مقاومة عتمة ذمار تأسر 15 عنصرًا من ميليشيات الحوثي وصالح

المديرية تعود إلى واجهة الأحداث في اليمن

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لدى لقائه السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر في الرياض أمس (سبأ)
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لدى لقائه السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر في الرياض أمس (سبأ)
TT

مقاومة عتمة ذمار تأسر 15 عنصرًا من ميليشيات الحوثي وصالح

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لدى لقائه السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر في الرياض أمس (سبأ)
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لدى لقائه السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر في الرياض أمس (سبأ)

شهدت مديرية عتمة التابعة لمحافظة ذمار مواجهات عنيفة مع ميليشيات الحوثي وصالح التي حشدت المئات من مقاتليها معززين بكافة الأسلحة في محاولة لمهاجمة قرى حلبان وما حولها، وواجه ذلك صمود ومقاومة من قبل المقاومة الشعبية.
وقال الشيخ عبد الوهاب معوضة، قائد المقاومة الشعبية بمديرية عتمة إن المقاومة «تمكنت من التصدي للميليشيات، ولم تتعرض سوى لخسائر بشرية طفيفة في حين سقط العشرات من الميليشيات الانقلابية ما بين قتيل وجريح».
وأضاف أنه «خلال الـ24 ساعة الماضية، تحركت مجموعة من الأطقم العسكرية التابعة للميليشيات الانقلابية إلى منطقة سوق الثلوث، وهذه المنطقة تعتبر منطقة متحكمة في خط مدينة الشرق والدليل، وحاولت أن تتوغل في بعض المناطق وأن تسيطر على بعض الجبال وكانت عناصر المقاومة الشعبية لهم بالمرصاد، حيث دارت معركة عنيفة وتم أسر 15 عنصرا من الميليشيات الانقلابية ومن ضمنهم قيادات حوثية كبيرة، ومقتل عدد من الميليشيات وجرح 8 آخرين، بالإضافة إلى أن المقاومة تمكنت من الاستيلاء على طقم عسكري وتفجير آخر، الأمر الذي دفع من تبقى من فلول الميليشيات الانقلابية إلى الانسحاب من المنطقة».
وتعد عتمة في محافظة ذمار المعقل الثاني لميليشيات الحوثي بعد محافظة صعدة، إحدى أهم المديريات التي شهدت صراعا مسلحا بين ما كانت تسمى «الجبهة الوطنية الديمقراطية»، التي كان يدعمها نظام الحزب الاشتراكي اليمني في الشطر الجنوبي من اليمن، خلال نهاية عقد السبعينات ومطلع الثمانينات من القرن الماضي، لإسقاط النظام في الشطر الشمالي.
وعادت المديرية إلى واجهة الأحداث في اليمن، الأيام القليلة الماضية، من خلال التحركات العسكرية (المقاومة) التي نشطت فعاليتها لصد تحركات ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في المديرية الجبلية الواقعة غرب محافظة ذمار، وهي أقرب إلى مديريات محافظة إب، التي شهدت ظروفا مشابهة خلال الحقب الماضية، عندما انتفضت المناطق الوسطى ومأرب والجوف وغيرها من المحافظات ضد النظام في إطار جبهة مسلحة عريضة، نهاية السبعينات.
وأكد قائد مقاومة عتمة لـ«الشرق الأوسط» أن «إصرار ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية للسيطرة على مديرية عتمة يأتي كون المديرية تُعد مثلث طرق هام واستراتيجي، وهي شريان رئيسي لعدة طرق، خط ذمار - الحسينية (المعقل الرئيسي لقبائل الزرانيق المناوئة للانقلابيين في محافظة الحديدة)، وخط مدينة الشرق - الدليل (الدليل التابعة لمحافظة إب) الذي يأتي من الحديدة وآنس - عتمة إلى منطقة الدليل، ويمر عبرها».
وأردف أن «عتمة تعتبر بالنسبة للميليشيات الانقلابية نقطة استراتيجية وإذا تمكنوا منها فقد تمكنوا من السيطرة على الجبهة الغربية - الجبهة الثلاثية (عتمة ووصابين ومحافظة ريمة)، بالإضافة إلى كونها سلسلة جبلية، ولو تمكن منها الانقلابيون سيكون هناك صعوبة بدحرهم من هذه الجبال».
ونوه معوضة إلى أن «المقاومة الشعبية في مديرية عتمة ليست مقاومة وليدة الساعة، فهي موجودة منذ ما يقارب العام والنصف، وتعمل على دحر الميليشيات الانقلابية، إلا أنه كان هناك اتفاقية وقف إطلاق النار واتفاقية صلح التزمت المقاومة بها، وعندما خرقت هذه الميليشيات الانقلابية الاتفاقية عدنا نقاوم وسننتصر عليهم وسيتم دحرهم من المديرية، إن شاء الله تعالى».
وأشار معوضة، وهو من أسرة عريقة في عتمة وتمتلك حصونا تاريخية، إلى أن هناك تنسيقا بين «المقاومة الشعبية والجيش اليمني، وأن الميليشيات الانقلابية تواصل الدفع بتعزيزات وبشكل مستمر، وإن انتصرت مقاومة عتمة وتم تحريرها من الميليشيات الانقلابية، سيتم تحرير محافظة ذمار بشكل كامل منهم».
وبحسب قائد المقاومة الشعبية في مديرية عتمة، الشيخ عبد الوهاب معوضة، فإن ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية لجأت للتعويض عن خسائرها الكبيرة التي لحقت بها في جبهة عتمة وأسر عدد من عناصرها، إلى شن حملة اختطافات ضد أبناء المديرية، وقال: «لكن هذه الاختطافات طالت أبناء المديرية في المدينة والمحافظات اليمنية الأخرى التي تخضع لسيطرتها وهم عُزل، حيث وصل عدد المختطفين إلى أكثر من 10 أشخاص».



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.