أفلام الأسبوع

دانيال كالويا وأليسون ويليامز في مشهد من الفيلم الكوميدي {غيت آوت}
دانيال كالويا وأليسون ويليامز في مشهد من الفيلم الكوميدي {غيت آوت}
TT

أفلام الأسبوع

دانيال كالويا وأليسون ويليامز في مشهد من الفيلم الكوميدي {غيت آوت}
دانيال كالويا وأليسون ويليامز في مشهد من الفيلم الكوميدي {غيت آوت}

** Logan‬

«لوغان» هو نفسه «وولفرين» الذي، ساعة الغضب، تنطلق من بين أصابعه مخالب هي «الستانليس ستيل» الحادة التي يمكن استخدامها في فرم الخضار لكن مع وولفرين هي طريقته في الدفاع عن نفسه وسواه. في «لوغان» (إخراج جيمس مانغولد) بعض العناية الفنية والكثير من الكليشيهات المتداولة مع كل حكاية تعتمد على قيام البطل بالذود عن فرد مهدد بالقتل. في هذه الحالة هو باتريك ستيوارت الذي يقود مجموعة «رجال إكس» في تلك السلسلة التي نبتت عنها سلسلة «وولفرين». كلتا السلسلتين تعانيان الآن من الهرم.

ولهانة ‬
... لكن الحكاية العاطفية في فيلم فيليب عرقتنجي أفضل وأكثر صدقًا من تلك المرتسمة في الفيلم اللبناني الجديد أيضًا «ولهانة». بطلة الفيلم وشقيقيها يؤلفون عصابة مسلحة للسطو، وبعد مغامرات ذات معالجة كوميدية تتعرف على شاب يرأس فرقة في هيئة «الدفاع المدني»، وهذا الحب هو الذي يبدأ بتصحيح مسارها وخلق شخصية جديدة لها.

** Get Out
هناك أكثر من الخليط الكوميدي والتشويقي في هذا الفيلم الأول للمخرج جوردان بيل. إنتاج محدود الميزانية وغير محدود الخيال حول شاب أسود وفتاة بيضاء (دانيال كالويا وأليسون ويليامز) يقعان في الحب ويقومان بزيارة أهل الفتاة الأثرياء. يُستقبل طالب اليد بحفاوة تثير استغرابه ويعتبرها محاولة من الوالدين (برادلي ولفورد وكاثرين كينر) لتمويه رفضهما له، ليكتشف بعد ذلك أن هذا ليس هو السبب الحقيقي. الفيلم في صلبه ينتمي لنوع الرعب، لكن المخرج يلعب بمهارة على الفاصل العنصري ويزيد على ذلك رغبته في تقديم الأحداث كحالة كابوسية في عالم يطفح بالغرابة.
First Fight *

الفكرة في الأساس ربما كانت أفضل من النتيجة التي انتهت إليها: يتسبب المدرّس الأبيض (تشارلي داي) بطرد زميله الأفرو - أميركي (آيس كيوب) من المهنة فيتوعده الأخير ويتحداه في مباراة عراك بدني، مدركًا أنه سوف يتغلب عليه بلا جهد يذكر. كان يمكن صنع كوميديا راقية من هذا الموقف، لكن المخرج رتشي كين يعمد إلى تنفيذ نمطي كامل. الشخصيات ساذجة كذلك ما توحي به وكل المفارقات الناتجة عنها.

اسمعي ***

المخرج اللبناني فيليب عرقتنجي يغوص في حكاية عاطفية ينفذها بشغف لكنها لا تنجز كل المأمول منها. بطل الفيلم جود (هادي بو عياش) مهندس صوت في الأعمال المصوّرة يتعرف على الشابة رنا (ربا زعرور) ويقعان في الحب. إنهما من طائفتين مختلفتين وطبقيًا هي أكثر ثراءً منه. حين تقع في غيبوبة يحاول زيارتها لكن أهلها يمنعونه فيطلب من شقيقتها (يارا بوناصر) مساعدته. هنا تنشأ قصّة عاطفية جديدة بعدما أدركت الشقيقة أن جود لديه قلب من ذهب. يذهب الفيلم في مسار تعزيز دور الموسيقى والصوت في شفاء البشر لأنه يداعب مشاعرهم. على ذلك لا يوجد كثير بعد ذلك. الحكاية العاطفية محدودة الأحداث في النهاية.



شاشة الناقد: أفلام على اختلافها لم تأتِ جيدة جداً

«معطراً بالنعناع» (ريزون 8)
«معطراً بالنعناع» (ريزون 8)
TT

شاشة الناقد: أفلام على اختلافها لم تأتِ جيدة جداً

«معطراً بالنعناع» (ريزون 8)
«معطراً بالنعناع» (ريزون 8)

معطراً بالنعناع ★★☆

رسائل شفهية في عتمة الأماكن

فيلم محمد حمدي الأول مختلف جداً عن أي فيلم مصري (أو عربي) حٌقّق في تاريخ السينما العربية. الاختلاف بحد ذاته لا يمنح الفيلم درجة التقييم. من الممكن أن يكون مختلفاً وبديعاً أو مختلفاً ورديئاً وهو أقرب إلى التصنيف الثاني. فيلم داكن في الصورة وفي الذوات البشرية التي تسكنه. يجد المخرج لها مبررات مناسبة. هذا لأن أبطاله يتقدمهم دكتور محبط (علاء الدين حمادة)، يعيشون حالات من الكآبة المطلقة تزداد عبثاً مع تناولهم الحشيشة طوال الوقت. أي نحو 90 دقيقة من مدة عرض الفيلم (التي تبلغ 113 دقيقة). وعوض استمتاعهم بهذه «السلطنة» تبقى أدمغتهم واعية وقادرة على الحديث في مسائل وجودية وسياسية (على الخفيف) مع قليل من الشّعر وكثير من الذكريات التي تتشابك بحيث لا تتضح لها زاوية فعلية تنطلق منها أو تعود إليها.

