حضور مصري في مهرجان أفلام الحب في «مونس» البلجيكية

بمشاركة فيلمين في المسابقة الرسمية

الماء والخضرة والوجه الحسن
الماء والخضرة والوجه الحسن
TT

حضور مصري في مهرجان أفلام الحب في «مونس» البلجيكية

الماء والخضرة والوجه الحسن
الماء والخضرة والوجه الحسن

بالتزامن مع الاحتفالات بعيد الحب، تأتي فعاليات مهرجان أفلام الحب في مدينة مونس البلجيكية، التي تشهد هذا العام حضورا مميزا للسينما المصرية، بعد أن شهدت السنوات الماضية حضورا أقل، وانطلقت الفعاليات العاشر من الشهر الحالي، وتستمر حتى السابع عشر.
وتتميز دورة العام الحالي بمشاركة الفيلم المصري «علي معزة وإبراهيم» للمخرج شريف البنداري في المسابقة الرسمية الدولية، والفيلم بطولة ناهد السباعي وأحمد مجدي وعلي صبحي، كما يعرض في المهرجان فيلم «الماء والخضرة والوجه الحسن» للمخرج يسري نصر الله وبطولة ليلى علوي ومنة شلبي وباسم السمرة.
كما يشارك في لجنة تحكيم المهرجان للمسابقة الرسمية المخرجة هالة خليل، بينما تترأس لجنة تحكيم مسابقة أفلام المرأة الناقدة السينمائية ماجدة واصف، مديرة مهرجان الأقصر السينمائي. وتشارك الناقدة نعمات حسين في لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة، ومعها الممثلة الفلسطينية أرين عماري. وسيحضر فعاليات المهرجان كل من الفنانة ليلى علوي والمخرج يسري نصر الله والفنان علي صبحي. وإلى جانب الفيلم المصري، سيكون هناك الفيلم التونسي الفرنسي «الجسم الخارجي» للمخرجة رجاء عماري، والفيلم الإيراني «دوختاري» للمخرج مير كريمي. وستتنافس مع سبعة أفلام من فرنسا، وسويسرا، وألمانيا، والولايات المتحدة، وإيطاليا، وهولندا والبرتغال. وتشارك أفلام أخرى من كندا، والمكسيك، وجنوب أفريقيا، وموزنبيق والمكسيك، ودول أخرى في فعاليات الأفلام العالمية إلى جانب وجود بانوراما للأفلام الإيطالية.
وتختار إدارة المهرجان أفلاما في المسابقة الدولية من مختلف أنحاء العالم وبخاصة الأفلام التي تعالج قضايا الحب ومن زوايا غير عادية، وتقوم إدارة المهرجان أيضا باختيار نخبة من المختصين في الفن السابع لاختيار الأفلام التي ستفوز بجوائز أحسن فيلم وأحسن ممثل وممثلة وأفضل سيناريو.
ومنذ أحداث ما يعرف بالربيع العربي، تراجعت المشاركة العربية في المهرجان الدولي الذي تستضيفه مدينة مونس البلجيكية للأفلام العاطفية، وكانت المشاركة المصرية الوحيدة في المهرجان قبل عامين من خلال فيلم «فرش وغطاء» للمخرج أحمد عبد الله، ويتناول الأيام الأولى من ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، ولاقى إقبالا من الجمهور سواء من البلجيكيين أو من جنسيات أوروبية أخرى، فضلا عن الجمهور العربي، والمهرجان شهد أيضا مشاركة فيلم تونسي وآخر فلسطيني، والأخير عرض في المسابقة الرسمية ولم يحصل على جوائز، تلك كانت المشاركة العربية في المهرجان المخصص للأفلام التي تركز على العاطفة، حتى وإن كانت تتناول موضوعات سياسية، وكأن الغليان في الشارع بدول عربية عدة أثر على اهتمام صناع السينما العربية بالفيلم العاطفي، وتراجع الإنتاج في هذا النوع من الأفلام.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».