العماري يدعو إلى إخراج قانون للأمازيغية يرقى إلى تطلعات المغاربة

أمين «الأصالة والمعاصرة» عد مشروع القانون التنظيمي الذي طرحته الحكومة تراجعًا

إلياس العماري يتحدث خلال اليوم الدراسي أمس («الشرق الأوسط»)
إلياس العماري يتحدث خلال اليوم الدراسي أمس («الشرق الأوسط»)
TT

العماري يدعو إلى إخراج قانون للأمازيغية يرقى إلى تطلعات المغاربة

إلياس العماري يتحدث خلال اليوم الدراسي أمس («الشرق الأوسط»)
إلياس العماري يتحدث خلال اليوم الدراسي أمس («الشرق الأوسط»)

دعا إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض، إلى مزيد من اليقظة فيما يتعلق بالقانون التنظيمي المتعلق بالأمازيغية، حتى يتسنى إخراج قانون يرقى إلى تطلعات المغاربة.
جاء ذلك خلال اليوم الدراسي الذي نظمه فريقا حزب الأصالة والمعاصرة في مجلسي النواب والمستشارين، أمس الثلاثاء، بمقر البرلمان المغربي حول مشروع القانون التنظيمي المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، وكيفية إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولوية.
وقال العماري إنه اعتبارًا للاختلالات الكثيرة التي عرفها مشروع القانون المذكور «دعونا فور صدور هذا القانون إلى مزيد من اليقظة والتعاون، من أجل إخراج قانون تنظيمي يتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية يكون في مستوى تطلعات المغاربة، ومن ضمنهم الحركة الثقافية الأمازيغية».
وأضاف العماري: «لقد استطعنا أن نحقق ولو جزئيًا المطالب المتعلقة بتدريس الأمازيغية، والإعلام الأمازيغي، ودسترة الأمازيغية»، لذا «فإننا نستطيع أن نصوغ مشروع قانون تنظيمي يكون في مستوى قضيتنا الأمازيغية بعمقها الحضاري، وبفكرها التنويري، وبقيمها الإنسانية».
وكشف العماري أن علاقته بالأمازيغية هي «علاقة وجدانية عاطفية، ليس لأنني أمازيغي فقط، أو لأنني أسكن في منطقة أمازيغية»، مسترجعًا في سياق كلمته بعضا من مشاهد طفولته، إذ قال: «في بداية مشواري تعلمنا الأبجدية العربية بالأمازيغية»، مضيفا: «صدمتنا بعد التحاقنا بالمدرسة لم تكن بسبب الظروف التي درسنا فيها، وبعد المدارس عن منازلنا وغير ذلك، بل يكمن في عدم فهم الأستاذ الذي يدرسك عند وصولك للمدرسة، أنا لا أؤاخذ أساتذتنا، لأنهم كانوا أيضا ضحايا، ونحس بالغبن لأنهم ضحايا».
وتساءل العماري قائلا: «إذن كيف تريدون أن نتصرف بعد أن نطلع على مشروع سمي تجاوزًا (مشروع قانون تنظيمي لترسيم الأمازيغية)؟»، مخاطبا الخبراء المشاركين في اليوم الدراسي «هل كان طموحكم هو هذا القانون؟». كما حذر العماري من كون مشروع القانون التنظيمي المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفية إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة العامة، يمثل عودة بالمغرب إلى الوراء، مشددا على أن مشروع القانون التنظيمي الذي طرحته الحكومة يمثل تراجعًا ليس عن دستور 2011 فقط، بل إلى ما قبل أول مشروع دستوري في المملكة، وتساءل مخاطبا البرلمانيين: «هل تسمحون لأنفسكم بأن تعود بلادكم إلى الوراء؟».
وزاد العماري قائلا إن حزب الأصالة والمعاصرة «سيكون صوت من يناضلون خارج البرلمان» فيما يتعلق بالقضية الأمازيغية.
وخلص الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إلى أن الحديث عن مصطلح الاستثناء في المغرب هو وهم، فـ«الاستثناء يوظف كمصطلح لأغراض معينة»، مؤكدًا في المقابل أن «المغرب له خصوصية مفادها بأن حضارة المغاربة تستوعب ولا تستوعب»، قبل أن يضيف «هذا هو ما يميزنا على باقي حضارات الشعوب الأخرى، لأن هذا البلد تعاقبت عليه حضارات استعمارية متعددة لم تستطع أي واحدة أن تستوعبه، والسبب في هذا يقظة نظامه وجاهزية مكونات الوطن»، داعيا في هذا السياق إلى «الاستمرار في هذه اليقظة والجاهزية للتصدي لكل شيء يمكن أن يطمس هويتنا».



إرهاب الحوثيين يتصدّر نقاشات يمنية - أميركية في الرياض

رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)
TT

إرهاب الحوثيين يتصدّر نقاشات يمنية - أميركية في الرياض

رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)

استحوذ إرهاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران خلال اليومين الأخيرين على مجمل النقاشات التي دارت بين قيادات الشرعية والمسؤولين الأميركيين، وسط تطلع رئاسي لتصنيف الجماعة منظمة إرهابية عالمية وتجفيف مواردها المالية وأسلحتها.

وتأتي المحادثات اليمنية - الأميركية في وقت يتطلع فيه الشارع اليمني إلى اقتراب لحظة الخلاص من الانقلاب الحوثي واستعادة صنعاء وبقية المحافظات المختطفة، بخاصة عقب التطورات الإقليمية المتسارعة التي أدت إلى هزيمة إيران في كل من لبنان وسوريا.

