زمهرير الشتاء يسجل 11 درجة تحت الصفر شمال السعودية

أغزر الأمطار تنهمر على «عسير»... ووفاة شخصين وإنقاذ 322 آخرين

رغم الإرباك الذي تسببه غزارة الأمطار فإن السعوديين يجدون في هذه الأجواء كثيرا من المتعة  - شهد وادي الدواسر سقوط الثلوج وانخفاضا في درجات الحرارة وصل إلى ما دون الصفر (واس)
رغم الإرباك الذي تسببه غزارة الأمطار فإن السعوديين يجدون في هذه الأجواء كثيرا من المتعة - شهد وادي الدواسر سقوط الثلوج وانخفاضا في درجات الحرارة وصل إلى ما دون الصفر (واس)
TT

زمهرير الشتاء يسجل 11 درجة تحت الصفر شمال السعودية

رغم الإرباك الذي تسببه غزارة الأمطار فإن السعوديين يجدون في هذه الأجواء كثيرا من المتعة  - شهد وادي الدواسر سقوط الثلوج وانخفاضا في درجات الحرارة وصل إلى ما دون الصفر (واس)
رغم الإرباك الذي تسببه غزارة الأمطار فإن السعوديين يجدون في هذه الأجواء كثيرا من المتعة - شهد وادي الدواسر سقوط الثلوج وانخفاضا في درجات الحرارة وصل إلى ما دون الصفر (واس)

يتفق السعوديون على أن شتاء هذا العام هو الأشد مقارنة بالأعوام القليلة الماضية، إذ كشف حسين القحطاني، المتحدث الرسمي لهيئة الأرصاد وحماية البيئة، أن أدنى درجة حرارة سجلت هذا العام في السعودية بلغت 11 درجة تحت الصفر في منطقة حائل، قائلا: «ميزة شتاء هذا العام ما يلحظه المواطنون من أن موجة البرد ظلت مستمرة وليست متقطعة كما في السنوات السابقة».
وبسؤاله عن كمية الأمطار، يقول القحطاني: «أعلى كمية أمطار هطلت على المملكة تم تسجيلها هذا الأسبوع في منطقة عسير، وهي 113 ملم، واستمر هطولها 24 ساعة»، وعن موجة البرد الجديدة التي بدأت في السعودية أمس، يقول: «هي كتلة هوائية باردة قادمة من الشمال، من المتوقع أن تسهم بانخفاض درجة الحرارة بمعدلات قد تتجاوز الصفر المئوي على الشمال، وتسجل الصغرى ما بين درجة إلى درجتين مئوية على شمال المملكة، خاصة الأطراف الشمالية».
ويتابع القحطاني حديثه لـ«الشرق الأوسط» بالقول: «نتوقع تأثر المناطق الأخرى أيضا بنفس الكتلة الهوائية لكن بمعدلات مختلفة لكل منطقة». وبالسؤال إن كانت موجة البرد ستكون أقل أم ما زال هناك موجات أشد برودة، يوضح القحطاني أن فصل الشتاء يستمر إلى 20 مارس (آذار) المقبل، ومن الصعوبة التكهن بذلك، مع استمرار وتفاوت موجات البرد، بحسب قوله.
وجراء غزارة الأمطار التي شهدتها بعض المناطق السعودية، تم تعليق الدراسة خلال هذا الأسبوع في المنطقة الشرقية ومنطقة عسير ومدن سعودية أخرى، وذلك حرصا على سلامة الطلاب والطالبات وبناء على تقلبات الأحوال الجوية، ومعطيات ما تقدمه المديرية العامة للدفاع المدني والهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة بالمنطقة الشرقية حول استمرار هطول الأمطار.
ورغم الإرباك الذي تسببه غزارة الأمطار وتعطيلها للدراسة والحراك المروري في أحيان كثيرة، فإن السعوديين يجدون في هذه الأجواء كثيرا من المتعة، وهو ما يبدو واضحا من خلال الكثير من الصور ومقاطع الفيديو الطريفة التي يتبادلونها عبر الهواتف الجوالة، وترديد عبارة «الجو لندني»، وهو وصف شهير محليا عند هطول الأمطار، في مقاربة طريفة لأجواء مدينة الضباب.
وكانت وزارة الداخلية السعودية أعلنت مساء الأول من أمس عن وفاة شخصين، وفقد اثنين آخرين، جراء هطول الأمطار وجريان الأودية في مختلف مناطق المملكة. وأفادت الداخلية بأن رجال الدفاع المدني باشروا 1058 بلاغا، وأنقذوا 322 شخصا، وخلصوا 284 مركبة، جراء هطول الأمطار وجريان الأودية في مختلف مناطق المملكة. وأشارت الداخلية إلى أن رجال الدفاع المدني يخلون ويؤوون 17 شخصا و7 أسر جراء هطول الأمطار الغزيرة بمنطقة الرياض.
في حين أعلن الهلال الأحمر السعودي أمس بأنه استقبل 760 اتصالا من منطقة عسير، خلال فترة تساقط الأمطار، تنوعت ما بين حوادث مرورية وحالات مرضية. في حين تلقى هلال أحمر الباحة 98 بلاغا في 3 أيام نتج عنها وفاة واحدة، بحسب ما أوضح الهلال الأحمر السعودي عبر حسابه الرسمي على شبكة «تويتر».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».