يقطف مزارعو الطائف الورود الزهرية، ويعبئونها في أكياس قماش مبلولة بماء بارد، ثم يذهبون بها إلى المصانع، ليفرغوها في قدر نحاسي كبير، ويعصروا الورد ويستخرجوا منه ماءه ودهنه... عملية جني الورد ثم تصنيعه ظلت على هذه الطريقة التقليدية لسنوات طويلة، إلى أن جاءت نورة الحارثي صاحبة أول متجر إلكتروني متخصص بمنتجات الورد الطائفي، لتجدد وضع السوق وتوصل ورد الطائف إلى روسيا.
الحارثي حوّلت الورد الطائفي إلى ساحة للابتكار الإنتاجي، من ذلك منتج «قهوة الورد الطائفي»، وهي التجربة الأولى التي يتمكن الأفراد فيها من احتساء ماء ورد الطائف. وقالت: «لا تتجاوز منتجات الورد الطائفي الخمسة تقريبًا، لكن في مشروعنا استطعنا رفع عدد المنتجات إلى 13 منتجًا، إضافة إلى 11 منتجًا تحت التطوير حاليًا».
وأضافت أن في الطائف نحو 860 ألف شجرة ورد، وأكثر من 290 مليون وردة في كل موسم، ما ساعد على استثمار هذا المنتج وتوصيله من المصانع إلى العملاء في مختلف دول العالم. وأشارت إلى أن مشروعها «وردات» فاز بالمركز الأول على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مبادرة «هدفي» لريادة الأعمال عام 2014. وتابعت: «هدفنا أن نكون الوجهة الأولى لشراء منتجات الورد الطائفي محليًا وعالميًا»، وتضيف «وجدنا اهتماما لافتا بالورد الطائفي في روسيا».
وتحكي الحارثي قصة بدايتها مع هذا المشروع بالقول: «عام 2013 كنت أقضي إجازة الصيف في مكة المكرمة، وقابلت سيدة إماراتية وعرفتها بنفسي أني من الطائف، فأخبرتني أنها معتادة على زيارة الطائف مرتين في السنة لشراء منتجات الورد الطائفي، وتتمنى أن يكون هناك من يمتهن شحن هذه المنتجات إلى الإمارات، ففكرت أن أكون هذا الشخص من خلال مشروعي (وردات)».
وجاء حديث الحارثي خلال استضافتها في غرفة الشرقية مساء أول من أمس، في لقاء تناول المتاجر الافتراضية، أكدت فيه أن التحدي الأكبر كان في تحويل العقلية التقليدية للعاملين في قطاع الورد الطائفي الذين يعملون عليه منذ عقود طويلة، وحثهم نحو الابتكار والتطوير. وقالت الحارثي: «لا يزال الورد الطائفي كنزًا مغلقًا»، مؤكدة أنها بمعية فريق عمل مشروعها زارت بيوت أهل الطائف ووجدت أن هناك معامل منزلية بجودة عالية، لكنها تفتقر للتسويق الجيد.
ولم تكتف الحارثي بتصنيع وتصدير الورد الطائفي، بل طورت مشروعها ليشمل كذلك تنظيم الرحلات السياحية في كل موسم لزيارة مصانع الورد بالطائف، والعمل على إثراء المحتوى العربي على شبكة الإنترنت حول الورد الطائفي. وتابعت: «عملنا على تمكين العاملين في مجال الورد الطائفي وجعلناهم يتجهون إلى الإنتاج التجاري، وصنعنا معهم منتجات من الورد الطائفي».
من جهة ثانية، شاركت في اللقاء خولة المدودي، وهي صاحبة منصة «دراسة» الإلكترونية، التي ذكرت أن مشروعها تمثل في دراسة بدأت من دون تخطيط، من ملاحظة احتياج السوق إلى خطط عمل بتكاليف معقولة. وأضافت أن عملها في الاستشارات المالية أتاح لها الفرص للاحتكاك بالمشاريع الصغيرة، وكان هناك إشكالية في احتياجهم إلى خطة عمل، مع صعوبة دفع مبالغ مالية عالية لمكاتب الاستشارات.
أما منيرة العبد القادر، وهي شريك مؤسس في تطبيق «دوائر» الإلكتروني، فأوضحت أن مشروعها يتمثل في إرسال دعوة إلكترونية إلى الضيوف عبر تطبيق على الهواتف الجوالة، بحيث يستطيع الضيف تأكيد الحضور، والتفاعل قبل وبعد المناسبة.
يذكر أن اللقاء الذي أقامته غرفة الشرقية ممثلة بمجلس شابات الأعمال، جاء ضمن برنامج «حوار الرواد»، وحملت الأمسية عنوان «متاجر العالم الافتراضية... الاستثمار الجديد»، وتضمنت تجارب شابات الأعمال وأهم إنجازاتهن في التسويق عبر حسابات التواصل الاجتماعي، وأبرز التحديات التي واجهتهن في هذا الشأن.
سعودية توصل ورد الطائف إلى روسيا
واجهت صعوبة تغيير الذهنية التقليدية في تصنيع الورد
سعودية توصل ورد الطائف إلى روسيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة