الحكومة الأسترالية ترحب بنتنياهو ومتظاهرون يعتبرونه «مجرم حرب»

السلطة الفلسطينية ترفض «الحكم الذاتي» وتهدد بمراجعة الاعتراف بإسرائيل

الحكومة الأسترالية ترحب بنتنياهو ومتظاهرون يعتبرونه «مجرم حرب»
TT

الحكومة الأسترالية ترحب بنتنياهو ومتظاهرون يعتبرونه «مجرم حرب»

الحكومة الأسترالية ترحب بنتنياهو ومتظاهرون يعتبرونه «مجرم حرب»

تظاهر المئات من الأستراليين في مدينة سيدني، أمس، احتجاجًا على سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي استقبلته الحكومة الأسترالية بحفاوة، ورافقه رئيسها ملكوم تورنبول، إلى كل مكان زاره، وقال إن الحكومة الأسترالية ترفض التمييز ضد إسرائيل في الأمم المتحدة. ومع ذلك أكد تورنبول تأييده لحل الدولتين. فيما قال نتنياهو، إن الحديث عن قيام دولة فلسطينية غير واقعي، وعاد إلى طرح فكرة «الحكم الذاتي» بدلاً منها. وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأسترالي: «أفضل عدم التعامل مع الشعارات بل مع المضمون. ماذا سيكون طابع الدولة الفلسطينية المستقبلية؟ هل ستكون دولة تدعو إلى تدمير إسرائيل؟ هل ستكون دولة تستولي قوى الإسلام المتطرف على الفور على أراضيها؟»
وكرر نتنياهو شروطه لحل الصراع قائلاً: «يجب على الفلسطينيين أن يعترفوا بالدولة اليهودية. لا يعقل أن هناك من يقول إنه يجب على الفلسطينيين أن يحصلوا على دولة، وفي الوقت نفسه يواصلون المناشدة إلى تدمير الدولة اليهودية إسرائيل».
وتابع: «لا أريد أن أضم مليوني فلسطيني إلى إسرائيل كمواطنين إسرائيليين، ولا أريد أن يخضعوا للسيطرة الإسرائيلية». وأوضح رؤيته لمستقبل الصراع بالقول: «أريد أن يتمتعوا (الفلسطينيون) بحرية في حكم ذاتي، ولكن دون القدرة على تشكيل تهديد علينا».
وردت السلطة الفلسطينية رافضة تصريحاته، مطالبة دول العالم بموقف واضح من محاولات إنهاء حل الدولتين.
وكان نحو 60 رجل أعمال وأكاديميين ورجال دين وسياسيين قد وقعوا على عريضة تطالب الحكومة الأسترالية بعدم استقباله، بسبب سياسته «المهددة والقامعة» للفلسطينيين. واتهم رئيس الوزراء الأسترالي الأسبق، كيفين رود، نتنياهو بأنه «ينسف» مفاوضات السلام في الشرق الأوسط. وأكد رود، أن نتنياهو خرّب محادثات السلام «عبر تغيير قواعد العملية في كثير من الأحيان. فقد تم بحث الحدود، الأمن الداخلي، والأمن الخارجي، والمال العام، وإدارة دولة فلسطينية بالتفصيل في مفاوضات متكررة مع الولايات المتحدة، في ظل إدارات أميركية مختلفة. وقال إنه مؤيد لإسرائيل طوال حياته، ويناهض علنًا أية معاداة للسامية. ولكن دعم دولة إسرائيل لا يعني التأييد التلقائي لجميع سياسات نتنياهو... دولة إسرائيل والسيد نتنياهو ليسا مترادفين.
من جانبها ردت الخارجية الفلسطينية على مقترحات نتنياهو في بيان، قالت فيه إن نتنياهو كان «أكثر وضوحًا وصراحة في الإفصاح عن حقيقة موقفه العنصري والمتطرف من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، عندما قال: أريد أن يتمتعوا بحرية في حكم ذاتي، ولكن من دون القدرة على تشكيل تهديد علينا، مكررًا شروطه التعجيزية للحل مع الفلسطينيين، ورافضًا لفكرة إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة». وأضافت الخارجية: «إن هذا الموقف الذي طرحه نتنياهو، يتساوق مع ما يطرحه أركان اليمين المتطرف الحاكم في إسرائيل باستمرار، ويعكس آيديولوجية يمينية ظلامية تتعامل مع القضية الفلسطينية كـ«مشكلة سكانية»، متنكرة لحقيقة وجود الاحتلال، وساعية في الوقت ذاته إلى فرض حلول استعمارية قائمة على تقاسم ما تبقى من أراضي الضفة الغربية المحتلة».
وأدانت الخارجية الموقف الاستعماري التوسعي الذي عبر عنه نتنياهو، معلنة رفضها المطلق له، مؤكدة أن تمسك الحكومة الإسرائيلية بمثل هذه المواقف، يدفع الجانب الفلسطيني إلى إعادة النظر في الاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.
كما اعتبرت الخارجية موقف نتنياهو، «تحديًا صارخًا لإرادة الدول والمجتمع الدولي الداعية إلى حل تفاوضي للصراع على أساس حل الدولتين، وإمعانًا إسرائيليًا رسميًا، في تقويض فرص السلام، واستهتارًا بقرارات الشرعية الدولية وفرص إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل وفقًا للقرار الأممي 18، عبر التمادي المتواصل في الاستفراد العنيف بالشعب الفلسطيني وسرقة أرضه وتهويدها بالاستيطان».
وطالبت وزارة الخارجية، الدول كافة بإعلان موقف صريح وواضح من المحاولات الإسرائيلية الهادفة إلى إسقاط حل الدولتين. ودعت الإدارة الأميركية إلى الخروج عن صمتها تجاه هذه المواقف والتصريحات الإسرائيلية الاستفزازية، التي تهدد باندثار ثقافة السلام وتغلق باب المفاوضات، وتفتح الباب على مصراعيه أمام التطرف العنيف في المنطقة.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.