واشنطن تواصل دك «القاعدة» في اليمن وتتعهد تدميرها

30 ضربة أميركية في يومين تسقط 20 قتيلاً... والبنتاغون ينفي تنفيذ عملية برية

تولر
تولر
TT

واشنطن تواصل دك «القاعدة» في اليمن وتتعهد تدميرها

تولر
تولر

لليوم الثاني على التوالي، واصلت طائرات «الأباتشي» و«الدرون» الأميركية دك معاقل التنظيمات الإرهابية في اليمن، وقال السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر لـ«الشرق الأوسط»: هدفنا تدمير «القاعدة» و«داعش» في اليمن.
وشنت الولايات المتحدة في شهرين من تولي الرئيس الأميركي دونالد ترمب غارات تقترب في عددها من الغارات التي شنتها الإدارة السابقة خلال عام 2016، والتي قدرت بنحو «32 ضربة مؤكدة و11 أخرى محتملة»، وفقا لقاعدة بيانات مركز «بيرو إنفستيغيتف جورنالزم»، وهي مؤسسة أوروبية غير ربحية.
ويؤكد الكابتن جيف ديفيس، المتحدث باسم البنتاغون أنه منذ أول من أمس (الخميس)، نفذت الولايات المتحدة 30 ضربة ضد تنظيم القاعدة، ونفى في بيان نقلته وكالات الأنباء تنفيذ هجوم بري، ويعقب ذلك إعلان البنتاغون أول من أمس تنفيذ أكثر من 20 ضربة، في محافظات «أبين وشبوة والبيضاء».
ويقول السفير تولر في تصريح عبر البريد الإلكتروني، إن بلاده «تشن حاليا حملة قوية على (القاعدة) و(داعش) في اليمن، وهدفنا تحطيم هاتين المنظمتين الإرهابيتين اللتين لم تجلبا لليمن سوى الموت والخراب، والإيغال في القتل وإلحاق الأذى ببقية دول العالم، ومن ضمنه الولايات المتحدة. ونؤكد على أن حربنا عليهما تسير بلا هوادة».
ونقلت وكالات الأنباء عن مصادر محلية متعددة، مقتل ثمانية أشخاص على الأقل في هجمات أمس، ليرتفع العدد الكلي المقدر أول من أمس بـ12 قتيلا إلى 20، وقالت مصادر قبلية إن نساء وأطفالا أصيبوا بجروح، طبقا لوكالة الصحافة الفرنسية، التي نقلت عن مسؤول أميركي قوله «إن الضربات أصابت مواقع على غرار تلك التي استهدفت مخابئ للأسلحة والمقاتلين والمعدات العسكرية الخميس».
ويظهر تقرير أممي اطلعت عليه «الشرق الأوسط» أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسؤول عن تنفيذ مالا يقل عن 200 هجوم في اليمن، كما يخطط التنظيم على تنفيذ هجمات خارج البلاد.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مصادر في البيت الأبيض، عزم الرئيس الأميركي إعطاء الجنرالات في البنتاغون صلاحيات أوسع فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وهو ما يفسر توجه الإدارة الأميركية الجديدة فيما يتعلق بالملف اليمني تحديدا. وبالعودة إلى ضربات البارحة، أشارت مصادر قبلية إلى بدء الغارات قبل فجر الجمعة، واستهدفت ثلاثة منازل في وادي يشبم بالقرب من مديرية الصعيد في محافظة شبوة (جنوب اليمن)، أحدها يعود إلى سعد عاطف، زعيم التنظيم في شبوة.
وتجدر الإشارة إلى أن بياني البنتاغون أمس، وأول من أمس، يخلوان من أسماء القتلى، أو حتى المستهدفين.
ورصد تقرير فريق خبراء مجلس الأمن حول اليمن، 15 اسما لقياديي تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، أبرزهما قاسم الريمي زعيم التنظيم، وإبراهيم عسيري خبير صناعة المتفجرات لدى «القاعدة».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.