وذكر الإعلام الرسمي أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، استقبل في الرياض جيسي ليفنسون، رئيس مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأميركية، وسفير الولايات المتحدة لدى اليمن ستيفن فاجن، وبحث معهما العلاقات الثنائية، خصوصاً في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وتعزيز الشراكة الوثيقة بين الجانبين على مختلف الأصعدة.

وطبقاً لوكالة «سبأ» الحكومية، تطرق اللقاء إلى التهديدات الإرهابية التي تغذيها الميليشيات الحوثية والتنظيمات المتخادمة معها، بما في ذلك الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، والاعتداءات، وأعمال القرصنة المستمرة على سفن الشحن البحري بدعم من النظام الإيراني.

واستعرض العليمي - وفق الوكالة - جهود الإصلاحات الحكومية في المجال الأمني وأجهزة إنفاذ القانون وسلطات مكافحة الإرهاب وغسل الأموال والجريمة المنظمة، والدعم الدولي المطلوب لتعزيز قدراتها في ردع مختلف التهديدات.

وفي حين أشاد رئيس مجلس الحكم اليمني بالتعاون الوثيق بين بلاده والولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، قال إنه يتطلع مع الحكومة إلى مضاعفة الضغوط الدولية على الميليشيات الحوثية، بما في ذلك تصنيفها منظمة إرهابية، وتجفيف مصادر تمويلها وتسليحها.

تأكيد على دور واشنطن

وشملت اللقاءات الأميركية في الرياض عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عبد الرحمن المحرمي، ونقل الإعلام الرسمي أن الأخير ناقش مع السفير الأميركي، ستيفن فاجن، آخر المستجدات المتعلقة بالأوضاع الاقتصادية والعسكرية في اليمن.

وتناول اللقاء - وفق وكالة «سبأ» - التداعيات الاقتصادية والإنسانية في اليمن والمنطقة، في ظل استمرار تصعيد ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني على خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر. كما تم بحث سبل تعزيز التعاون بين الجانبين لمكافحة الإرهاب ودعم جهود السلام والاستقرار في المنطقة.

النقاشات اليمنية - الأميركية ركزت على الدعم الأمني لمواجهة الإرهاب (سبأ)

واستعرض اللقاء، حسب الوكالة، الجهود التي يبذلها مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لمواجهة التحديات الاقتصادية والإنسانية في اليمن.

وفي هذا السياق، جدد المحرّمي حرص المجلس على تنفيذ الإصلاحات الداخلية ومكافحة الفساد لتحسين الخدمات الأساسية وتلبية احتياجات المواطنين، مؤكداً على أهمية الدور الأميركي والدولي في دعم هذه الجهود.

ونسب الإعلام الرسمي إلى السفير الأميركي أنه «أكد دعم بلاده لجهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة في مواجهة التحديات المختلفة، مشيداً بالجهود المبذولة لتعزيز الاستقرار وتوحيد الصفوف في مواجهة التحديات الراهنة».

دعم المؤسسات الأمنية

وفي لقاء آخر، الاثنين، بحث وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني مع السفير الأميركي ومدير مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأميركية، الوضع الأمني في البحر الأحمر والتهديدات الحوثية المستمرة للملاحة الدولية، وبحث التعاون الثنائي لتطوير القدرات الأمنية للمؤسسات اليمنية.

وفي حين أكد الوزير الزنداني التزام الحكومة بمواصلة الجهود الرامية إلى القضاء على الإرهاب والتطرف، شدد على أهمية الشراكة الدولية في هذا المجال.

وزير الخارجية اليمني مستقبلاً في الرياض السفير الأميركي (سبأ)

إلى ذلك، بحث وزير الداخلية اليمني إبراهيم حيدان مع المسؤولين الأميركيين تعزيز التعاون الأمني في مجال التكنولوجيا وأمن واستخدام المعلومات لمكافحة الإرهاب والتصدي للتحديات الأمنية التي تواجه اليمن والمنطقة.

وحسب ما أورده الإعلام الرسمي، أكد حيدان خلال لقائه السفير فاجن والمسؤول في الخارجية الأميركية ليفنسون على أهمية دعم جهود الحكومة اليمنية لتعزيز الاستقرار ومواجهة التنظيمات الإرهابية والميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني التي تهدد أمن وسلامة اليمن ودول الجوار.

وأشار حيدان إلى الجهود التي تبذلها وزارته في إعادة بناء الأجهزة الأمنية وتطوير الأنظمة الرقمية لتحسين قدراتها العملياتية، رغم التحديات التي تواجهها البلاد في ظل الظروف الراهنة.

وعود أميركية بدعم القوات الأمنية اليمنية في مجال التدريب وبناء القدرات (سبأ)

ونسب الإعلام الرسمي إلى رئيس مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأميركية، جيسي ليفنسون، استعداد بلاده لدعم الجهود الأمنية في اليمن من خلال التدريب وتقديم المساعدات التقنية وبناء القدرات.

يشار إلى أن الحوثيين في اليمن يخشون من حدوث إسناد دولي واسع للحكومة الشرعية يؤدي إلى القضاء على انقلابهم واستعادة صنعاء وتأمين الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.

وكان زعيمهم عبد الملك الحوثي قد طمأن أتباعه بأن الجماعة أقوى من نظام بشار الأسد، ولن يستطيع أحد إسقاطها لجهة ما تملكه من أسلحة إلى جانب ما استطاعت تجنيده من عناصر خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.