مرشح اليمين الفرنسي فيون ماضٍ في حملته رغم توجيه الاتهام اليه

الرئيس هولاند يدافع عن القضاء ويرفض «مزاعم بالتحيز»

المرشح الرئاسي فيون مع زوجته بينيلوبي في صورة أرشيفية  (أ.ف.ب)
المرشح الرئاسي فيون مع زوجته بينيلوبي في صورة أرشيفية (أ.ف.ب)
TT

مرشح اليمين الفرنسي فيون ماضٍ في حملته رغم توجيه الاتهام اليه

المرشح الرئاسي فيون مع زوجته بينيلوبي في صورة أرشيفية  (أ.ف.ب)
المرشح الرئاسي فيون مع زوجته بينيلوبي في صورة أرشيفية (أ.ف.ب)

مرشح اليمين الفرنسي فرنسوا فيون قال: «لن أرضخ ولن أنسحب، وسأبقى حتى النهاية» في السباق الرئاسي الفرنسي، رغم الأزمات السياسية والقضائية التي يواجهها منذ اندلاع فضيحة الفساد بمنحه وظائف وهمية لأفراد من عائلته. وقال أمس الأربعاء إن الاتهام سيوجه إليه قريبا بشأن الأموال التي تقاضاها أفراد عائلته من خلال وظائف وهمية خلال عمله في الحكومة الفرنسية، لكنه سيمضي مع ذلك «حتى النهاية» في ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل (نيسان) ومايو (أيار) المقبلين. وألغى فيون فجأة مؤتمرا انتخابيا جرى الترويج له على نطاق واسع أمس الأربعاء، وذكرت صحيفة أن قضاة يحققون في فضيحة «عمل وهمي» تشمل زوجته، استدعوه. وكان فيون يجري محادثات مع مسؤولين كبار من حزبه ولم يرد تأكيد للتقرير في صحيفة «لو جورنال دو ديمانش». وذكر مصدر مقرب من ألان جوبيه الذي هزمه فيون في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين على بطاقة الترشح للرئاسة، أنه سيظهر إلى جانب فيون. وسبق أن استبعد جوبيه، وهو رئيس وزراء فرنسي سابق آخر، الدخول مرشحا رئاسيا إذا أجبر فيون، الذي كان في مرحلة من المراحل الأوفر حظا للفوز، على ترك السباق.
وصرح رئيس الوزراء السابق البالغ من العمر 62 عاما، الذي كان متجهم الوجه في تصريح صحافي: «لقد تم إبلاغ محامي بأنه سيتم استدعائي في 15 مارس (آذار) من قبل قضاة التحقيق لتوجيه الاتهام لي». وبعد أن عد أنه يتعرض «لاغتيال سياسي»، أعلن فيون أنه يعول على «الشعب الفرنسي». وأضاف: «وحده الاقتراع المباشر (...) يمكن أن يقرر من سيكون الرئيس المقبل للجمهورية». وأكد المرشح اليميني الذي أضعفته منذ نحو شهرين قضية وظائف وهمية مفترضة لزوجته، أنه سيلبي الاستدعاء، لكنه انتقد موعد استدعائه. وضربت حملة فيون على مدار أسابيع مزاعم عن دفعه لزوجته بينيلوبي مئات الآلاف من اليوروات من الأموال العامة كي تكون مساعدته البرلمانية لكنها لم تقم في حقيقة الأمر بعمل يذكر. وينفي ارتكاب أي أخطاء ويقول إنها كانت وظيفة حقيقية.
وقال: «لست أنا من يغتال فقط، بل الانتخابات الرئاسية أيضا»، علما بأن الدورة الأولى من الانتخابات مقررة في 23 أبريل المقبل.
ويواجه فيون الذي اختير في الانتخابات التمهيدية لليمين في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، صعوبات كبيرة منذ كشفت أسبوعية «لو كانار انشينيه» في أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي عن قضية الوظائف الوهمية التي تلطخ أيضا اثنين من أبنائه. وكان صرح بأنه سينسحب إذا ما وجهت إليه التهمة، قبل أن يتراجع عن هذا التصريح، موضحا أنه بات لا يريد الاحتكام إلا «للاقتراع المباشر وحده». لكن فيون الذي كان الأوفر حظا للانتخابات الرئاسية، تراجع في استطلاعات الرأي. فمرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن وإيمانويل ماكرون وزير الاقتصاد السابق في عهد الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند، الذي تموضع في الوسط، باتا الأوفر حظا للتأهل إلى الدورة الثانية المقررة في مايو المقبل.
كما استدعى القضاء الفرنسي بينيلوبي زوجة فيون تمهيدا لاحتمال توجيه التهم إليها أيضا في إطار التحقيق في قضية الوظائف الوهمية وتلقيها راتبا بوصفها مساعدة برلمانية لزوجها، وفق ما أفاد مصدر مقرب من الملف الأربعاء لوكالة الصحافة الفرنسية.
في غضون ذلك، ذكر صحافي يعمل بموقع «ميديابار» الاستقصائي الفرنسي، كما جاء في تقرير «رويترز»، أن مصدرا قضائيا نفى تقريره عن احتجاز الشرطة زوجة فيون للتحقيق معها. وأصدر الصحافي ميشال ديلان تصحيحا على «تويتر» في وقت لاحق.
ودافع الرئيس فرنسوا هولاند عن النظام القضائي في فرنسا في مواجهة مزاعم بالتحيز من فيون. وقال هولاند في بيان: «بصفتي ضامنا لاستقلال السلطات القضائية، أريد أن أجاهر برفض أي تشكيك في القضاة». وأضاف قائلا: «أن تكون مرشحا رئاسيا، فإن هذا لا يخول لك التشكيك في عمل الشرطة والقضاة... أو أن تدلي باتهامات خطيرة للغاية ضد النظام القضائي ومؤسساتنا بوجه عام».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.