إيطاليا... الدولة الرائدة في تصدير كبار المدربين بعالم الكرة

أنشيلوتي ومانشيني ورانييري حصدوا لقب الدوري الإنجليزي... وكونتي في الطريق

مانشيني حصد لقب الدوري الانجليزي مع مانشستر سيتي  - أنشيلوتي (يسار) مع لاعبي تشيلسي وكأس الدوري الانجليزي  - رانييري... حقق المعجزة مع ليستر سيتي («الشرق الأوسط»)
مانشيني حصد لقب الدوري الانجليزي مع مانشستر سيتي - أنشيلوتي (يسار) مع لاعبي تشيلسي وكأس الدوري الانجليزي - رانييري... حقق المعجزة مع ليستر سيتي («الشرق الأوسط»)
TT

إيطاليا... الدولة الرائدة في تصدير كبار المدربين بعالم الكرة

مانشيني حصد لقب الدوري الانجليزي مع مانشستر سيتي  - أنشيلوتي (يسار) مع لاعبي تشيلسي وكأس الدوري الانجليزي  - رانييري... حقق المعجزة مع ليستر سيتي («الشرق الأوسط»)
مانشيني حصد لقب الدوري الانجليزي مع مانشستر سيتي - أنشيلوتي (يسار) مع لاعبي تشيلسي وكأس الدوري الانجليزي - رانييري... حقق المعجزة مع ليستر سيتي («الشرق الأوسط»)

