزب التحرير» في البلاد، وهو ما يجري غالباً تحت تأثير الدعاية والبروباغندا الخارجية التي تروج لتلك الأفكار. ومع أن الحزب يعلن نفسه كقوة سياسية، فإنه يسعى إلى تأسيس ما يطلق عليه «دولة الخلافة الإسلامية»، ولتحقيق هذا الهدف، يتم تأسيس خلايا سرية في مختلف دول العالم، وفق ما تقول لجنة الأمن القومي الكازاخية، وتضيف أن الحزب يسمح حتى بالعنف واستخدام السلاح وسائل في المواجهة مع الحكومات في الدول المدنية. وتجدر الإشارة إلى أن «حزب التحرير» كان حتى وقت ليس بعيد، أحد أكبر القوى الإسلامية المتطرفة في عدد من جمهوريات آسيا الوسطى، وفي بعض أقاليم روسيا الاتحادية، غير أن الحملات الأمنية ضد أتباعه خلال السنوات الماضية أفقدته قواه الرئيسية في المنطقة.
وفي الآونة الأخيرة، وتحديداً خلال العامين الماضيين، كثرت الأنباء الواردة من العاصمة الكازاخية حول اعتقال أشخاص؛ إما عناصر في تنظيمات إرهابية، بما في ذلك من «داعش»، أو مواطنين يحملون أفكاراً متطرفة، ولديهم استعداد لممارسة نشاط إرهابي. ويرى البعض أن هذا يدل على تزايد نشاط الجماعات الإرهابية، بينما يرى آخرون أنه مؤشر على تعزيز المؤسسات الأمنية في كازاخستان لتدابير التصدي للإرهاب، وذلك على خلفية الصعود السريع لتنظيم داعش الإرهابي، وانضمام مواطنين من الجمهوريات السوفياتية السابقة إلى صفوفه، بينهم بعض الكازاخيين. وكانت قوات الأمن في مدينة ألماتا (العاصمة الكازاخية القديمة) قد أعلنت منتصف فبراير الماضي عن إحباط نشاط مجموعة إرهابية في مدينة ألماتا ومقاطعتها، وقالت في بيان رسمي إن عناصر لجنة الأمن القومي بالتعاون مع وحدات وزارة الداخلية، نفذوا سلسلة عمليات أمنية خاصة في مدينة ألماتا وفي بعض مناطق ريف المدينة، وتمكنوا خلالها من إحباط نشاط مجموعتين إرهابيتين، بما في ذلك اعتقال 6 أشخاص من أتباع التيارات الدينية المتطرفة، وبلغ إجمالي عدد الموقوفين حصيلة تلك العمليات 15 مواطناً، يواجهون اتهامات بـ«المشاركة في الترويج للإرهاب، والتحضير والمشاركة في نشاط إرهابي، ونشر العداء الديني»، وأكد الأمن أن عناصره عثروا أثناء التفتيش في أماكن إقامة الموقوفين على قنابل، وراية التنظيم الإرهابي الدولي، وأدبيات دينية متطرفة.
وكانت الحكومة الكازاخية قد اعتمدت أخيراً برنامجاً خاصاً تحت عنوان «التصدي للتطرف الديني والإرهاب 2017 - 2020»، ويهدف البرنامج إلى تقليص أعداد أتباع الأفكار المتطرفة في البلاد بنسبة 20 في المائة بحلول عام 2020. وينطلق البرنامج في تحديد تلك النسبة من تقديرات حول أعداد أتباع الفكر المتطرف في البلاد عام 2016. ولتحقيق هذا الهدف يخطط واضعو البرنامج للعمل على رفع فاعلية نشاط الأجهزة الأمنية الخاصة حتى 95 في المائة بحلول عام 2020، وسيجري التركيز بصورة خاصة على رفع الفاعلية في مجال التصدي لكل مظاهر التطرف، والقدرة على التعامل العملياتي السريع المجدي مع هجمات الإرهابيين. ويتضمن برنامج «التصدي للتطرف الديني والإرهاب 2017 - 2020» استحداث تدابير وقائية استباقية للحد من ظاهرة التطرف ومواجهة الإرهاب، ترمي إلى تكوين مناعة في المجتمع نحو الفكر الراديكالي، وعدم التسامح بالمطلق مع أي عمل مرتبط بمظاهر التطرف، لا سيما في المجال الديني.



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.