الكشف عن تقرير حساس بشأن العدوان على غزة 2014

يرجح أن يوجه انتقادات شديدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقيادة الأركان

رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو (رويترز)
TT

الكشف عن تقرير حساس بشأن العدوان على غزة 2014

رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو (رويترز)

تكشف إسرائيل الثلاثاء المقبل، عن مضمون تقرير يرجح أن يوجه انتقادات شديدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقيادة الأركان بشأن إدارة الاعتداء الإسرائيلي على غزة عام 2014 كما أفاد مصدر رسمي اليوم (الجمعة).
وسينشر مراقب الدولة يوسف شابيرا، المسؤول الكبير المكلف مراقبة سياسة الحكومة، الثلاثاء، هذا التقرير المنتظر بترقب شديد كما أعلن ناطق باسم المراقب لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأضاف أنّ التقرير سيتناول «الطريقة التي اتخذت فيها القرارات داخل الحكومة (الأمنية) قبل وعند بدء عملية (الجرف الصامد) أي العمليات الإسرائيلية التي جرت بين يوليو (تموز) وأغسطس (آب) 2014، ضد حركة حماس وحلفائها الفلسطينيين في قطاع غزة».
والحكومة الأمنية هي مجلس وزراء مصغر يديره رئيس الوزراء ويكلف المسائل الحساسة.
وأوضح الناطق أنّ التقرير سينظر أيضا «في الطريقة التي تم التعامل بها مع التهديد الذي شكلته الأنفاق» التي حفرت في قطاع غزة من قبل حماس وحلفائها لتشكيل تهديد على الأراضي الإسرائيلية.
والأنفاق تمر تحت الجدار الذي يغلق بإحكام الحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة وكانت من الأسلحة الأكثر فاعلية للفصائل الفلسطينية.
ونشر هذا التقرير منذ أشهر ويتوقع أن يثير أصداء واسعة. وحسب وسائل الإعلام فإنّه نقل قبل عدة أسابيع إلى وزراء ومسؤولين كبار.
وحسب تسريبات أوردتها الصحافة فإنّه ينتقد نتنياهو ووزير الدفاع آنذاك موشي يعالون ورئيس هيئة الأركان بيني غانتز الذين سبق أن أبلغوا من قبل أجهزة الاستخبارات، لأنّهم لم يجهزوا البلاد بشكل كاف لمواجهة تهديد الأنفاق ولم يطلعوا إلا بشكل متأخر وجزئي أعضاء الحكومة الأمنية.
وأبرز هدفين للعملية الإسرائيلية كانا وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل وتدمير الأنفاق. وكانت العملية الثالثة في قطاع غزة خلال ست سنوات.
وأعلن الجيش أنّه دمر أكثر من 30 نفقًا عام 2014. وتؤكد حماس أنّها تواصل حفر الأنفاق.
وكان مصدر مقرب من رئيس الوزراء رفض بشكل مسبق في نوفمبر (تشرين الثاني)، الانتقادات ضد نتنياهو. وقال إنّ هذا التهديد «عرض بكل جدية خلال 13 اجتماعا».
وأسفر العدوان الإسرائيلي على غزّة 2014 عن سقوط 2251 قتيلا من الفلسطينيين بينهم 551 طفلا حسب الأمم المتحدة. ومن الجانب الإسرائيلي قتل 74 شخصا بينهم 68 جنديا.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.