لو نجح المدير الفني لنادي تشيلسي الإنجليزي أنطونيو كونتي في الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، فسيصبح رابع مدير فني إيطالي يقود أحد الأندية الإنجليزية للفوز بالدوري الأقوى في العالم. ومن اللافت للنظر أن هذا الرباعي - الذي يضم إلى جانب كونتي كلاً من كارلو أنشيلوتي وروبرتو مانشيني وكلاوديو رانييري - سيكون قد حقق لقب الدوري الإنجليزي أربع مرات في آخر ثمانية مواسم.
ولم يفز أي مدير فني مولود في إنجلترا بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز منذ حصول هاورد ويلكينسون على اللقب موسم 1991 - 1992 مع ليدز يونايتد، أي قبل انطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز بشكله الجديد بموسم واحد فقط. كما لم يحصل على اللقب أي مدير فني فرنسي منذ موسم 2003 - 2004، في حين لم يفز به أي مدير فني ألماني أو إسباني أو هولندي على الإطلاق. ولذا، يُعد هذا بمثابة اعتراف بتميز كرة القدم الإيطالية بصفة عامة، ومركز كوفرتشيانو للتدريب بصفة خاصة. لكن ربما يكون الشيء المثير للاهتمام في هذا الأمر هو أن هؤلاء المديرين الفنيين الأربعة لا يتبعون نمطًا أو نظامًا واحدًا في التدريب، وإنما يختلف كل منهم تمام الاختلاف عن الآخر.
ولا يمكنك أن تنظر إلى عمل هؤلاء المديرين الفنيين وتشعر بأنهم جميعًا يتبعون «الطريقة الإيطالية» في التدريب، كما لا توجد أي إشارة على أنهم يطبقون «الكاتيناتشو الإيطالية» (طريقة لعب دفاعية بحتة تعتمد على تنظيم اللاعبين بطريقة محكمة في خط الدفاع بحيث يصعب على أي فريق اختراقها). لكن إذا كنت تبحث عن مدير فني أجنبي يعتمد على طريقة لعب دفاعية للغاية فقد تجد ذلك في المديرين الفنيين البرتغاليين. أما بالنسبة للمدربين الإيطاليين الأربعة فتجد بينهم تناقضات واضحة في المزاج وأسلوب اللعب على حد سواء، فأنشيلوتي لطيف وعملي للغاية، أما مانشيني فهو أنيق لكنه يتسم بالبرود، ويتميز رانييري بأنه شخصية محببة لمن حوله، في حين يتسم كونتي بأنه شخص مقاتل لا يعرف الاستسلام.
وعندما سئلت ويلكينسون عن ذلك الأسبوع الماضي، قال: «الاختلاف هو السمة المميزة للإيطاليين، الذين يعشقون التعلم والابتكار ويكرهون النسخ والتكرار. إنهم يحبون أن يكون لهم رأيهم الخاص، فهم يتفقون جميعًا على أن حاصل جمع اثنين واثنين هو أربعة، لكن لكل منهم طريقة في الوصول إلى الناتج النهائي».
ومع ذلك، لا يعني هذا أن أي مدير فني إيطالي سوف ينجح في الدوري الإنجليزي، وخير دليل على ذلك هو فشل أتيليو لومباردو مع كريستال بالاس وفرانشيسكو غيدولين مع سوانزي سيتي، بينما لا تزال تجربة والتر مازاري مع واتفورد تخضع للتقييم. واجه المديرون الفنيون الأربعة الذين أشرنا إليهم تحديات مختلفة عندما انضموا لأنديتهم الإنجليزية التي كانت في مراحل مختلفة من التطور، لكن الشيء الذي يجمع بينهم هو عملهم الذكي والجاد والدؤوب من أجل النجاح وتحقيق الأهداف.
ويُعرف عن الإيطاليين اهتمامهم بالتفاصيل التكتيكية والخططية قبل أي مباراة، وهو الشيء الذي يميزهم عن المديرين الفنيين الآخرين. ورغم أن أي مدير فني في أعلى المستويات يعمل بكل جدية على نقل التعليمات الفنية والخططية للاعبيه أثناء التدريبات، فإن هؤلاء المدربين الإيطاليين - التي تتراوح أعمارهم بين 47 (كونتي)، و65 (رانييري) - نشأوا في كرة القدم الإيطالية في وقت كان يتم الاعتماد فيه على دورتين تدريبيتين في اليوم، مع التأكيد التام على الالتزام بالمواعيد والتغذية الجيدة، وهي الأشياء التي كان يُنظر إليها آنذاك على أنها من أساسيات وضروريات بناء وتطوير أي لاعب صغير في السن، على عكس النهج المتبع في إنجلترا، الذي يتسم بقدر أقل من الصرامة والالتزام.
يتذكر ويلكينسون أنه سأل تريفور فرانسيس ذات مرة عن تجربته مع سامبدوريا في ثمانينات القرن الماضي، واختلافها عن تجربته مع الأندية الإنجليزية، ويقول: «لقد قال شيئًا مثيرًا للاهتمام للغاية: عندما تذهب للتدريب في إيطاليا، فلا تتوقع من المدير الفني أن يجعلك سعيدًا، لأنك في مدرسة للتعلم في الأساس»، ويتذكر ويلكينسون أيضًا الرحلة التي قضاها في روما مع الراحل ديف سيكستون، لكي يشاهد كيف يعمل فابيو كابيلو قبل عقد من الزمان، ويقول: «تشعر بأن الاستعداد للمباراة لا يتضمن خطة واحدة فقط، لكن هناك خطة بديلة، وربما خطة ثالثة للاعبين داخل المستطيل الأخضر»، ولعل الشيء الغريب يتمثل في أن هؤلاء المديرين الفنيين يتألقون في أغنى وأقوى دوريات العالم في الوقت الذي يظهر فيه الدوري الإيطالي بصورة باهتة للغاية، ولا يضم سوى عدد قليل من اللاعبين البارزين، المحليين أو المحترفين، كما لا تشاهد هناك كرة قدم ممتعة كثيرًا، باستثناء يوفنتوس ونابولي.
أما فيما يتعلق بقدرة كرة القدم الإيطالية على إنتاج عدد كبير من المديرين الفنيين المميزين، يقول ويلكينسون إن هناك اختلافًا كبيرًا بين الدوريات الإيطالية والإنجليزية، ففي إيطاليا لا توجد مسابقة قوية سوى الدوري الإيطالي الممتاز، في حين تضم إنجلترا 92 ناديًا محترفًا في دوريات قوية، ولذا تكون فرص التدريب أقل كثيرًا في إيطاليا، وتكون المنافسة شرسة للغاية على عدد محدود من الأندية في الدوري الإيطالي الممتاز فقط.
لم يكن جيانلوكا فيالي، وهو أول إيطالي يتولى تدريب أحد فرق الدوري الإنجليزي الممتاز، لديه أي خبرات تدريبية عندما درب تشيلسي وهو لا يزال لاعبًا في فبراير (شباط) 1998. وفي العام التالي، أصبح أول مدير فني في التاريخ يضع تشكيلة أساسية لفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز، ليس بينها أي لاعب إنجليزي. وخلال مسيرته التدريبية مع تشيلسي، التي استمرت لعامين ونصف العام، حصل فيالي على كأس رابطة الأندية المحترفة وكأس الكؤوس الأوروبية وكأس السوبر الأوروبي وكأس الاتحاد الإنجليزي.
وتبع رانييري فيالي في قيادة تشيلسي، لكن أنشيلوتي، الذي تولى قيادة «البلوز» عام 2009، كان أول مدير فني إيطالي يفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز، كما قاد النادي اللندني للفوز بالثنائية. وبعد عام، أُقِيل أنشيلوتي من منصبه بعد قيادته تشيلسي للمركز الثاني في الدوري الإنجليزي الممتاز خلف مانشستر يونايتد وخروجه من دور الثمانية بدوري أبطال أوروبا.
وفي موسم 2011 - 2012 أصبح مانشيني ثاني مدير فني إيطالي يفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما قاد مانشستر سيتي للحصول على اللقب للمرة الأولى منذ عام 1968، قبل أن يرحل عن الفريق بسبب فشله على الصعيد الأوروبي، وإثارة بعض المشكلات مع اللاعبين. وخلال العام الماضي، حقق رانييري معجزة كروية بكل المقاييس، وقاد ليستر سيتي الذي كان يصارع على الهبوط في الموسم السابق للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز.
ويدين هؤلاء جميعًا بالفضل لمركز كوفرتشيانو للتدريب، الذي افتتح خارج مدينة فلورنسا عام 1958، وأسهم على مدى 60 عامًا في توفير احتياجات الفرق القومية من اللاعبين بداية من سن 15 عامًا، كما يعلم المدربين ويثقل خبراتهم. سألت ويلكينسون، الذي قام بكثير من الزيارات هناك عندما كان يخطط لإقامة مركز للاتحاد الإنجليزي في (سانت جورج بارك – معقل الاتحاد الإنجليزي)، عن ذلك، فرد قائلاً: «الشيء الذي لا يمكنك أن تنكره هو تاريخ المكان والاحترام الذي يحظى به. هناك احترام كبير لتلك المؤسسة والأشخاص الذين تخرجوا فيها».
إنه «الاحترام» الذي كان له مفعول السحر، لذا يجب على الدوري الإنجليزي الممتاز أن يغرس بعض القيم المهمة في الأجيال المتعاقبة من اللاعبين والمدربين، مثل الاحترام والاجتهاد والرغبة في التعلم، لأن أهمية هذه القيم لا تقل بأي حال من الأحوال عن التطور الخططي والتكتيكي، إذا كنا نريد تحقيق النجاح.



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.