متحف الحضارة أكبر مخزن للمومياوات الملكية في مصر

فيه قطع أثرية و9 قاعات للعرض بينها «الهرم الزجاجي»

مجسم لنوع من الأسماك معروض في المتحف ({الشرق الأوسط}) - مشكاة من الزجاج
مجسم لنوع من الأسماك معروض في المتحف ({الشرق الأوسط}) - مشكاة من الزجاج
TT

متحف الحضارة أكبر مخزن للمومياوات الملكية في مصر

مجسم لنوع من الأسماك معروض في المتحف ({الشرق الأوسط}) - مشكاة من الزجاج
مجسم لنوع من الأسماك معروض في المتحف ({الشرق الأوسط}) - مشكاة من الزجاج

المتحف القومي للحضارة المصرية، صرح ثقافي كبير يضم قاعة العرض المؤقت ومسرحا ودار عرض سينمائية بها شاشات عرض ثلاثية الأبعاد وقاعات للمحاضرات والمؤتمرات، كما يضم أكبر مخزن لدراسة وتخزين المومياوات الملكية يعد هو الأول من نوعه في مصر.
وتجهز وزارة الآثار حاليا لافتتاح المرحلة الثانية من المتحف، وكانت قد افتتحت المرحلة الأولى في فبراير (شباط) الماضي، بعد 5 سنوات من وعد السلطات في مصر بافتتاحه الذي كان مقررا له في عام 2011؛ لكن المشروع تعطل منذ ذلك الحين بسبب ثورة «25 يناير (كانون الثاني)» وما تلاها من أحداث.
فكرة إنشاء المتحف القومي للحضارة المصرية تعود لعام 1982 عندما قامت منظمة اليونيسكو بالإعلان عن حملة دولية لإنشاء المتحف القومي للحضارة ومتحف النوبة بأسوان (جنوب البلاد)، وفي عام 1999 تم اختيار الموقع الحالي لمتحف الحضارة بالفسطاط بدلا من موقعه السابق بالجزيرة على نيل القاهرة، وتم عمل الحفائر الأثرية بموقع المتحف في الفترة من 2000 حتى 2005، وتم وضع حجر الأساس لمبنى المتحف في عام 2002.
ومن أهم القطع المعروضة في المتحف، مجموعة الفخار الخاصة بعصور ما قبل التاريخ، وكرسي للملكة حتب حرس والدة الملك خوفو... الذي يعد أول كرسي ملكي في التاريخ، وكرسي من الدولة القديمة مصنوع من خشب الرمان، به 120 وحدة خشبية، يوضح مهارة العمال في الصناعة وكيفية تجميع عروق الخشب، ومجموعة من نسيج القباطي، وأجزاء من مشربيات، وعدد من الأبواب الخشبية عليها زخارف هندسية ونباتية بالعاج، ومشكاوات من الزجاج تعود للعصور المختلفة، وأوان فخارية ومُجسمات للحيوانات والأسماك والتماسيح، وعدد من القطع الأثرية والتماثيل الفرعونية، بالإضافة إلى مجموعة من الحلي من تراث سيوه والنوبة والصعيد ووجه بحري وسيناء.
وتبلغ مساحة المتحف المصري نحو 33.5 فدان منها 130 ألف متر مربع من المباني.
يشار إلى أنه تم تزويد المتحف بمنظومة للتأمين والمراقبة، حيث يحتوي على عدد كبير من الكاميرات تعمل على مدار اليوم لرصد أي حركة بالمتحف، بالإضافة إلى حركة فتح وإغلاق المخازن بشكل دقيق، وهناك 32 شاشة في غرفة التحكم لتسجيل وعرض ما يدور بداخله، ذلك تفاديا لأي محاولات للعبث بأمن وسلامة المتحف.
وقال محروس سعيد، المشرف العام على المتحف، إن «المتحف يعد الأول من نوعه في مصر والعالم العربي، حيث يستطيع زائره تتبع مراحل التاريخ والحضارة المصرية من عصر ما قبل التاريخ حتى العصر الحديث، ويضم 9 قاعات للعرض من بينها، الهرم الزجاجي»، ويطلق عليه متحف العاصمة ويمكن من خلاله رؤية القاهرة بأكملها من خلال العين أو من خلال وسائل «المالتي ميديا» التكنولوجية الحديثة، و«النيل»، و«المومياوات»، وقاعة العرض المؤقت بالمتحف تبلغ مساحتها نحو 800 متر.
وبلغت تكلفة المرحلة الأولى من المتحف 378 مليون جنيه مصري، في حين تبلغ تكلفة المرحلة الثانية 330 مليون جنيه، أما تكلفة المرحلة الثالثة فتبلغ أكثر من مليار جنيه.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».