{تحدي القراءة العربي} يستقطب 6 ملايين طالب وطالبة

من خلال مشاركة 40 ألف مدرسة من 15 دولة عربية

الشيخ محمد بن راشد مع طلاب مدارس («الشرق الأوسط»)
الشيخ محمد بن راشد مع طلاب مدارس («الشرق الأوسط»)
TT

{تحدي القراءة العربي} يستقطب 6 ملايين طالب وطالبة

الشيخ محمد بن راشد مع طلاب مدارس («الشرق الأوسط»)
الشيخ محمد بن راشد مع طلاب مدارس («الشرق الأوسط»)

كشفت الإحصاءات الصادرة عن مبادرة «تحدي القراءة العربي» عن استقطاب الدورة الثانية من المبادرة أكثر من ستة ملايين طالب وطالبة خلال الأشهر الأربعة الأولى من انطلاقتها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مقارنة بنحو 3.6 مليون للدورة الأولي، حيث بلغت نسبة مشاركة الإناث نحو 56.7 في المائة، فيما بلغت نسبة مشاركة الذكور 43.3 في المائة.
وبحسب المعلومات الصادرة أمس فإن عدد المدارس المشاركة في التحدي بلغ أكثر من 40 ألف مدرسة من 15 دولة عربية، إضافة إلى تسجيل 75 ألف مشرفٍ ومشرفة لمتابعة الطلبة والإشراف عليهم أثناء مراحل القراءة، وتخطى عدد «جوازات» تحدي القراءة العربي التي تم توزيعها على الطلبة حتى اللحظة 18 مليون جواز، حيث قام الطلبة بتسجيل ملخصاتهم للكتب التي قرأوها حتى الآن في هذه الجوازات، وسط متابعة المشرفين وإدارة المدارس لسير عملية النقاش والتقييم. وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أطلق فعاليات الشهر الوطني للقراءة في شهر مارس (آذار) الحالي.
وقال: «يبدأ اليوم شهر القراءة في مدارسنا وجامعاتنا ومرافقنا، كل التوفيق لأبنائنا، وستبقى القراءة أهم حجر نضعه في تأسيس أبنائنا ليقودوا المستقبل، أسعدني اليوم النتائج المرفوعة لي لتحدي القراءة العربي، وصل العدد لـ6 ملايين طالب، في 40 ألف مدرسة في 15 دولة عربية، تحدي القراءة هو صناعة أمل».
وأضاف حاكم دبي «لدينا 75 ألف مشرف ضمن التحدي يشرفون على 6 ملايين طالب لكي يقرأ كل طالب 50 كتاباً خلال عامهم الدراسي، استئناف حضارتنا يبدأ من مدارسنا، وشكري أيضاً لفريق وزارة التربية في الإمارات والذي رفع مشاركة الطلاب في تحدي القراءة من 160 ألفا قبل عام لـ303 آلاف طالب اليوم، فخور بكم وبعملكم».
وكانت اللجنة المنظمة للمبادرة قد أعلنت في وقت سابق أن شهر مارس سيشهد أكثر من 1000 فعالية قرائية تغطي مختلف المجالات تنظمها أكثر من 66 جهة اتحادية ومحلية إضافة إلى القطاع الخاص في الإمارات، ويهدف الشهر الوطني للقراءة إلى تعزيز استدامة القراءة كظاهرة مجتمعية شاملة، وأن تكون مستدامة لجذب أكبر عدد من أفراد المجتمع للمشاركة في مختلف الفعاليات والأنشطة التي تستهدف كافة فئات المجتمع وتخاطب مختلف الاهتمامات بينهم في مختلف جميع إمارات الدولة.
وذكر البيان الصادر أمس أن عدد الطلبة المشاركين في التحدي من مختلف مدارس الإمارات بلغ أكثر من 300 ألف طالب، بزيادة تصل إلى 100 في المائة قياساً بحجم المشاركات في العام الماضي.
وسجلت أكبر مشاركة للطلبة في تحدي القراءة العربي في الجزائر مع تسجيل نحو مليوني طالب حتى الآن في المسابقة، وهو أكبر بثلاثة أضعاف من أعداد المشاركين في الدورة الأولى والمقدَّر آنذاك بأكثر من 610 آلاف طالب وطالبة، وتُعزى هذه الزيادة الكبيرة إلى الإنجاز الذي حققته الجزائر في الدورة الأولى من المسابقة بنيلها لقب «بطل» تحدي القراءة العربي لعام 2016 الذي توّج به الطالب الجزائري محمد جلود.
ونسبة الزيادة الأكبر في المشاركة فسُجِّلت في الكويت، حيث بلغت هذه النسبة أكثر من أربعة أضعاف، أي 400 في المائة مع تخطي حجم المشاركات 63 ألف طالب مقارنة بنحو 15.5 ألف في دورة العام الماضي.
ويمثل «تحدي القراءة العربي» أكبر مشروع عربي أطلقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتشجيع القراءة وغرس شغف المعرفة لدى الأجيال المقبلة لتنمية الوعي حول أهمية القراءة في بناء الشخصية وتوسيع المدارك، وتطوير مهارات التعلم الذاتي إضافة إلى تحسين مهارات اللغة العربية لدى الطلبة.
ويأخذ التحدي شكل مسابقة لقراءة أكبر عدد من الكتب باللغة العربية، والمسابقة مفتوحة للطلبة من كافة مدارس الوطن العربي.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».