تفكيك 4 خلايا إرهابية في السعودية على صلة بسوري ينتمي لـ«داعش»

القبض على 15 سعوديًا ويمنيين وسوداني في 4 مناطق

المؤتمر الصحافي لوزارة الداخلية للكشف عن الخلايا الإرهابية (تصوير: سعد الدوسري)
المؤتمر الصحافي لوزارة الداخلية للكشف عن الخلايا الإرهابية (تصوير: سعد الدوسري)
TT

تفكيك 4 خلايا إرهابية في السعودية على صلة بسوري ينتمي لـ«داعش»

المؤتمر الصحافي لوزارة الداخلية للكشف عن الخلايا الإرهابية (تصوير: سعد الدوسري)
المؤتمر الصحافي لوزارة الداخلية للكشف عن الخلايا الإرهابية (تصوير: سعد الدوسري)

أعلنت السلطات الأمنية السعودية، أمس، القبض على 15 سعوديا ويمنيين وسوداني، شكّلوا أربعة خلايا عنقودية في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والرياض، والقصيم، بالتنسيق مع سوري ينتمي إلى تنظيم داعش في سوريا، وتعمل تلك الخلايا من السعودية على صناعة الأحزمة الناسفة وتأمينها للانتحاريين، وترويج الفكر التكفيري، فيما تم ضبط عدد الأسلحة، ومبالغ مالية بنحو مليوني ريال (533 ألف دولار).
وأوضح اللواء منصور التركي، المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية، أنه امتدادًا لما تقوم به الجهات الأمنية من خلال متابعتها المستمرة لأنشطة الفئة الضالة، وإحباط مخططاتهم الإرهابية الساعية للنيل من أمن السعودية واستقرارها، ‏فقد تمكنت الجهات الأمنية بتوفيق من الله وفي عمليات استباقية بدأت السبت الماضي، من الإطاحة بأربع خلايا عنقودية إرهابية في مناطق منطقة مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والرياض، والقصيم، نشط عناصرها بأدوار متنوعة مثل توفير مأوى للمطلوبين أمنيًا، ومنهم طايع بن سالم بن يسلم الصيعري الذي قتل في مداهمة وكر إرهابي في العاصمة الرياض، الشهر الماضي، والانتحاريان اللذان فجرا نفسيهما باستراحة الحرازات بمحافظة جدة، وهما: خالد غازي حسين السرواني، ونادي مرزوق خلف المضياني عنزي.
وقال اللواء التركي، إن الخلايا الأربع تضمن نشاطها في اختيار ورصد الأهداف وتمريرها للتنظيم في الخارج، والدعاية والترويج للفكر الضال لتنظيم داعش الإرهابي على شبكة الإنترنت، وتجنيد أشخاص لصالح التنظيم والتحريض على المشاركة في القتال بمناطق الصراع، وتوفير الدعم المالي لهم وأنشطتهم الإرهابية، مع امتلاك بعض عناصرها لخبرات في صناعة الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة وتحضير الخلائط المستخدمة في تصنيعها وتأمينها للانتحاريين وتدريبهم على استخدامها، وقد بلغ عدد عناصر هذه الخلايا المقبوض عليهم حتى الآن 15 سعوديا، واثنين من الجنسية اليمنية، وآخر سودانيا.
وأشار المتحدث الأمني في وزارة الداخلية إلى أن العملية الأمنية نتج عنها ضبط عدد من الأسلحة الآلية، وأسلحة بيضاء ذات نوعية خطرة، بالإضافة إلى مبالغ مالية كبيرة تجاوزت مليوني ريال (533 ألف دولار)، مؤكدًا أن وزارة الداخلية، إذ تعلن عن عزمها على التصدي وبكل قوة وحزم لهذه الأنشطة الإرهابية وتشكيلاتها ودفع شرورها عن البلاد والعباد، وإحالة المتورطين فيها إلى القضاء الشرعي لينالوا جزاءهم العادل.
وأكد اللواء التركي، خلال مؤتمر صحافي في نادي الضباط بالرياض أمس، أن 7 من الموقوفين تم في مكة المكرمة، و6 أشخاص في القصيم، و3 في المدينة المنورة، فيما تم القبض على اثنين في الرياض، لافتا إلى أن بعضهم على ارتباط بخلايا الحرازات بجدة وخلية حي الياسمين بالرياض.
واستبعد اللواء بسام عطية، من وزارة الداخلية، أن تكون هناك علاقة بين تضييق الخناق على «داعش» في سوريا والعراق وظهور هذه الخلايا العنقودية في المملكة الفترة الأخيرة، وقال في رده على «الشرق الأوسط»: «هذا الاستهداف للمملكة مستمر، كل التنظيمات الإرهابية ذات الصبغة الدينية سوف تظل تستهدف المملكة».
وفي التفاصيل، كشف اللواء منصور التركي أن المقبوض عليهم متورطون في توفير ملاذ آمن للأشخاص الذين تم التعامل معهم بحي الياسمين طايع الصيعيري، وانتحاريي حرازات نادر العنزي وخالد سرواني، وقال: «هذه الخلايا تنشط في اختيار ورصد الأهداف وتمريرها للتنظيم بالخارج والدعاية للفكر الضال وتجنيد أشخاص والتحريض على المشاركة للقتال بمناطق الصراع».
وأشار إلى أن بعض العناصر الذين تم القبض عليهم يمتلكون خبرات بتصنيع الأحزمة الناسفة وتأمينها للانتحاريين وتدريبهم على استخدامها، مبينًا أن من بين المضبوطات أسلحة آلية وأسلحة بيضاء ذات نوعية خطرة جدا إلى جانب مبلغ مالي يصل لمليوني ريال.
وأشار التركي إلى أن مخططات هذه الخلايا غير واضحة المعالم الآن، وربما كانوا بانتظار موافقة التنظيم لتنفيذها أو تجنيد أشخاص من الداخل، وتابع: «هي خلايا مهمتها في الوسط تحدد أهدافا وترسلها إلى التنظيم، وينشطون في التأثير والتجنيد على من يستطيعون الوصول إليه وتجنيده واستخدامهم في تنفيذ جرائمهم، تعاملنا معهم بعمليات استباقية، ولم تكن هناك دلالات مؤكدة بأدلة واضحة حول طبيعة الأهداف».
وفي رده على سؤال حول مصادر الأموال لهذه الخلايا، قال اللواء التركي: «بالنسبة للدعم المالي فإن السعودية تبذل جهودا كبيرة في مكافحة تمويل الإرهاب خصوصا داخل المملكة عبر تنظيم العمل الخيري وجمع التبرعات، وتوجد إدارة متخصصة للتنسيق مع مؤسسة النقد والبنوك والتحقيق في أي حالة اشتباه بتمويل الإرهاب، وقد يستخدم هؤلاء الأموال لتنفيذ عمليات إرهابية في المملكة وليس بالضرورة إرسالها للخارج، إلى جانب التعاون في مكافحة تمويل الإرهاب دوليًا».
وطالب المتحدث الأمني المواطنين والمقيمين بأن تعطى الجهات الأمنية فرصتها لإنجاز عملها، لافتا إلى أن نشر صور العمليات قبل إنجازها قد يعرض سلامة رجال الأمن لمخاطر، أو تزود المرتبطين بهذه الخلايا بمعلومات قد تضر برجال الأمن.
وقال اللواء منصور، إن بعض المقبوض عليهم لم يتم إلقاء القبض عليهم إلا يوم أمس في العملية التي استمرت خمسة أيام، ولذلك تأخر الإعلان الرسمي عنها.
وبيّن التركي بأن تنظيم داعش استخدم شبكات التواصل الاجتماعي بشكل كبير جدا للتأثير على الأشخاص عن بعد، وأن هذا ما يؤكد خطورة التنظيم. وأردف: «حتى بعد القضاء عليه في العراق وسوريا نحن قلقون إزاء قدرته على البقاء في شبكات التواصل، وهناك دول راعية للإرهاب رعت وآوت قادة تنظيم القاعدة بأفغانستان (في إشارة إلى إيران) لا نستبعد أن تكرر تلك الدول رعاية قادة (داعش) وتوفير ملاذات آمنة لهم».
من جانبه، أوضح اللواء بسام عطية، الخبير الاستراتيجي في وزارة الداخلية، أن الخلايا ذات تشكيل عنقودي، تلخصت أدوارها في صناعة المتفجرات، والإيواء، والتدريب، والمساندة، والتحريض للمشاركة، والدعم مالي، والترويج الفكر التكفيري، ورصد الأهداف.
وبحسب عطية، هناك دائرة علاقات مرتبطة بمنسق عملياتي في سوريا، مع خلية مكة المكرمة وخلية المدينة المنورة عن طريق الوسيط حسام الجهني، مشيرا إلى أن خلية مكة المكرمة لها علاقة بإيواء انتحاريي حي الحرازات بجدة، و4 من عناصرها مرتبطون بحسام الجهني الموقوف.
ولفت اللواء بسام إلى أن خلية المدينة المنورة إلى جانب كونها مرتبطة بالموقوف حسام الجهني منسق العمليات، كذلك هي خلية حركية نشطة جدا في عملية الدعم والإيواء والتجنيد.
أما خلية الرياض فيتركز دورها في تلقي الأوامر من منسق العمليات بسوريا ونقل المبالغ المالية من موقع لآخر، فيما خلية القصيم المكونة من ستة عناصر فقد تلقى أحد عناصرها أمرا من منسق العلميات بسوريا لإيواء طايع الصيعري بمزرعته الخاصة بالقصيم، وتمكينه من تصنيع أحزمة ناسفة قبل أن يتوجه إلى وكر حي الياسمين في العاصمة الرياض.
ووفقا للواء بسام فإن ظهور عناصر بأعمار في العقد الرابع للدعم والتحريض والمساندة يدلل على وجود مخضرمين ضمن عناصر الخلايا المقبوض عليها، منوهًا بأن إسقاط هذه الخلايا يعد شللا كبيرا جدا للشرايين الرئيسية لمنظومة العمل الإرهابي في المملكة، وهذا لا يعني أنهم ليسوا مؤهلين لتنفيذ عمليات القتل، ولكن يعني بالضرورة قوة واحترافية رجال الأمن في القبض عليهم.
ورغم وجود احتمالية عالية لمزيد من الخلايا العنقودية ومزيد من التهديد الإرهابي - بحسب عطية - إلا أنه أكد أن يوم انتهاء تنظيم داعش في المملكة قادم لا محالة.



السعودية قدّمت 7 مليارات دولار لتحسين ظروف الأطفال وأسرهم حول العالم

نفّذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية منذ تأسيسه وحتى الآن 3 آلاف و117 مشروعاً في 105 دول (واس)
نفّذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية منذ تأسيسه وحتى الآن 3 آلاف و117 مشروعاً في 105 دول (واس)
TT

السعودية قدّمت 7 مليارات دولار لتحسين ظروف الأطفال وأسرهم حول العالم

نفّذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية منذ تأسيسه وحتى الآن 3 آلاف و117 مشروعاً في 105 دول (واس)
نفّذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية منذ تأسيسه وحتى الآن 3 آلاف و117 مشروعاً في 105 دول (واس)

نفَّذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية منذ تأسيسه وحتى الآن 3 آلاف و117 مشروعاً في 105 دول، بتكلفة تتجاوز 7 مليارات و113 مليون دولار، من بينها 965 مشروعاً بقيمة 924 مليوناً و961 ألف دولار تهدف إلى تحسين ظروف الأطفال وأسرهم؛ مما يُسهم في رفع معاناتهم، وضمان حصولهم على التعليم في بيئة آمنة وصحية، وتقديم الدعم للأطفال في مختلف أنحاء العالم.

يُعدّ مركز الملك سلمان للإغاثة من الداعمين الرئيسين لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» (واس)

ويحتفي العالم باليوم العالمي للطفل في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، وهو يوم يهدف إلى تعزيز حقوق الأطفال من خلال مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تضمن لهم بيئة آمنة وصحية، وتشمل حقوق الطفل في التعليم، والمساواة، والعناية، والحماية من العنف والإهمال، كما نصت على ذلك المواثيق والأعراف الدولية.

من ضمن مشروعات السعودية ضمان حصول الأطفال على التعليم في بيئة آمنة وصحية (واس)

ومن المشروعات النوعية التي ينفّذها المركز، مشروع «إعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين في النزاع المسلح باليمن» الذي يهدف إلى تأهيل الأطفال المجندين وإعادتهم إلى حياتهم الطبيعية، حيث استفاد منه حتى الآن 530 طفلاً و60 ألفاً و560 فرداً من عوائلهم، يشمل المشروع إدماج الأطفال في المجتمع وإلحاقهم بالمدارس، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي إليهم وإلى أسرهم من خلال دورات تدريبية تهدف إلى مساعدتهم على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.

تشمل مشروعات السعودية إدماج الأطفال في المجتمع وإلحاقهم بالمدارس بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم (واس)

ويُعد مركز الملك سلمان للإغاثة من الداعمين الرئيسين لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ حيث يُسهم هذا الدعم في توفير الخدمات الصحية ومشروعات التغذية للأطفال حديثي الولادة وأمهاتهم، إلى جانب دعم العملية التعليمية؛ مما يضمن استمرارية التعليم في مناطق الأزمات والكوارث.

ويشارك المركز العالم في الاحتفاء باليوم العالمي للطفل؛ مما يجسّد التزامه ببناء مستقبل أفضل للأطفال في جميع أنحاء العالم، ويعزّز الوعي بأهمية حقوقهم واحتياجاتهم الأساسية.