سعودية توصل ورد الطائف إلى روسيا

واجهت صعوبة تغيير الذهنية التقليدية في تصنيع الورد

في الطائف نحو 860 ألف شجرة ورد، وأكثر من 290 مليون وردة في كل موسم
في الطائف نحو 860 ألف شجرة ورد، وأكثر من 290 مليون وردة في كل موسم
TT

سعودية توصل ورد الطائف إلى روسيا

في الطائف نحو 860 ألف شجرة ورد، وأكثر من 290 مليون وردة في كل موسم
في الطائف نحو 860 ألف شجرة ورد، وأكثر من 290 مليون وردة في كل موسم

يقطف مزارعو الطائف الورود الزهرية، ويعبئونها في أكياس قماش مبلولة بماء بارد، ثم يذهبون بها إلى المصانع، ليفرغوها في قدر نحاسي كبير، ويعصروا الورد ويستخرجوا منه ماءه ودهنه... عملية جني الورد ثم تصنيعه ظلت على هذه الطريقة التقليدية لسنوات طويلة، إلى أن جاءت نورة الحارثي صاحبة أول متجر إلكتروني متخصص بمنتجات الورد الطائفي، لتجدد وضع السوق وتوصل ورد الطائف إلى روسيا.
الحارثي حوّلت الورد الطائفي إلى ساحة للابتكار الإنتاجي، من ذلك منتج «قهوة الورد الطائفي»، وهي التجربة الأولى التي يتمكن الأفراد فيها من احتساء ماء ورد الطائف. وقالت: «لا تتجاوز منتجات الورد الطائفي الخمسة تقريبًا، لكن في مشروعنا استطعنا رفع عدد المنتجات إلى 13 منتجًا، إضافة إلى 11 منتجًا تحت التطوير حاليًا».
وأضافت أن في الطائف نحو 860 ألف شجرة ورد، وأكثر من 290 مليون وردة في كل موسم، ما ساعد على استثمار هذا المنتج وتوصيله من المصانع إلى العملاء في مختلف دول العالم. وأشارت إلى أن مشروعها «وردات» فاز بالمركز الأول على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مبادرة «هدفي» لريادة الأعمال عام 2014. وتابعت: «هدفنا أن نكون الوجهة الأولى لشراء منتجات الورد الطائفي محليًا وعالميًا»، وتضيف «وجدنا اهتماما لافتا بالورد الطائفي في روسيا».
وتحكي الحارثي قصة بدايتها مع هذا المشروع بالقول: «عام 2013 كنت أقضي إجازة الصيف في مكة المكرمة، وقابلت سيدة إماراتية وعرفتها بنفسي أني من الطائف، فأخبرتني أنها معتادة على زيارة الطائف مرتين في السنة لشراء منتجات الورد الطائفي، وتتمنى أن يكون هناك من يمتهن شحن هذه المنتجات إلى الإمارات، ففكرت أن أكون هذا الشخص من خلال مشروعي (وردات)».
وجاء حديث الحارثي خلال استضافتها في غرفة الشرقية مساء أول من أمس، في لقاء تناول المتاجر الافتراضية، أكدت فيه أن التحدي الأكبر كان في تحويل العقلية التقليدية للعاملين في قطاع الورد الطائفي الذين يعملون عليه منذ عقود طويلة، وحثهم نحو الابتكار والتطوير. وقالت الحارثي: «لا يزال الورد الطائفي كنزًا مغلقًا»، مؤكدة أنها بمعية فريق عمل مشروعها زارت بيوت أهل الطائف ووجدت أن هناك معامل منزلية بجودة عالية، لكنها تفتقر للتسويق الجيد.
ولم تكتف الحارثي بتصنيع وتصدير الورد الطائفي، بل طورت مشروعها ليشمل كذلك تنظيم الرحلات السياحية في كل موسم لزيارة مصانع الورد بالطائف، والعمل على إثراء المحتوى العربي على شبكة الإنترنت حول الورد الطائفي. وتابعت: «عملنا على تمكين العاملين في مجال الورد الطائفي وجعلناهم يتجهون إلى الإنتاج التجاري، وصنعنا معهم منتجات من الورد الطائفي».
من جهة ثانية، شاركت في اللقاء خولة المدودي، وهي صاحبة منصة «دراسة» الإلكترونية، التي ذكرت أن مشروعها تمثل في دراسة بدأت من دون تخطيط، من ملاحظة احتياج السوق إلى خطط عمل بتكاليف معقولة. وأضافت أن عملها في الاستشارات المالية أتاح لها الفرص للاحتكاك بالمشاريع الصغيرة، وكان هناك إشكالية في احتياجهم إلى خطة عمل، مع صعوبة دفع مبالغ مالية عالية لمكاتب الاستشارات.
أما منيرة العبد القادر، وهي شريك مؤسس في تطبيق «دوائر» الإلكتروني، فأوضحت أن مشروعها يتمثل في إرسال دعوة إلكترونية إلى الضيوف عبر تطبيق على الهواتف الجوالة، بحيث يستطيع الضيف تأكيد الحضور، والتفاعل قبل وبعد المناسبة.
يذكر أن اللقاء الذي أقامته غرفة الشرقية ممثلة بمجلس شابات الأعمال، جاء ضمن برنامج «حوار الرواد»، وحملت الأمسية عنوان «متاجر العالم الافتراضية... الاستثمار الجديد»، وتضمنت تجارب شابات الأعمال وأهم إنجازاتهن في التسويق عبر حسابات التواصل الاجتماعي، وأبرز التحديات التي واجهتهن في هذا الشأن.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.