نتنياهو يمتدح تنديد أستراليا بقرار مجلس الأمن حول الاستيطان

نتنياهو يمتدح تنديد أستراليا بقرار مجلس الأمن حول الاستيطان
TT

نتنياهو يمتدح تنديد أستراليا بقرار مجلس الأمن حول الاستيطان

نتنياهو يمتدح تنديد أستراليا بقرار مجلس الأمن حول الاستيطان

ندد رئيس الوزراء الأسترالي، مالكولم تورنبول، أمس، بقرار مجلس الأمن الدولي الأخير الذي أدان الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
جاء ذلك خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وصل أمس إلى سيدني في أول زيارة لرئيس وزراء إسرائيلي إلى أستراليا، والذي أشاد بالدعم الأسترالي في مواجهة «نفاق» الأمم المتحدة.
ويقيم البلدان علاقات قوية جدا منذ بدء العلاقات الثنائية في عام 1949، لكن أيا من رؤساء الحكومات الإسرائيلية لم يقم بزيارة إلى أستراليا سابقا.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية، عن مقال نشرته صحيفة «ذي أوستراليان»، قول تورنبول إن «حكومتي لن تدعم القرارات الأحادية التي تنتقد إسرائيل، مثل ذلك الذي تبناه مجلس الأمن الدولي في الآونة الأخيرة، ونستنكر حملات المقاطعة الهادفة إلى تجريد الدولة العبرية من شرعيتها».
لكنه أكد في المقابل، دعمه حل الدولتين في النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني.
وكان مجلس الأمن الدولي قد طلب بتاريخ 23 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من إسرائيل للمرة الأولى منذ عام 1979، وقف أنشطة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية والقدس الشرقية المحتلة، في قرار أجازته إدارة باراك أوباما السابقة، حيث لم تستخدم حق النقض.
وعبر نتنياهو عن «سروره» للموقف الذي اتخذه رئيس الوزراء الأسترالي، عادًا إياه «متناغما تماما مع الصداقة التي عبرت عنها أستراليا منذ سنوات».
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال مؤتمر صحافي مشترك في سيدني، إن «أستراليا أثبتت مرة أخرى، بشجاعة، رغبتها في التنديد بنفاق الأمم المتحدة، خصوصا هذا القرار السخيف الذي يقول إن حائط المبكى (المكان الأكثر قدسية لدى اليهود) هو أرض فلسطينية محتلة» على حد قوله. وهاجم نتنياهو الأمم المتحدة وقال إنها «قادرة على كثير من السخافات»، وامتدح ما عده «صراحة» أستراليا.
يذكر أن نتنياهو يزور أستراليا لأربعة أيام، وكان قد توقف سابقا في سنغافورة، حيث التقى رئيس الوزراء لي هسين لونغ.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.