في دقائقه الـ10 الأولى يؤسّس أسلوب عمله من حالات شخصية وتصوير (قام به بنفسه) وإيقاع. هذا الإيقاع خافت باستمرار والمُشاهد عليه أن يفتح أذنيه جيداً ليتمكّن من التقاط الكلمات المتبادلة. هذا لأن الإيقاع الخافت يشمل كذلك الأداء والتلقين وتشخيص الحالات. الدكتور وأصحابه (من ثلاثة لأربعة حسب المشاهد) يركضون في الظلمة مثل جرذان هاربة من مطاردين (لا نعرفهم) ويأوون دوماً إلى خرابات تضمّهم بعتمتها أو إلى شِقق هي بدورها تبدو كخرابات كلّ شيء فيها قديم وباهت. حتى في ساعات النهار فإن النور مبتسر تأكيداً أو ترميزاً للحالة التي يمر بها أشخاص الفيلم.

الصورة، على الرغم من سوداويتها، هي أهم وأفضل من الموضوع المطروح. صحيح أن رجال الفيلم يتعاطون، لجانب الحشيش، مسائل تهمّهم، لكن ليس كل ما يهم شخصية ما في فيلم ما يهم المشاهدين. بالضرورة. لذا تنحصر الحسنات في الصورة. بينما تمرّ المَشاهد بإيقاع خافت ورتيب، مما يحدّ كثيراً من قدرة الفيلم على التواصل مع مشاهديه.

* عروض حالياً في مهرجان مراكش

Maria ★★★

العمق العاطفي لماريا كالاس

«ماريا» هو ثالث فيلم بيوغرافي ينجزه المخرج التشيلي بابلو لاراين (حسب اللفظ الأسباني) بعد (Jackie) «جاكي»، 2016 و(Spencer) «سبنسر»2021. مثل سابقيه هو فيلم عن امرأة ومثلهما هو عن شخصية حقيقية هي مغنية الأوبرا ماريا كالاس (هناك حفنة أفلام عنها أهمها «Maria By Callas» لتوم وولف، 2017) إلى جانب فيلم إيطالي آخر في التحضير بعنوان «Maria‪/‬Callas» لروبرت دورنهلم.

«ماريا» (ذِ أبارتمنت)

معالجة لاراين تختلف كونها متّصلة بالكيفية التي يحاول فيها تقديم رؤيته لشخصياته فهو يسعى دائماً إلى التقاط العمق العاطفي أكثر مما يهتم لسرد السيرة حكائياً. على ذلك، «ماريا» كما يقدّمه هنا يبقى على السطح أكثر من الدخول في عمق شخصيّته. ما يشغله في سرد الأيام الأخيرة من حياة بطلته هو التصاميم الفنية والديكوراتية وتحريك الكاميرا عبرها وهذا جيد لولا إنه يأتي على حساب تحديدٍ أفضل لمن هي ماريا كالاس.

يسرد الفيلم أحداثها الأخيرة وبعض مواقفها الشخصية والفنية لكن الحكاية يمكن لها أن تكون عن أي شخصية لمغنية وإن كانت خيالية. بطبيعة الحال، وكما بات مألوفاً، يعمد المخرج إلى مشاهد استرجاعية (الفلاشباك) بالأبيض والأسود لكن أهم عنصر في هذه الدراما هي محاولة ماريا التغلّب على ذكرياتها مع أرسطو أوناسيس (الذي تركها للزواج من جاكي كينيدي، شخصية فيلم لوراين السابق).

* عروض حالياً في مهرجان البحر الأحمر

TROIS AMIES ★⭐︎

حوارات ومشاهد تُراوح مكانها

لا يبتعد المخرج موريه في فيلمه «ثلاث صديقات» عن التيمة التي اختارها سابقاً لمعظم ما حقّقه من أفلام مثل «تغيير عنوان» (Changement d'adresse) 2007، و«هل نُقبّل» (Shall We Kiss) 2007، و«الأشياء التي نقولها، الأشياء التي نفعلها» (Les Choses qu'on dit, les Choses qu'on fait) 2020. التيمة المذكورة لا تخرج عن نطاق تداول وتناول العلاقات المتأرجحة ما بين الحب والجنس، أو الحب من دون جنس أو العكس.

«ثلاث صديقات» (موبي دَك فيلمز)

القصّة في عنوانها: 3 صديقات جوان (إنديا هير)، ريبيكا (سارا فورستييه) وأليس (كامل كوتان) والعديد من الحكايات السابقة (تشعر جوان إنها مسؤولة عن موت حبيبها السابق إريك لأنها تركته)، وفي الحكايات الحاضرة يتداولن التجارب التي مررن بها مع آخرين. لا الأحداث مهمّة ولا الحوار (يمتد بلا نهاية) يعني كثيراً. كل ذلك يَرِد مثل قراءة صفحة واحدة من مجلة إشاعات ومن دون لمسات فنية تذكر. بدورها كل لقطة تشبه، تأسيساً وإدارة. ما يسبقها وما يليها.

* عروض: حالياً في صالات فرنسية

★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز