إردوغان وبارزاني يبحثان مكافحة الإرهاب وملفات اقتصادية

للمرة الأولى... رفع علم كردستان في مطار أتاتورك

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لدى استقباله رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في إسطنبول أمس (أ.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لدى استقباله رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في إسطنبول أمس (أ.ب)
TT

إردوغان وبارزاني يبحثان مكافحة الإرهاب وملفات اقتصادية

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لدى استقباله رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في إسطنبول أمس (أ.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لدى استقباله رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في إسطنبول أمس (أ.ب)

استقبل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في مستهل زيارته لتركيا. ومما لفت الانتباه لدى وصول بارزاني، الذي كان في استقباله والوفد المرافق له مسؤولون من وزارة الخارجية التركية، رفع علم إقليم كردستان إلى جانب العلم التركي، على مدخل قاعة الضيافة في مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول.
وبحسب مصادر تركية، تناول إردوغان وبارزاني خلال مباحثاتهما العلاقات بين تركيا وكردستان العراق، ولا سيما في المجال الاقتصادي والطاقة، وعملية تحرير الموصل وتلعفر من تنظيم داعش، ووجود حزب العمال الكردستاني.
ويجري بارزاني في أنقرة اليوم (الاثنين) مباحثات مع رئيس الوزراء بن علي يلدريم في ثالث لقاء بينهما منذ زيارة يلدريم لأربيل في يناير (كانون الثاني) الماضي والثاني منذ لقائهما قبل أسبوع خلال مؤتمر ميونيخ الثالث والخمسين للأمن في ألمانيا.
ولفتت المصادر التركية إلى أن عملية تحرير الموصل والعمليات ضد تنظيم داعش في سوريا وتواجد العمال الكردستاني في سنجار هي أهم الموضوعات المطروحة على أجندة بارزاني في تركيا، إلى جانب العلاقات الاقتصادية بين أنقرة وأربيل.
وأضافت المصادر، أن الحرب ضد «داعش» في كل من العراق وسوريا، ولا سيما عملية الرقة المرتقبة في سوريا جرى تناولها خلال المباحثات بين إردوغان وبارزاني، كما ستبحث اليوم أيضا خلال لقائه مع يلدريم، وأن تركيا تبدي اهتماما بمناقشة مشاركة عناصر «بيشمركة سوريا» الذين قامت تركيا بتدريبهم في معسكر بعشيقة في شمال العراق، وشاركوا من قبل مع وحدات حماية الشعب الكردية في تحرير مدينة كوباني (عين العرب) في عام 2014 في عملية الرقة، حيث تعتبرهم أنقرة من «العناصر الصديقة».
ولفتت المصادر إلى أن موضوع نفط كركوك طرح للمناقشة خلال لقاء بارزاني وإردوغان في إسطنبول أمس، وأنه سيبحث بشكل مفصل أيضا مع يلدريم، مشيرة إلى أن هذا الموضوع اكتسب أهمية بعد الاتفاق المبدئي الذي وقع بين بغداد وطهران في 20 فبراير (شباط) الحالي لإنشاء خط أنابيب لنقل النفط الخام من كركوك إلى الأسواق العالمية عبر إيران.
ويتم نقل النفط الخام من كردستان حاليا عبر خط أنابيب النفط الذي يربط بين كركوك وميناء يمورتاليك في مدينة جيهان جنوب تركيا، حيث يصدّر إلى الأسواق العالمية تحت إشراف حكومة كردستان. ولفتت المصادر إلى أن مسألة استقلال كردستان التي تحدث عنها بارزاني مؤخرا تحظى باهتمام من جانب أنقرة التي تخشى قيام كيان كردي في سوريا على حدودها الجنوبية، قائلة إن أنقرة تعمل على التنسيق مع بارزاني لمنع حزب العمال الكردستاني من البقاء في سنجار والالتحام مع أكراد سوريا.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».