صحة القدمين... أفضل تأشيرة لحياة مليئة بالنشاط والحركة

التشخيص المبكر للمشكلات يؤمن الوقاية من حدوث العجز

صحة القدمين... أفضل تأشيرة لحياة مليئة بالنشاط والحركة
TT

صحة القدمين... أفضل تأشيرة لحياة مليئة بالنشاط والحركة

صحة القدمين... أفضل تأشيرة لحياة مليئة بالنشاط والحركة

إن السعي إلى توفير علاج يتيح التشخيص المبكر للمشكلات، سيساعد في وقايتك من عجز بعيد. وكثيرًا ما يتم تجاهل أحد أهم وسائل الانتقال، وحماية الاستقلال، عند التقدم في العمر، وهي صحة القدمين والكاحلين.
ربما لا تستطيع التفكير في قدميك، أو تُرجع ألم القدم والكاحل إلى التقدم في السن. ولكن ومع ذلك فقد يؤدي تجاهل مشكلات القدم أو الكاحل إلى عجز لا لزوم له لفترات طويلة، يكون من الصعب خلالها ممارسة الأنشطة التي تمارسها كأمر مسلّم به، مثل قيادة السيارة، أو حمل احتياجات المنزل، أو اللعب مع أطفالك أو أحفادك خارج المنزل.
وللأسف يظل من الشائع سعي الناس إلى حل تلك المشكلات متأخرًا جدًا، يكون حينها من الصعب إحداث تأثير كبير كما هو متوقع حين يتم ذلك مبكرًا، على حد قول الدكتور كريستوفر دي جيوفاني، رئيس جراحة القدم والكاحل في مستشفى ماساتشوستس العام التابع لجامعة هارفارد.
* مشكلات القدم والكاحل
يقول الدكتور دي جيوفاني، إن الناس يميلون إلى تجاهل عدد من الأمراض، مثل الأمراض التالية:
* الأقواس الساقطة (أو المستوية) Fallen arches، والتي تعرف أيضًا باسم الأقدام المسطحة flat feet: ويمكن أن تتقدم مراحل هذا المرض، الذي عندما يتم تجاهله، قد يؤدي إلى تقطع وتمزق الأربطة، والتهاب المفاصل، وصعوبة في ارتداء الحذاء أو السير.
* التواء الكاحل Ankle sprains: يعني التواء الكاحل تمزق واحد أو أكثر من الأربطة. ويقول الدكتور دي جيوفاني: «كلما زاد تمزق الأربطة، ازداد عدم ثبات واستقرار الكاحل. عندما لا تتم معالجة هذه المشكلة بشكل صحيح، تزداد احتمالات حدوث التواء أكثر شدة، وتكون هناك مخاطرة تتمثل في تآكل مفصل الكاحل، والتهاب المفاصل».
* التهاب وتر أخيل Achilles tendinitis: يمكن أن ينتج التهاب الوتر الذي يتصل بالكعب، عن عدم وجود مرونة، أو كثرة الاستخدام. ويحذر الدكتور دي جيوفاني قائلا: «إذا لم يتم علاج هذا المرض، فيمكن أن يمتد لأشهر أو سنوات. ويساعد العلاج السريع له في خفض احتمالات حدوث ألم مزمن، أو حتى تمزق وقطع».
* التهاب الرباط الأخمصي Plantar fasciitis: إنه التهاب في نسيج الرباط، الذي يساعد في دعم القوس. ويمكن أن يرتبط هذا الالتهاب بالقدم المسطحة، أو الافتقار إلى المرونة، أو كثرة الاستخدام. ويقول الدكتور دي جيوفاني: «من دون التشخيص المبكر والعلاج، قد يسبب هذا المرض للمصاب معاناة قد تمتد لأشهر في حين أنه يمكن تفاديها».
* تورم الإبهام الأفحج Bunions: هو مرض يصيب الإبهام، حيث تظهر وكعة في الإبهام عند نقطة التقاء الإصبع بالقدم. في مراحل المرض المتقدمة، يحدث تصلب، والتهاب في المفصل، وتشوهات أخرى في الإصبع، مما يؤدي إلى صعوبة في ارتداء الحذاء، حتى لو كان حذاء رياضيا.
* نمو ظفر الإصبع للداخل Ingrown toenails: ينمو ظفر الإصبع للداخل عندما ينغرس جانب من الظفر في الجلد. وفي حال تجاهل هذه الحالة، يمكن أن تحدث التهابات خطيرة تحتاج إلى تدخل جراحي.
* العلاج
تختلف وسائل العلاج المتاحة باختلاف المشكلة، ودرجتها. ويمكن أن تقيك كل تلك التدخلات المبكرة من صعوبة السير في المستقبل.
* بالنسبة إلى التهاب الرباط الأخمصي، قد يتضمن العلاج الفعال التجبير أثناء الليل، وتمرينات استطالة وشد للجسم، وتناول دواء مضاد للالتهاب، أو حتى حقن «إسترويد».
* بالنسبة إلى التهاب وتر أخيل، قد يكون من المفيد الراحة، ووضع ثلج، والوضع المرتفع للرجل، والعلاج الطبيعي، وتغيير في شكل الحذاء، واستخدام كريم موضعي، أو علاج بالموجات الصادمة، وذلك لتفادي التدخل الجراحي.
* التقويم الجيد للتقوس مفيد للقدم المسطح، وكذلك ممارسة أنشطة ذات تأثير كبير مثل الركض، وأنشطة ذات تأثير محدود مثل السباحة أو اليوغا، وارتداء أحذية داعمة، وجراحة لإعادة البناء في بعض الأحيان.
* قد يحتاج تورم الإبهام الأفحج، الذي يزداد إزعاجه، إلى جراحة.
* يتنوع علاج نمو ظفر الإصبع للداخل بين الكمادات الدافئة، وتغيير الحذاء، وكريم مضاد حيوي، من أجل إزالة الجزء الدخيل من الظفر.
* تستجيب أكثر حالات التواء الكاحل إلى إعادة التأهيل المبكرة والعلاج المبكر.
* وقاية مبكرة
اتصل بالطبيب الخاص بك عندما تتطور مشكلة ما، أو تستمر لأكثر من بضعة أسابيع. إضافة إلى ذلك، ينبغي عليك فحص قدمك مرة واحدة أسبوعيًا على الأقل. ويقول الدكتور دي جيوفاني: «لن يتطلب الأمر أكثر من دقيقتين». قم بفحص أظافر الأصابع، والجزء العلوي والسفلي من قدمك. انظر ما إذا كان هناك احمرار، أو تورم، أو بثور، أو ثقوب، أو لدغات من حشرة. إن لم تكن قادرًا على الوصول إلى قدمك، استخدم مرآة، أو استعن بصديق. إن لم تكن قادرًا على رؤية قدميك جيدًا، يمكنك استخدام عدسة مكبرة.
ينبغي على الأشخاص الذين يعانون من اختلال عصبي (انخفاض درجة الإحساس)، أن يفحصوا أقدامهم كل يوم. كثيرًا ما يحدث المرض العصبي لمرضى السكري، أو مقدمات السكري، حيث يوضح الدكتور دي جيوفاني قائلا: «عندما يحدث خلل في الإحساس، قد تسوء حالة الجروح البسيطة من دون ملاحظة الأمر، وتسبب عدوى دون أن يدرك المريض ذلك».
كذلك يوصي الدكتور دي جيوفاني بزيارة اختصاصي قدم مرة أو مرتين سنويًا، إن كانت لديك مشكلة في القدم أو الكاحل، أو بمعدل أكثر من ذلك إن دعت الحاجة إلى ذلك. وينبغي تفادي السير حافي القدمين، والحرص على ارتداء أحذية مريحة مناسبة، وقصّ أظافر الأقدام باستمرار.

* رسالة «هارفارد» الصحية،
خدمات «تريبيون ميديا»



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».